الروح يمكنها أن تتألق في الصلاة أو البار أو عند المضاجعة 4/3
خاص ألف
2014-06-21
الإصحاح الثاني
دعوة لإعادة التفكير
--------------------
لاشيء يدعونا للتورط في لعبة القيم
فكل ما نفعله يضاف إلينا
وكل ما نراه حولنا هويتنا
------------------------------------------------------------------------
ويخرج بنا الكاتب من ساحة المواجهة وما بين سفوح التفكير إلى مرتفعات إعادة التفكير، يصل بنا إلى قناعة مفادها إن الخطأ هبة الإنسان الكبرى التي اختلف بها عن كل خلق آخر، الخطأ نسبى يخضع لاتجاهات ثقافية وفكرية متنوعة - فما نراه خطأ -ربما هو ليس كذالك عند الآخرين بل هو يختلف ويتطور لدى الإنسان خلال مسيرة حياته و تجربته الخاصة ومراحل نضجه والتي تتطلب المزيد الصدق والإنصات إلى كل صوت حي داخله - فالنضج الإنساني ليس رهن اكبر عدد من الخبرات بقدرعمقها
ومن خلال حياة حافلة بالتجربة والشغف بالمعرفة يلخص الكاتب فلسفته في الارتقاء بالتجربة ( أنا أخطئ إذا أنا هنا ...!) هو الخطأ الذي ارتبط منذ فجر الوعي الملتبس بمفهوم الشرف والتي طالما تناولته بشجاعة ووضوح في السنوات القريبة بعض من الأعمال الفنية والأدبية بالطرح والنقد والتحليل –حيث يتلخص شرف المجتمعات الذكورية في تلك المساحة البكارية وما عداه لا محل له من القيم والأخلاقيات ،ليتردد إلي مسامعنا تلك الجملة المتداولة والشهيرة ( تم كل شيء طبيعيا دون التعثر في غشاء البكارة ) وهنا وفي لحظة عين -تتغير كل مجريات الأمور وتنقلب الأحداث رأسا بلا عقب.....!! وعجبا تنمو دائما العلاقات بين الطرفين بشكل حريري وفى السياق الطبيعي لمجريات المشاعر- لكنها ليست دائما تحمل عاطفة الحب والالتزام الواعي ومن ثم الصدق في العلاقة الحميمة – غير أننا نرى الكاتب هنا يمتلك شجاعة الاعتراف( تحرك داخلي ارث المكان الذي يلتذ بتأثيم كل ما له علاقة بالمتعة - نما فوق يدي وبر أجدادي..وصفعتها بقوة ...!!) ما أقساها مرارة ، وما أمره وجع على قلب أنثى أحبت، وثقت ،وهبت كل ذاتها لمن على روحها وجسدها إإتمنت– ليخذل الرجل بدوره جل صدقها ووجدانها - تسقط لتوها نبل كل القيم وحدود الثقة والعاطفة التي كانت تراها وتصدقها في الشريك الآخر- كم من أسف و حزن مريع يعتريها ليس خوفا من مجتمع يتربص للاحتفال بامتهانها وتراشقها بمزيد من القمع والتشفير بقدر إحساسها بحجم مرارة الإخفاق في الشريك الآخر والذي ظنته يعي ما تمنح - غير إنا نراها - في ذروة هول الخيبة تلم شتات كبرياءها ، ترد له الصفعة بأخرى اشد إيلاما و أقسى ضراوة – فهي قبلا الفتاة الهاربة رفضا ،هاربة من صليب أمهات القبيلة في محاولة اختصارها وختانها وتصفيحها لتشبه في ذلك كل نساء القبيلة، أخذت شجاعة المواجهة ( كنت اركض بلا هوادة في ذلك اليوم من شيء لا أعرفه ، وأنت اليوم تجنى لذة شغفي بالركض والهروب من كل ما يخصى أنوثتي – ) تستمر المواجهة ( تذكرت صفعة أمي تلك الليلة التي كانت من الممكن تحميني الآن من صفعتك ...!)
- يتركها ، وبين كل تل وأكمة - يلهث وراء البحث والمعرفة،ومن جديد يعيد قراءة الجسد، الإنسان ، لحياة ومفرداتها المتشابكة ليعود هو بدوره حيث الفطرة والشفافية الأولى ، متسائلا عن هوية الأشياء وكنه العلاقة الحميمة بين الشريكين والى أي مدى تبلغ (ما هو الخطأ ومن هو الإنسان دون أخطاء ؟وهل ما فعلته في ذروة إصغائها للحياة كان خطأ ومهما كان السبب ؟ هل كان عليها أن تحتفظ بجرعة الدم لتلطخ بها منديل القبيلة الأبيض .. ) ليظل مفهوم الشرف متقلصا في غشاء أنثى قابل بدوره للتجديد ليواكب في هذا عصر التقنية وصفع المجتمع كله كل حين ..؟؟ وبعد سنوات بفعل التجربة والتعلم والإصغاء كتب ):نحن نخطئ لنرى الصواب حتى إشعار آخر– نخطئ ونعترف بأخطائنا ونحترمها لنكون أكثر جمالا- واشد تواضعا فعقل دون أخطاء لن يحث خطاه نحو النور، هكذا دأبت على محاولة حثيثة لأغفر لنفسي .. ) نراه فيما بعد بملء التجربة ينزع من أشواك الغابة ما امتلأت به قصائده فيزرع صواب رؤيته من جديد( نحن أخطاؤنا وأخطاؤنا نحن ..عبارة تجذبني كثيرا لأنها لا تخلو من الخطأ ...!)
لعنة بنات الغابة
------------------ اقسم وأعترف إن ما سبق وخط أعلاه ، هراء في هراء، اعترف أني عجزت عما كنت أصبو إليه عندما شرعت في كتابة هذه السطور، إذ كنت معصوبة الرؤية ، مثقوبة الإنصات ،مشفر علي ضفتي النطق كل مساحات الغضب والغيرة ، فالسابح في مسارب الغابة - لا ينفك أن يجد نفسه وقد سقط في شرك عظيم من المتعة الشعرية والفكرية في آن واحد ، تلك المتعة والتي أصابتني بكل نوبات القلق والحيرة ، كم من مرات أخفقت وكم من مرات مزقت إذ كلما قاربت النهاية اجدنى عاجزة أمام نص مسحور، ما عساه يكون ،هل هو نص فرعوني من كتاب الموتى أم ..؟؟ إذ كنت أشبه بمن راحت تنقب في إحدى دهاليز الهرم الأعظم ، عن الأسطورة أفتش، عن اللعنة أفتش ،اجرح تفاصيل تابوت احد ملوكها الكبار أفك رموزها ونقوشها ،إذ حطت على رأسي كل لعنات العشق من كل حدب وصوب – مزقت الكتاب .. محوت الفهرس والعنوان ..أحرقت الغابة فاشتعلت نيراني .. لكنها لعنة الغابة -غابة العوكلي وبناتها - إذ أرست بسحر تعويذتها في زاوية ما خرقاء بعقلي - فأعود طواعية خاضعة التقطه وأرتقه ، ومن جديد أتلوه وبلا رفق التهمه ،أيقنت أن من خط هذا المخطوط السحري جني عربي ابن جني ، تجرد من وهم التعاويذ القزمة والسرد المسبق، تحرر من قمقم أصولية التكرار وانطلق محلقا من عنق الوأد المألوف، لا يتأفف من مزاحمة العاهرات، والأولياء ، لملوك واللصوص والكهنة،يمتلك شجاعة نبي يمجد الإنسان بأخطائه،يعشق الشيطان ذاك الكائن المجازى الذي ارتبط بالرفض وبكل متعة ،لا ينكر لذة إطراء لا يستحقه ،ويصافح آخر سرق منه صديقته ،فالحياة لديه تتسع لكل شيء ولكل احد .....
ليتها عاصفة
_________
صارت محاورة مابين مؤيد ومعارض ، أولا : من رآها ليست أكثر من سيرة ذاتية يفخر فيها الراوي بقدراته الفحولية للإيقاع بفرائسه باختلاف مستوى ثقافتهن وأعمارهن ، " بينما تناوُل النص من خلال السيرة الذاتية فقط أمر لا يتعدى حدود القراءة السطحية العابرة وما يعقبها من إبداء الرأي المندفع ، أيضا لم يكن هناك أدنى سلوك يشير إلى القيام بالمبادرة الأولى أو الاستعراض المشار إليه من قبل الكاتب ورغم استخدام النص الشعري في اغلب الأحيان ( النص ساحر للأنثى ومربك لتحفظها المنهجي ) غير أنه وكما ورد بالنص يكتفي بالقدر الذي يمنحه الطرف الآخر من تطور العلاقة ( كل ما اغنمه من إثارة يكفى ولو توقف عند هذا الحد ) طارحا رؤية تجريدية بحتة لهذا الإصغاء الفطري المتبادل بين الطرفين على مذبح الجسد - إذ تناول النص الجسد الإنساني كملحمة متكاملة العذوبة والتفرد بعيدة كل البعد عن اطر الرؤى المحدودة والمتردية .."
ثانيا - أن الطرح لا يخرج عن حدو نص لغوى وشعري متميز فقط ، " بكل الاعتذار بنات الغابة 2006 منشورات المؤتمر- مولود ناضج في المحيط الصعب، بمثابة فتى اعزل في الفراغ الصلد ، حتى الآن لم يـُطرح كما يليق بنص هو بالحقيقة مختلف ، تتمازج سيرة النص فيه مع سيرة الجسد في هارمونى متصاعد قلما يتناغم في نسيج واحد بدقة متناهية التميز والعذوبة لتشكل دانتيلا الإبداع ، سيرة رفيعة لم تـُقرأ كما يجب ولم يعرفها احد بعد .. تـُرى هل لم نبلغ النضج الفكري والتواصل الثقافي الكافي بعد لنزيل غبار الخرس عن نص وغيره من نصوص عديدة - جديرة بالقراءة والنقاش والدراسة حتى لنأخذ حياله هذا الموقف المبهم ...؟
غير أن مطروح السؤال هو أين من الغابة العلاقات المخفقة من قبل أي من الطرفين ..؟باعتبار ما تناول سرده جاء وفق هدف يخدم رؤيا الكاتب التي تكمن في إخلاص الجسد لنداء الفطرة " من المؤكد كان هذا سيضيف بعدا جديدا وإثراءً آخر لطرح نص بمثل هذا الوضوح الراقي"
قبل الخروج
---------------
و على مشارف الخروج من الكتاب كان من الصعوبة بحال الخروج من الغابة ، أغلقت غلاف الكتاب غير أني اكتشفت انه لا باب لغابة العوكلي ، بل هي امتداد خفي لغابة رحبة داخل كل منا لا مدى لمنتهاها ، لا أفاق لأبعادها ، فمن فينا لا يمتلك ولا يخبئ في عمق حنايا والوجدان غابته الخاصة وعالمه المكنون البعيد عن خريطة الضوضاء والحياة المثقلة بوهم و صخب الأدعياء ،غابة عارية من تنسيق العارفين وتهذيب الراقدين - نخترعها نحن كما نحب - بتكر خباياها ونعيد تشكيل مفهومها من جديد وكما يجب أن تكون- الفردوس الأول -غابة نحن آلهتها ، نأوي إليها في أزمنة القيظ غير المحتمل وتعب التفاصيل الخشنة هربا من اللهث وراء لا شيء حيث لا امتلاء ، لا شبع -ولا قليل من الارتواء فندرك الأكذوبة ، غابة نتنفس فيها الصدق لذي نتمنى ، نعيش الجمال الذي لنا ، نمارس الصخب ، البوح ، الخطأ ، اللعب الذي نشتهي ، ويا للعجب نعشق ممارسة الصدق و الحقيقة في الخفاء فندرك ونفتخر أن كل منا هو ابن غابة ، نثقب عين الرقباء والأولياء ، نتقلد الشجاعة والرفض لهدم كافة معابد الخوف ، نمارس كل المحظورات التي نشتهيها سرا - ونرفض كل المقدسات التي نجهر بها افتخارا وفي ذات الوقت نمقتها أيضا سرا – نغير ونبدل المفاهيم إلى فطرتها، نخترع إلها رحوما مفعم بالحياة ، يعشق الجمال يحاكى معنا التفاصيل الصغيرة ، يفهم أخطاءنا ويضحك ونتمناه حقا اله، قد نعتقد أننا نشعر ببعض الراحة والقناعة بعيدا عن يقظة العميان– لكن الحياة هي الحياة والروح فينا لن تبتهج وتتألق إلا بالخروج من حدود الخوف ، الجسد لن يتقدس بالعزوف عن الآخر عن الحياة والانفصال عن الوداعة والبوح ، الحياة لا تسير بمفردها ، الحياة تبدأ مع اثنين والحب يقسم كل شيء بينهما هذه مشيئة الله من الأزل وحتى المنتهى ..
/رسالة
رغم روعة ما سطر في سيرة النص والجسد وصدق محتوى مضمون فحواه - هناك عبارة ضمن قصيدة بنات الغابة عندها أتوقف ( لا أنثى لا يمكنها أن تهز السرير ) - إذا تتساوى هنا كل النساء.. ! عفوا... ،غير أن الكاتب وفى موضع آخر من النص يوضح رؤيته ( طرق المضاجعة ليس لها خصوصية إنها لغة لمس واحتضان عالمية تعيد الإنسان إلى فطرته الأولى ) وفى هذا كل الحقيقة - فالإنسان مهما بلغ وبرع وتأله هو في الحاجة دوما إلى الاحتضان والحنان في حاجة أزلية ملحة لقوة الحب ، ويواصل ( لذا سوف لن تجد صعوبة في التواصل حين تضاجع أية امرأة في أصقاع الدنيا ) للمرة الثانية عفوا وعذرا سيدي - حتى فيما تنوء به أثقالنا من عبء التردي الفكري والثقافي الفادح للمرأة العربية وتحت خط القهر الاجتماعي الراسخ تاريخنا المحزون ، أيضا لا تتساوى النساء ولا تتشابه، فالأمر يختلف تماما ، إذ متى أدركت الأنثى من الثقافة والنضج العاطفي والعقلي ،تكون إثارة الذهن والروح هي المتعة التي تسعى إليها وتأتى لديها في المقام الأول ، و ليس هذا بعداء مع الجسد أو عزوف وإنكار لحيوية وعذوبة العلاقة الحميمية ، لكنه من الغبن- وخاصة في مجتمعاتنا العربية تصور انه جل ما تمتلك الأنثى هو جسد ينحصر دوره في حدود اهتزاز السرير المشار إليه ، يسقط فور ملامسته أو الإيحاء له ولو عن بعيد ، فإناث جميع الكائنات قادرة على فعل هذا تنساق له تباعا ذكور كل الكائنات ، حيث لا علاقة بين الحب وفعله الرائع والالتزام به - الأنثى الإنسان لا تهب ذاتها بالكلية ليس لمن تحب فحسب - بل ويثرى فيها العقل والروح والكيان - لمن يضفى على حياتها بعدا وعمقا جديدا نورا جديدا وفرحا لا مثيل له فيدرك كليهما انه الشطر الأجمل للآخر، هنا لا تقبل الأنثى غير أن تكون أنثى ملء الوجود كله ، وهى حالة متألقة فريدة من الالتحام والذوبان في الشريك الآخر تقود حتما إلى ذروة التواصل الروحي والإنساني - هي التي تبقى وتستمر وتضفي بهاءها على الآخرين - قد لا تسفر عن نمو علاقة جسدية ، إما وان تخلقت فهي و بلا شك تختلف جدا وتتميز وتسمو
n و ثانية أتوقف أيضا عند عبارة : ( هكذا اعترف أمامك أن الحب هو بالضبط الشهوة ، وهذا لن ينقص من قداسته شيئا – لا يمكن أن تحب امرأة إلا إذا كنت تشتهيها والعكس أيضا) غم ثمة علاقة ما بين الحب والشهوة إلا انه كثيرا ما نشتهى دون حب ومالا نحب ، ندرك ذلك متى امتلكنا ما اشتهيناه فالأمر يخضع إلى الحاجة الملحة ينتهي فور الإشباع الحسي للغريزة –لذا اعترف أيضا انه ثمة فرق بينهما - إنما الكاتب يجئ هنا بمفهوم مجرد يوضح التضافر المثلوث ما بين الحب والجسد والشهوة مؤكدا أن الشهوة لا يمكن أن تنمو إلا بالتواصل بين الشريكين ليخرجها بذلك من المأزق المتدني المتداول بعد أن خرب وشوه مفهومها بتأثير شوائب الموروث المعرفي والديني المتفق عليه مسبقا - ليرتقى بها من دائرة الأنانية الفردية المفرطة إلى الشعور المطلق المتبادل بين الشريكين ليضفى عليها بعدا تجريديا أسمى ( ماذا تعنى كلمة النمو في سياق الشهوة التي تحمل اكبر قدر من التجريد أو بالأحرى مزيجا من اللحظة واللانهائي من الجسد و المطلق ) وهى اجتهاد طويل من التجرد والتعلم والارتقاء بالغريزة عن ما لحق بها من التباس، ويبقى الجسد جميلا، ويبقى الجنس مقدسا ويبقى الحب مرتفعا، يجد في ذاته معنى لوجوده وامتداده ..
_____________
هامش الإصحاح
________
وعبر الشبكة العنكبوتية اطلعت أن بمكتبة الإسكندرية الضخمة حاليا نسخة واحدة وحيدة من كتاب بنات الغابة - سيرة النص والجسد - منشورات المؤتمر لعام 2006 ... لماذا .... لا اعرف ...؟ّ!! واسأل أين هو مكان الأدب والكتاب الليبي من المشهد الثقافي و سوق الكتاب العربي المكتظ بما لذ وطاب ، من غال ورخيص ولكل من هب ودب .... أيضا لا أعرف.. ليس مجرد سؤال لكن حقا أود كما الكثيرون أن اعرف أين.. ولماذا ....؟!
08-أيار-2021
الروح يمكنها أن تتألق في الصلاة أو البار أو عند المضاجعة 1/ 4 |
09-تشرين الثاني-2019 |
22-كانون الأول-2018 | |
09-حزيران-2018 | |
10-أيلول-2016 | |
16-تموز-2016 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |