كان يمكن أن نتحدث عن لوحة في الجدار.. عن العربات.. وعن حالة الطقس من حولنا.. عن خيانات أصحابنا.. عن عناقاتنا في الزقاق القديم.. وعن طبخ أمي وأمكِ.. لكننا الآن.. والحرب تخطو على عتبة الباب.. والحرب تقرع أجراس قلبي وقلبك.. والحرب تدنو وفي يدها الليل يلمع كالنصل.. والحرب تعبر ردهة أيامنا باتجاه السرير.. وتسحبني من يدي.. فات وقت الأحاديث يا امرأتي واستفاق الغياب على تختنا.. كان يمكن أن نتحدث عن أي شيء عدا موتنا.. صار يمكنه الآن أن يتحدث عنا ويكمل من بعدنا صمتنا.. ** تعالي إذا انتصف الليل أمكِ سوف تنام بعيدا.. وبيتي قريبْ تعالي, تركتُ لك الباب مستغرقا بالغناءِ فلا تتركي للمغني سريركِ مستغرقا بالنحيبْ تعالي إذا هدأ القصفُ إنْ أوقفوكِ فقولي لهم: إن بيتَكِ دمّره الآخرون وقلبَكِ حطمه الحبّ.. قولي لهم أي شيء ومري سريعا.. كأنك قادمةٌ من ضواحي اللهيبْ.. ** أنا في انتظاركِ لا أكتب الآن شيئا ولا أترقب وقع خطاكِ على عتبة الصيف لا أشتهيكِ ولا أشتهي أية امرأة في المدينةِ لكنني في انتظارك لا أتطلّع في ساعة اليد لا أتألم من لسعات عقاربها لا أروّض أحصنة اليأس لا أفتح الذكريات ولا أغلق النافذةْ أنا في انتظارك لا شيء آخر أفعله الآن لا وقت لا وقت عندي سوى لانتظاركْ..
أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...