معالِمُ الوجِهةِ الأولى ....
خاص ألف
2013-12-31
لا رائِحَةَ للبقاءِ يا صَديقي ...
فهذا النّملُ قاتِلٌ أكلَ كُلَّ مَا تبقّى لنا مِنْ أُمنيات ...
فاقدُ الحياةِ لا يُعطيها ... !!
والحكمةُ ال ما ... لن تكتمل ... ؟!
للموتى حكمةٌ أخرى لن يدركَها العابرون على فحولةِ الحياة ... !!!
الأفكارُ على نارِ الشَواء ...
شبقُ الحوتِ للغوصِ في قعرِ فراغٍ ما ...
والإكتساءُ بالوحدةِ المُشْتهاةْ ... !!
قلقلةُ الحناجِرِ ...
حشرجَةُ الصّمتِ ...
شهوةُ السِّكينِ للدِّماءِ في وَضَحِ الجُرحِ , أطولُ عمرٍ ما ...أكثرُ نصلٍ ما ...!!
نحنُ .... ؟!
ومَنْ نحن وأين نحن ... !؟
نحن اللّامكانُ
في اللّاشيءِ
في اللّاوقتِ
واللّا عمرِ
نعتصِرُ من عَرَقِ السّيقانِ نبيذًا للبقاءِ لو قليلاً في غيبوبةٍ عن النّبيذ ...
فمن نحن ... ؟؟!
نحن طلعٌ سَاقتْهُ أقدامُ الفَراشَةِ نحوَ حقلٍ ما ...!؟
خيطُ دُخانٍ تبذُرُهُ الرّيحُ كيفَ تشاءُ ... ؟!
خارجَ حدودِ الذّاكِرَةِ ثمّةَ قطيعٌ مِنَ الخَيْباتِ
إلهٌ يُبيحُ شهوتَنَا للحُزْنِ والبُكاء
ويقطَعُ دابِرَ بسْمَتِنَا بـ آهةٍ شرسَةٍ لئيمَة ...
ثمّةَ دهشةً نرسُمُها على جِدَارٍ مصلوبٍ لا بابَ لَهُ ولا نافِذة ...
ثمّةَ نحنُ وهُم نُصارِعُ البقاءَ على دربٍ أعْمَىً ...
لا ملامِحَ لُه سِوى أثرِ أحذِيَتِنَا المُهْتَرِئَةِ ...
وقعِ خُطانَا الغائِرَةِ في رِمالِه ...
وجهُ الأشقياءِ مُغْبَرٌّ ويغُورُ باتِّساع ...
لا بؤرةَ للتّكوينِ
لسْنا بؤرةَ هذا الكونِ
ولا اتّسَاعَهُ
ولا انحِلَالَهُ
ولا حتّى نسيجهُ الرّمادِيَّ ...
نحنُ أنبياءٌ بالفِطْرَةِ
وكلٌّ منّا يتّبِعُ فِطْرَتَهُ ...
على وهمٍ ما , أدسُّني في جيبِ الذّاكِرَةِ ..
أغلقُ منافِذَ الرّيحِ
تتمادى الشقوقُ بالإنْفِرَاج
لتعويَ
وتشلفَ الرّوح ...
لسنا لنا
لسنا هُنا
لسنا سِوى خيطِ دُخانٍ لا قابضَ لَهُ أحد ..
لا خالقَ لَهُ أحد ...
لسنا لنا
لسنا هُنا
وهذا الموعدُ المقتولُ ليسَ منّا ...
وهذهِ المقاعِدُ المصلوبَةُ على رصيفِ الإنتظارِ ليسَتْ لَنا ...
هذا الصّقيعُ يُراوِدُ زئيرَ النَّاِر عن مُنْتَهَاها ...
لسنا هُنا ولم نكُنْ ولنْ نكُونَ
يا سيدَ الوقتِ خُذْ عُمرَا تمادَى في الذّهُولِ على ناصِيَةِ الوجَع ...
خُذْ روحَا لدَغَتْها عقارِبُك ...
يا سيدَ الوقتِ هذا الوقتُ لي , لي أنا ...
فاهربْ أو فاركبْ قارِبَ الغيابِ وغِبْ ما تشاء ...
واتركْ لي بَاحةً من البقاءِ عَلى رُفوفِ الماء ...
وجهي قصيدةٌ نبيَّةٌ
جسدِي النَّحيلُ سعفَةٌ
وأنا المُجاهِدُ ...
أنتعِلُ حُضورِي ...
أشدُّنِي من عتمَةِ قَبري
لأكتُبَ عَلى شاهِدِهِ أنا لستُ هُناك ...
يا سيد الوقت ...
خُذْ ما تبقَّى مِن جُثَثِ الغيابِ في دَمي
ومِنْ مقابِرِ الرّحيل ...
واتركْ لي فَسْحَةً ما لأغتسِلَ مِنْ جنابَةِ الحياة ...
حَفْنَةً ما أتيمَّمُ بِغُبارِهَا
ريقا أخيرا أبلعُهُ , أشقُّ بِهِ آخِرَ خُطايَ العجفاءِ إليّ ...
لأخرُجَ مِنّي وأكتُبَ على شاهِدِ بَقائِيَ الوحيدِ ...أنتَ لستَ هُناك , أنتَ لستَ هُناك ...
.
08-أيار-2021
31-كانون الأول-2013 | |
21-أيار-2010 | |
29-تشرين الأول-2006 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |