انكسارات مضيئة
خاص ألف
2014-02-16
-1-
معتمة هي زوايا الطريق المؤدية إلى الخطيئة،..مضيئة نوافذ عينيك..عيناك اللتان تلمعان خلف هذا البحر كلؤلؤة أضاعها شيخ البحر وهو يرتل أناشيد انكساراته
-2-
هكذا يعيش الشاعر الذي أضاع عمره ..بين دروب الشك ودهاليز السؤال .. معتما ً ليتوهج الآخرون.. لكن كلما كتب قصيدة انتصر على نفسه وعلى العالم.
-3-
ليس للنور نورا ً كما صورته لنا الظلال ، لكن عندما لفظته العتمة من رحمها.. قرر أن يخون الظلام ..وأن بضاجع الشمس العارية إلى الأبد.
****
-4-
القمر تاريخ وسيرة ذاتية
حقيقة ٌ واحدة ومؤكدة تحيا في تلك في البلاد.هي القمر
القمر الهارب من القناصين ذوي الأجنحة الظلامية الفتاكة،
أو ما يسمونهم (الفلانيوس) حسب المعتقد الذي نُقش على جبل( إهليليا) العتيق،والذي يمنع أي طائر أبيض من سلالة الشمس أن يعبر بحر الظلام،ويمزق صمت العتمة الكئيب الذي يحكم البلاد
فمرة َ تم قنصهُ برصاصة حجرية ؛ فتناثر َ أشلاء ً لكنه سرعان ما لملم نفسه، وبدء يركض بشكل مارثوني واختبئ في خزانة أحلام ٍ وجودية لطفلة هرمت وشاخ زمانها قبل ميلاد الوقت بفراغ ونصف، ومرة اعتقلوه؛ لأنه كان يعزف ُ لحنا ً دينيا جنائزيا ً لأحد الأنبياء المهمشين ، ومرة ً جلدوه عندما كان يمارس الحب مع شجرة عارية نحيلة، ومرة صلبوه على أرجوحة تمتد من جبل (اهليليا العتيق) إلى زهرة ضوء تنبت من فراديس السماء؛ لأنهم ضبطوا عنده كميات كبيرة من ( العدل والمحبة والسلام)،ومرة علقوه على رمح أحمر وقدموه هدية ً لسلطان الجحيم ؛ لأنه ألبس الورود َ إكليلا ً من نوره،وأعلن معها الثورة ضد خفافيش الليل.
صلبوه، سجنوه، جلدوه، لكنهم ذات مرة استيقظوا ولم يجدوه. رحل عن البلاد، وخلف وراءه لوحة معلقة من طين الحزن في المعبد الجنوبي للجبل العتيق،وسمفونية من صمت الغرباء، قيل أنه صار رغيف خبز كبير يأكل منه جياع العالم،وقيل أنه صار وردة بيضاء يستظل تحتها عشاق العالم لتشفيهم من آلام الغربة والوحدة،وقيل أنه صار راية للأمم المقهورة والشعوب المستعبدة،وقيل أنه صنع من النجوم عربة خلف ستار الأزمنة،وتشظى تحت وسائد الحالمين بالحرية والخلاص،قيل عنه الكثير والكثير لكن القمر في كل الأحوال ما زال كما هو ثابتا ً في مكانه،يمنحنا حكمة البياض وبلاغة السنابل،باكيا ً في حلكة الشتاء الطويلة،ومبتسما ً في ليالي السكون.
تجده في جفن ناعسة حسناء تناجي روح حبيبها المقتول في مظاهرة،أو في صرخة اليقين لشاعر يصارع الحياة،ويرتب الرحيل الأخير خلف أسوار العزلة.
08-أيار-2021
14-تشرين الثاني-2020 | |
20-حزيران-2020 | |
16-شباط-2019 | |
24-تشرين الثاني-2018 | |
27-تشرين الأول-2018 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |