للحرية قلائد من الدم
خاص ألف
2013-06-09
كل هذا السحر
من جبال وأنهار وغابات
لا تستطيع أن تغلق ثقبا صغيرا في قلبي
اسمه سوريا
*
على الرغم من جبالها وأنهارها وغاباتها
على غير المعتاد
تشوي الشمس هذه البلاد
منذ عشرة أيام أصيب الدانوب بالحمى
ثمة قلب سوري في ركن ما .
*
كل صباح
أسير والنهر
وعند كل منحدر
أنصب قلبي ناعورة
ترفع شهيقي عاليا
يصل ساحة العاصي
*
ماريا
أيتها النادلة الرقيقة
كم وددت أن أكون شهادتك الثانوية هذا العام
بمرتبة (امتياز)
أُدفع مع أوراق أخرى
كي تقبلي في جامعة أوظيفة
أوضعَ في درج أو على رفّ
يعلوني الغبار
أو تأكلني الجرذان !
*
أينما وليت وجهك
فثم وجه سوريا
*
الكلاب التي انطلقت
نحوي في صباح الحديقة
وقفت قائلا لها : كفى تشبيحاً
خجلت من نفسها
وانسحبت
*
سقط مطر غزير هذا الصباح
لم أشاهد مطرا منذ بابا عمرو
*
حملت معي في الحقيبة
علمين للحرية
وضعت واحدا في الغرفة
والآخر آخذه معي كل صباح
إلى ضفة النهر
طوال الوقت أسمع الماء يهتف:
(يامحلاها الحرية)
فيرد ماء قلبي:
(يا وطنا ويا غالي)
*
قالت لي: يشبه هذا الشارع شارعاً في حمص
هذه الساحة تشبه ساحة الساعة
انظر إلى هذا الطريق ،أليس كشارع الكورنيش؟
هذا السوق ، ألا يذكرك بسوق في حمص؟
في قرارة نفسي كنت أرى ذلك
لكنني من أعماقي صرخت:
لا يشبه حمص سوى حمص
*
دانييل طالب الحقوق
الذي أوقف تسجيله في الجامعة
كي يتسنى له تأمين مصاريف سنة جديدة
ماذا يعني لك النهر الذي بجانبك
يادانييل؟
*
من على جسر نهر روزنوف
ليلة الأمس
غنّيت بملء روحي
( لعيونك ياجرجناز)
*
عصر الأمس وليلته
العاصفة المطرية
عصفت بالغابة والنهر
عصفت بالحجر والبشر والشجر
البرق والرعد والريح وأنهار السماء
جعلت الليل كفيلم من الرعب
صباحا خرجت
وقفت هنالك فوق الجسر
النهر كان أكثر جريانا
الغابة أكثر نضارة
أحصنة العربات أكثر نشاطا
البشر أكثر سعادة
في مكان من العالم
ثمة عاصفة من الحرية
يجعلها الطغاة كفيلم من الرعب
حيث الشوارع أنهار من الدم
حيث الغابات موحشة
حيث البشر بين شهيد ومعتقل ومطارد
كلّ ذلك
لن يمنع وقوفي ذات يوم
على شرفتي السورية
مطلا على وطن جديد
أبهى وأعلى
اسمه : سوريا
*
من أعلى نقطة في قلعة (نامس)
كانت أشجار الغابة بمحاذاة رؤوسنا
والنهر يلمع كشريطة من الفوفسفور
الكلب الوفي رافقنا صعودا ونزولا
في أعلى نقطة من قلعة (نامس)
كانت تفوح رائحة الدم
أيضا حدّثتها عن قلعة المرقب والحصن
وحلب وتدمر وحمص وحماة
حيث للحرية قلائد من الدم
*
غيوم بشتى الألوان
الأخضر الداكن للغابة
الزهور في الأرض والشرفات
التماعات المروج
أمام حقول شاسعة لعباد الشمس
وخلف الأفق عاصفة ممطرة
أسىً عميق ،وأمل كالكمأة
النهر النهر في جريانه
أمي التي تنام هناك
لا تقنطي من رحمة الثورة
*
بياترا نامس/ رومانيا
تموز 2012
08-أيار-2021
03-أيلول-2016 | |
06-أيار-2015 | |
23-شباط-2015 | |
09-حزيران-2013 | |
10-كانون الأول-2010 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |