أول الروح .. أول الروح حُور الوله ونشيد يمشي خبباً يرمي الغريب نرده .. على حافة هوية يحصي شامات الوجنة يمرّ مع اللوز إلى قشرتها المالحة معطوفاً على قهوة الصباح وأنملتين تبيعان تذكرة للصيف لقاء نصف هاجس سميح.. بسيط كزجاجة نبيذ طري كلحم النايات.. يرمي أول روحه بين غزالتين .. ويخرج مسرعاً ..
ثاني الروح ثاني الروح زوجُ قناديل تغمض أجنحة الجهات كل الأرض شمعة .. من مشرق الطعنة حتى مغربها .. ورد يهرول ليصل الضلوع باكراً مثل أبد ينضج .. وذاك الغريب يطارد انتظاره .. و يستجوب طيور الماء عن مجرى دمعة تزرقّ في الشتاء.. ويبقى قليلاً..
ثالث الروح ثالث الروح مفاتيح الرؤيا كجباة الجداول .. عليّ بضفتين متهمتين .. ومرآة.. ولا أحد يزيد .. سوى ذاك الغريب.. يبصر معاطف النازحين .. وتفتنه الظهيرة .. عليه بشفتين متشققتين .. وفأس للصمت .. سيبقى طويلاً..
رابع الروح رابع الروح ماذا ؟؟ توأم ثالثها .. ولا تعرفه سبب لحضرة السر .. من يشبه من .. مزيد من الخيل..كثير من الرمش .. على مطر يخشع وينتحب .. ومازال هناك..
خامس الروح خامس الروح لي .. لي... لي... صريعة أربعين الغمام ونبي يكسر نافذتي ليسمع نبض أزهاري خامس الروح.. لا بعيد ولا غريب ولا نرد يلقيه جدار أصبح امرأة .. وأمسي وريداً .. أزجر المفردة وياقة القصيد .. ولذاك الذي يلتفت إلى اسمه فيتفتت أهمس.. إليّ دُر..
سادس الروح سادس الروح مسدس .. حدّثه العنب عن زنبقة ركلها يوماً إلى الأعالي فكان لنا قمر .. أصغى الغريب إليه فحاك يمام الشرفة وخاط سُرر الصبايا ورغيفاً للزبد.. ها قد حط رحاله .. واختصر انتحاره بظل تمرة في مهدها .. ها قد ابتسم هنا ..
أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...