هكذا تدلت الشرفات عن كواتها تبحث في الزوايا سيئة السمعة عن مأوى للانكسارات المتتالية ،ويل لصقيع هذا المساء الخالي من الخطايا الناصعة ،يركض الصبية يرجمونه بكريات السخرية والإتساخ العاري من الرحمة ، تجار الساحة ليسوا بشرفاء لذا تحلوا بأحابيل عطر الورع - وبافتخار تقلدوا كومة من أيقونات قيئ الثعابين الخاشعة ،فيما راح فقراء المدينة ينقبون في علب الهدايا المثقوبة عن ما تبقى من مخلفات نبوءة سريان الماء في اتجاه ذات شريعة الخطايا المرتبة، مَن يجيد قراءة طالع انصهار الروح وخزة وخزة وبصقة بصقة ..؟مَن منكم يجيد تصنيف الأخبار الملوثة بـِرق النساء ودم الحيوية المغتال بآيات السكارى ..؟من منكم يسبح بحمد الولع بكيّ اظافر الأجنة على طاولات البهار المسمن بتفاسير المقايضة بلحم الإنسان ..؟لا تنزعجوا .. جميعكم أكفاء، فتبويب بغاء الأرصفة ليس بالأمر العسير- كلها تبدأ بتصنيف إنسان المزبلة على مشانق صكوك الولاة ،اليوم اكتتاب شديد التميز حيث الشعب الجالس تحت رهن الموت يسأل :بكم تثقل أكفاننا ..وبكم نبتاع بقايا الطعام العفن والمخبوء تحت وطأة عصر الأنف والتهاب عصارات النبض المطعون بالخدعة ..! أيضا لا ترتابوا رفقاء الذبيحة المُجهدة ..كلنا صرخة بلون الرفض ،كلنا ملحدون بكل صنوف التشوهات الخلقية لآلهة بلا ذهن ، في صقيع هذه الليلة الفريدة لا توجد الحان ولا نبيذ أو مكان بين كل العروض الشاغرة، كم تدفع إذا أيها المتهالك مقابل انحناء الخبز ..وكم تلتهم من احتضار مقابل سلب الوطن ،لا تظنوا أن كهنة المجوس لم يفشوا الأسرار المخلصة للنجوم الثائرة ولا تظنوا أن سلال تعب الحراس جاءت خالية من الملح والعواصف الهائلة ، افسحوا المكان إذا فلن تولد لنا حرية بغير تراكم كل هذا العفن فقبلا سار المسيح مثقلا بصليب العتق متجها صوب عتمات باحة المذود الرديء يفتش عن المكان ،عن صدع زوايا الحلم ورماد الضوء المحتمل كي يطرح كل عملات الصيارفة وغش القبلات النيئة و يولد فينا الإنسان ،دقوا طبول المكاشفة بلا مهل ، افتحوا الساحات المشردة على مصراعيها واطلقوا جيادكم لتصنع صهيلا مرموقا ، محررا ،يعيد كل البناء ،تبادلوا كؤوس النهار الناضج بلا روية ، اخرجوا الثمين عن نير المرذول ،صوبوا سهاما مبرية لحق الكادحين ، شيدوا بيوتا للمطرودين و طرقا ممهدة تليق بالحفاة ، قدموا وحل مزاودكم بلا خجل وخارج المحلة اطرحوا شريعة الزؤان فبعد ولادة الأنسان يأتي ملء قامة التنفس والارتفاع حيث ينعم التعابى و دم الشهداء بلذة الضحك والنوم حيث لا مزعج بعد الآن .
مازال الدرج معبدا لذا لم ينته بعد .*