من الشعر الصيني الكلاسيكي ترجمة حرة ترجمة هان- يو و
خاص ألف
2014-06-07
مقدمة
يرجع تاريخ الشعر الصيني إلى كتاب ((الشعر)) الذي تم تدوينه في القرن السادس قبل الميلاد، ثم بلغ مرحلة النضج في عصر أسرة تانغ الملكية الذي دام من مطلع القرن الـسابع إلى مطلع القرن العاشر. ولكي نقرّب هذا الشعر إلى الذائقة العربية، لا بد لنا من الإشارة إلى نواحي الاختلاف بينه وبين الشعر العربي، والتي يمكن تلخيصها بما يلي:
أ- الإيجاز، وهو سمة سائدة في الشعر الصيني بل الشرق آسيوي عموماً، فقد تقع القصيدة الصينية في أو أربعة جمل فقط، لأن الشاعر يستمدّ الإلهام من انطباعات رقيقة تخطر بباله فيسجلها شعراً قبل أن تتلاشى، فيما يشبه الهايكو الياباني الذي تطور عن الشعر الصيني.
ب- التشابك بين المنظر الموصوف ومشاعر الناظر، فكثيراً ما يحضر الوصف في الشعر الصيني دون إفصاح مباشر عن العواطف والأفكار، حتى ليبدو ساذجاً بالنسبة إلى العرب. إن عواطف الشاعر وأفكاره تكمُن في المنظر الموصوف الذي يعكس مكنوناته الداخلية.
ج- البعد عن الخطابية التي تميّز الشعر العربي، فالشعر الصيني يصدر عن أحوال شخصية دون ميل إلى الإقناع، وهو في ذلك أقرب إلى الشعر الرومانسي العربي منه إلى الشعر الكلاسيكي.
لي باي (李白Lǐ Bái)
ولد عام 701م في العصر الذهبي لأسرة تانغ. نشأ وعاش حداثته في منطقة شو أي مقاطعة سيتشوان اليوم.
كان ميّالاً إلى فلسفة التاو التي كانت سائدة في عصر أسرة تانغ، كما تأثر بفلسفة كونفوشيوس كغيره من المثقفين الصينيين القدامى. أمضى حياته في التجوال بين الأنهار والجبال، وحاول الخوض في الشؤون السياسية ولكنه لم يُوفَّق في ذلك بسبب كراهيته للمصانعة وعدم اتفاق مزاجه مع السياسة. تعرض للسجن والنفي في السنوات الأخيرة من حياته عندما سادت الاضطرابات في الدولة. توفي عام 762 عند أحد أقاربه.
أحب لي باي الخمر والسياحة وأجاد فن المبارزة، وانعكست هذه كلها على شعره الذي يتميز بالطلاقة والطبيعية وسعة الخيال، الأمر الذي جعله من أبرز الشعراء الصينيين.
من قصائده:
-1-
أيها البدر المفضض جالسني
بإبريق خمر تحت أزهار بستاني
وها ظلي ورائي قام يرفع كأسه
فصرتما في مشربي مشتركين
حريصاً على اللذات في خير أزماني
دعوتكما بديلين عن صحب فغدوتما صاحبين
وما هم يا بدر أنك لست بشاربٍ
ولست يا ظلي جليساً ولا تشرب كإنسان
غنّيتُ حتى البدر مهّل سيره
وظلي معي في الرقص هاج بدوران
فتنادمنا على صحو، وتفارقنا على سكر
ولربما يا بدر يوماً نلتقي
على نهر المجرة العالي
لنبقى معاً إلى الأبد
-2-
انصبّ ضوء البدر عند مرقدي
مثل صقيع الخريف منثوراً على الأرض
رفعتُ رأسي أتملى وجهه
فأحنيته من حنين إلى موطني
-3-
النهر يشقّ طريقه عبر جبل باب السماء
ومياهه المتلألئة بالزمرد تنعطف نحو الشمال
الجبال الخضراء تمر متناظرة على الضفتين
بينها يعبر شراع منفرد قادم من جهة الشمس
-4-
ألا ترى مياه النهر الأصفر تنصبّ من السماء
ليجري نحو البحر بلا عودة؟
ألا ترى من يقف تحت السقف العالي يرثي شعره؟
كان أسود في الصباح فصار ثلجاً في المساء
فلنكمل إذاً متع الحياة ما دمنا في أوج الزمان
ولا نترك الكأس فارغاً في ضوء القمر
نأكل ما طاب لنا ونشرب كؤوساً بلا عدد
-5-
راهب نزل من أوج أَمَيْ حيث موطني
بقيثار رشيق ذي سبعة أوتار
أصابعه لعبت فأسمعني
أمواج الصنوبر من أودية الجبال
جلا عني هموم الغربة بـــ"تدفق المياه"
فتناغم الصدى مع جرس المعبد المغطى بالصقيع
انتبهت وقد حلّ الغسق بالجبال اللازوردية
وغيوم الخريف فوقنا ازدادت ظلمة
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
01-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
13-شباط-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |