ممنوع الرقص..!!
2008-05-26
توفيق الحاج
ونحن لا نزال تحت وطأة الحصار وقائمة طويلة من فتاوى المحرماتوالممنوعات والممارسات والتأكيدات..!!
وبعيدا عن السياسات العلنية والسرية حاولتكلمات "خالد عليان " مدير مهرجان رام الله للرقص المعاصر أن تلقي حجرا صغيرا فيبركة راكدة آسنة تفوح تحجرا وتخلفا..!!
فبعد مئات السنوات من رقص الأجدادوالآباء على ضوء القمر في دبكات الأجران..ووزغاريد الجدات والأمهات في سهرات الطهوروليلة الحنة..!!
يأتي علينا ليل أغبر يجرم فيه التعبير الحركي عن الروح الفلسطينية ومشاعر ها الحية من باب المزايدة في المواقف السياسية لكسب تأييد الشارعبعد أن أفلس من أفلس وانكشف من الأمر ما انكشف ..!!
لقد تعرض مهرجان رامالله للرقص المعاصر إلى هجمة ظلامية ظالمة.. شرسة ومرتبة في اطار الصراع السياسيالمحتدم بين القيسيين واليمينيين..!!
إن المزايدة بدم الشهداء والأبرياء علىمواويل العتابا و دندنات الميجنا لهو أمر في غاية اللؤم والقبح وينم عن حقد دفينعلى تاريخ وحضارة وفلوكلور شعب مقاوم كالشعب الفلسطيني ، فالمقاومة ليست بالسلاحفقط وإنما لها أشكالها المعروفة في كل زمان ومكان ،وهي لم تكن يوما نقيضا للأهازيجالعفوية ولم تكن يوما ضد دبكة شعبية أو حلقة رقص وطنية تمجد زعيما راحلا أو شهيداخالدا أو مناسبة عظيمة.
لقد غنينا ورقصنا في أروع ساعات الفرح واشد لحظات الحزنوامتزجت لحظات نضالنا بأغنيات ورقصات ومواويل حفرت على جدران الزنازين قبل شنقأصحابها الى أن داهمتنا تلك الأشواك القاسية التي نبتت فجأة وفي غفلة من التاريختحت أقدامنا وبين عيوننا وحاولت وتحاول ان تجردنا كما تفعل الاحتلالات من أهم سماتشخصيتنا ووجودنا..!!
وسيرى أي باحث في تراثنا الفلكلوري المقاوم أن آباءناوأمهاتنا قد هزجوا ورقصوا للحاج امين الحسيني والقسام و عبد الناصر والشقيريو...و... من رموزنا النضالية الشامخة..!!
ولعل الحاقدين من بيننا ينسون أويتناسون أن أعظم الشعوب في العالم اليوم قوة وتقدما تعتز بتراثها وبفنونهاالإبداعية الشعبية ولا تخجل منها ..
فلم نسمع عن الشعب الهندي انه تبرأ من رقصهالفريد والشهير المليء بالمعاني والأحاسيس الإنسانية العميقة ولم نقرأ عن الشعبالبرازيلي انه تخلى عن"السامبا" لمصلحة الدروشة أو الزار..حتى الاغارقة السود فيرحلة العبودية لم يتخلوا عن رقصاتهم المفعمة بالحرية وأورثوها لأحفادهم ليقدموهاللعالم فنا أسموه "البلوز"..ّّ!!
ان الانتصار لمهرجان رام الله للرقص المعاصرليس انتصارا لهز الوسط على طريقة فيفي عبده أو للعري الراقص كما في مدرسة اللهلوبة "دينا " أو للمسخرة المنتشرة في الكازينوهات الكثيرة المنتشرة في معظم الدولالمعروفة بالإسلامية وانما هو انتصار لفن فلسطيني محترم في تظاهرة فنية عالمية قدتكون أجدى نفعا لشعبنا من دجل الزعماء الكاذبين وا لساسة المنافقين..الذين يلهثونسرا وراء ما يتبرؤون منه علنا ،والذين ينطبق عليهم المثل الساخر "اسمع كلامك يعجبنيأشوف عمايلك أستعجب" !!
فكم من تصرف أهوج أساء لصورتنا بين الأمم..!!
وكم منممارسة حمقاء أرجعتنا عشرات السنين إلى الوراء..!!
ولم لا نكون أكثر صراحة ونتساءل..
أليست صور الرقص المعاصر أفضل أداء وإخراجا وإمتاعا من صور الرقصالسياسي الذي يمارسه البعض..؟!!
لقد عشنا لنرى رقصا يجمع بين كرسي وتهدئةوبندقية ..!!
أو رقصا يجمع بين خطاب التقوى وحال الاحتكار و الجشع
ومطلوب مناللأسف أن نصفق للراقصين الجدد حتى تدمي الأكف..وإلا فنحن المارقين المرجفين..!!
أما بالنسبة لرقص شعب يتحامل على جراحه وحصاره فيكفي ان يصدر أمير الزمان فتوىأو فرمان "ممنوع الرقص " ..!!
ويبدو ان نقطة تسقط سهوا من فرط الهز ليقرأ الجميعفي زمن الجي..حا.. "ممنوع الرفص..!!"
ولعل أفضل الرد وابلغه على هكذا فتاوىوفرمانات قراقوشية هو مهرجان حق العودة الفني الدولي والذي سيقام بعد أيام على مسرحجامعة بيت لحم بمشاركة الشاعر الكبير عبد الرحمن الابنودي ومارسيل خليفة وسميح شقيروفرق فنية فلسطينية..،وكذلك افتتاح مهرجان مرج بني عامر التراثي في درة المقاومةالتي لا يزايد عليها أحد " جنين "..!!
نعم..
رغم ظلمة الحقد والاحتلال سنظلأوفياء للعتابا ورقصات الاحداد
وسنغني ضد الرصاص ..ياميجنا.. وياميجنا..!!
08-أيار-2021
22-آب-2008 | |
30-حزيران-2008 | |
26-أيار-2008 | |
28-نيسان-2008 | |
15-نيسان-2008 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |