شعر / دمر البلد ... يمين المقبرة
أحمد تيناوي
2006-04-10
لم يأت الضيوف
لم يأت أحد ليطرق باب منزلي
رغم أنني أشعلت المدفأة كما رغبوا تماماً
وكعادتي
عندما يخذلني الأصدقاء
أتذكر موعدي معك ..
لا أعرف متى وأين
كل ما أعرفه أنني رميت علبة سجائري من نافذة السرفيس
أو لأقل
من نافذة سيارة الأجرة .. التي تشاجرت مع سائقها
ما ذنبي إذاً .. ما ذنبي هذه المرة ؟
فها أنا قد أتيت مسرعاً
كما لو أنك تنتظرين وحيدة في ساحة دمر البلد
.. هنا
إلى يمين قليلاً
مقبرة بسور لم ينته بناؤه
/ حاولي أن لا توقظي الموتى برائحة عطرك
وانتبهي جيداً
فثمة الأحياء أيضاً /
... وهناك
حيث تبدو العشوائيات مرصعة بالصحون اللاقطة
/ تذكري أنك مازلت في دمشق /
..متشابهة
كما لو أن البشر الذين يسكنون فيها
ينتمون إلى بلد واحد
وأنا في منزلي الآن
في غرفتي
أشعل المدفأة
وأنتظر الضيوف
ولا أحد يأتي..
وعندما تفتحين
سيكون عند الباب أحد سواي
.. لقد جاء الضيوف أخيراً
رغم أنني رميت علبة سجائري
وتشاجرت مع سائق سيارة الأجرة
لقد جاء الضيوف
وكأنهم نسوا أنني أنتظرك أنت.