أربعة لغات كانت تعيش معنا في ذاك المنزل، حيث كانت السيوف تشهر كلّ ليلة فيها وتحيي جسدينا وتبعثنا... بأربعة لغات كانت معركتنا تبدأ، فتختلط اللغات كما أعضاؤنا،
ألسنة لا تعدّ تظهر وتقبل جسدينا بلغاتها ولكناتها المختلفة والمتباينة أحياناً، كانت اللغات كذلك تحب بعضها وتنجب كلمات جديدة وكنّا ننجب.
معركة وألسنة تتصارع على القُبل
معركة تتصارع على الألسنة
والحياة كانت تصارع الحياة على جسدينا،
وها هي سوريا ...
معركةٌ تتداولها الألسنة بلكناتها المختلفة والمتباينة أحياناً
معركة الألسنة ونشرات الأخبار حول الأجساد ...
أيّ لسان سيجلب أخبار الجسد أسرع
أي لسان سيمنح الأجساد رونقها وألوانها الفاتحة والغامقة.
سوريا ....
سوريا هي الحياة تتنافس مع الحياة على أجساد أبنائهاوتمنح الحياة معركتها،
من يمكنه أن يبقيهم جميلين حين موتهم ؟،
من يمكنه أن يلد مفردة جديدة ويزيد لغته كلمة أو تعبيراً شعرياً جديداً ؟،
نعم،
يجددون لغاتهم ولكناتهم بنعومة أظافر أبنائكِ يا سوريا
يجددونها ويكثرون من التجميل حتى تغيب الأجساد تحت المساحيق،
يحاولون أن يشبهوا أجسادنا المتألقة والجميلة،
جميلون نحن، حين الموت... وبعد الموت.

مهندسو الإضاءة كذلك جددوا نظرياتهم ومعاييرهم الضوئية
فباتوا يقصفون الاستوديوهات بالأنوار،
ليبدو المذيع أكثر رجولة والمذيعة أكثر أنوثة،
يقصفون الاستوديو لتحلق أخبارهم في السماء، ويجلبوا خبراً عن شهيد كان بلا اسم من قبل، ومات وله اسم كبير يعرض في الشوارع بجانب صورته المهشّمة،
يعرضونه ميتاً مع اسمه، فليس له صورة أخرى ...
ليس للشهيد صورة أو اسم غير صورة مماته واسم يوم مماته " مات في جمعة .... "،
اسم اليوم اسم الشهيد...
الشهيد هو اليوم ..
الشهيدان يومان... والشهداء شهر ... والشـــــــــــــــهداء أشهر .... والشــــــــــــــــــــهداء والشـــــــــــــــــــــــهيدات سنة .... والشهادة ســــــوريــــــا.