نص / ثلاث قصائد نثر(1)
2006-04-10
1- ارتفاع
غارق في غمر الغيوم وكأن فكرة تدعوني إلى السفر. أتذكر بودلير. ثمة نوافذ تُفتح، يترسب منها ضوء ملون. الطير يمرق في السماء، أراه منعكساً على زجاج النافذة، أدير ظهري، أرى شيئاً لا أفهمه. فتيل الطائرة يشوه الإيقاع.كل غيمة تنقشع إلى أخرى. كل غيمة تأكل أخرى. كل مداخن النظر تمركزت في كبد الفضاء. ساعات أقضي في الشرفة متطلعاً إلى كتل الغيم. الشكل يصّاعد، يهبط، يختفي غيمة في قرار الأبد، رماداً في قبة الفكر الزرقاء. كم أنظر إلى هذه القمم حيث يَتَوطوَطُ العالم على مدى البصر، يَنهَدُ إلى قبب الظلمات. 2 –أبدية
كانت هي وراء النافذة. هو في الجهة الأخرى، شقته مفتوحة النوافذ، وحيد، يشرب، يقرأ، ويتسلى. النوافذ عديدة، شقته الصغيرة: مجرد غرفتين، حمام صغير، ومطبخ صغير. الفتاة التي يراها أشبه بأودي هيبورن، يحبها، يعشقها، لكنها رهن عائلتها. يوم آخر، إذاً سيعانيه. راح يفكر بطريقة تنجيه من هذا الاضطراد اليومي الملح حيث حتى الأغاني التي يختارها لإطرابها وبصوت عال لم تعد إلا رنيناً في الفراغ الذي يدور فيه. لابد أن يجد حلاً نهائياً. كانت لا تزال تنظر إليه من وراء النافذة. ماذا تريد منه، لم يبق فيه ثم شيء يمكن أن تعول عليه. إنها تنظر، تستطلع. البناية كلها تهتز. تراه يستشف من فراشه نملتين صغيرتين تتجاسدان طوال سقف الغرفة، ظلاً تسيل الرغوة من فيه. (1) هذه القصائد أرسلت خصيصا لألف قبل توقفها عام 1993 ننشرها الآن.
08-أيار-2021
10-نيسان-2006 | |
09-نيسان-2006 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |