نصان / يكفي الحزن(1بايت ) / رأسُ السّنة
2008-05-27
يكفي الحزن(1بايت )
لا تقلعي خُفيّكِ وقت دخولك خرائبي
فأبواب نفسي ليست مقدسة كمقام السيدة زينب
ولكن بحضورك
يصبح موطن الله في جسدي ..
ورغم إعجابي بأعمال هالة الفيصل
و انتشار لوحاتها على جدران قلبي
أجد بأناملك لغة تثير غيرة
سلفادور دالي ،
لأنها تموسق صوراً
في أعصاب ذاكرتي
هنا أذوّب لساني على انكماش حلمتكِ ،
وهناك أكشط يدي كالشفرةِ على
أنوثة ِ فخذيكِ الممتلئين
دمي السكران لا يقوى على الحركة
وأنفاسي لا تكفي لإطفاء شموع عيد ميلادي
كلما تحْييني تأوهاتك الطافحة بأمواج ٍ صوتيه
تدوّخ رادار لذتي المنتصب في منتصف قوامي ..
نقلتُ أرشيف حزني
إلى مستودعات من تراب تقطن جفاف عينيك ِ
ولم يكن حزني إلا بمساحة حرف في الذاكرة
أي 1بايت من جسدك أو دموعك ِ،
وما تبقى من خرائطٍ على بطنك ِ بين فخذيها
امتداد الخط الوبري الناعم على ظهرك حتى مؤخرتك الطريّة
وهذه المسام بين ثدييك ِ ...جميعها
كرستها لأيقونات لا يدخلها
إلا الحبّ المقطر من غليان فرحنا ..
وإذا تعطلت قريحتي يوما ً
أنت من يرسم خوارزميتها
لذلك تهيئةُ حياتي للجنون لا تحتاج
إلا أنفاسك أو آهاتك ..ثمّ
تخبطك تحتي ونحن ننتشي ..
ليلة دُخلة
رأسُ السّنة
يا لها من تسميةٍ عضوية
إذاً ثمّة جسد للسّنة ،
جسد السنةقد يقترح يُتيماً على شكل عُمْر ..
أنا أمام قبّعةِ رأس السّنة الدّافئة
لأن طقوس كهذه تحتاج لثلج حنون
أو مطر عاطفي الزخّه ،
ولا تحتاج لصقيع أسكيمو كوحدتي ..
سأزيل قُبّعة رأس السّنة
تاركاً شعرها الذي من وقت
منساب على كتفيه
كشعر (مريام فارس)..؛
سأتسلّى قليلاً بعبارات التّهنئة
كي يضحكَ عليّ وجه السّنة ،
و على الآخرين..
بعد يوم ألمسُ جبين السّنة
ينطحني لأكمّل حفلة التفاؤل
ماسحاً آلامي القديمة
بقبـلةٍ على خدّ السّنة
راجياً أمنية عتقي من الكآبة ..
يأتي اليوم الثاني
تيقظني شفتيّ السّنة الباردتين
بمّصة تبعث موعداً للأمل
أقوم بجنون،كأني ذاهب إلى حبيبتي،
أتطاير في شوارع دمشق .
أحدّدّ على جوّالي وضعاً للرنين
بعبارة :
( دعنا نعيش بفرح ) ..!
ولأن الفرح انتابني بلا شيء ،
رحتُ أتمتم في السّرفيس
أتمتم على النّافذة المتعرّقة: إنّها تمطر !
انظروا الفرح يقلع ثيابه
ليغطّي زمهرير العاشقين ،
أنظروا إنّه يبتسم
لقد أومئ علي بالنزول ،
هرعت أبحثه كي أسلّمه قلبي
لكنّي اكتشفتُ أنّه وهم !
بعدما تشاجرت مع عشرات المارة بسبب
سؤالي : هل رأيتم الفرح ..؟، لقد مرَّ من هنا،
ألم يره أحد ..؟
أدركتُ أنّي لن ألقاه حين وجدت ثيابي مبلّلة،
ودمشق ناشفة بكلّ شيء،
لا زالتْ سهرانة ، تهمس في صفعات البرد :
اذهب يا صغيري كي تنام ،
السّاعة الآن 4 فجراً ...
اليوم الثّالث لم يكنّ إلاّ بارداً بسخرية،
رائحة ثديي السّنة
تطعمني عطراً وحليب عصافير من تّفاؤل ،
وتفاجئني بلكمةٍ تشبه المساطر التي كانت
تضربني إياها آنستي أيام الطفولة،
قلت للسّنة التي تشبه عروساً :تفو عليكِ ..!.
اتركيني لن أجد سعادةً مع أولادك
إنّهم يستحضرون جسدي
إلى ماكينة فرمهم ليقطّعوا
غراماً واحد من قلبي الخفيف مقابل ضحكة،
ونكايةً بهم جميعاً سأظل نائم .
رابع يوم لم أقرّرّ شيئاً ،
إنّما كتبتُ على روزنامة البيت :
لقد تزوّجت السّنة الجديدة،
وهي الآن حُبلى بأربع ِ توائم :
الأول دم مستخلص من الفرح
صبّته بروحي فور ولادتها..
والثاني صوت على هيئة ملاك،
بعينين سوداوين ،
على الأرجح أنه هذه القصيدة ..
والثالث كان أنثى ساقطة ماتت فجأة،
عرفتها إنّها البراءة ..!
أمّا التوأم الرابع،
كان جثّة ُمتفحّمة،ذات رائحة زكيّة،
بالتأكيد هي (للحزن) ..
2008/1/5
شام
ميدان
2008 - 5 -17
خاص ألف عمر الشيخ
[email protected]
08-أيار-2021
23-كانون الثاني-2021 | |
28-آذار-2020 | |
28-آذار-2020 | |
02-شباط-2019 | |
رواية «لولو» لعبير اسبر في طبعة ثانية شهية السرد بتكنيك سينمائي |
06-أيار-2009 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |