قصيدتان
تمام التلاوي
خاص ألف
2017-12-23
1
ما إنْ ذَرَفْتُكِ فوقَ مائدةِ القصيدةِ تلكَ
حتّى ازدَادَ طعمُ الإنتظارِ مُلُوحَةً وازددْتُ جوعاً،
كنتُ أكتبُ عنْ رغيفٍ
لمْ نذُقْهُ سوِيَّةً مُذْ شَتَّ قمحُكِ عنْ حصادي.
كانَ ليْلاً بارداً
كيَدِي التي صافحْتِها لمَّا التقيْنَا عندَ أوَّلِ سُنْبُلَةْ.
كانَ البُخَارُ يَفِرُّ منْ صَحْنِ الحنينِ الحَارِ نحوَ زُجَاجِ نافذتي
لأكتُبَ أوْ لأرسِمَ للنّجَاةِ بإصبِعِ الحُمَّى شِفاءَكِ
أوْ شِفاهَكِ.
منْذُ جُوعٍ لمْ أشارِكْكِ الطّعامَ,
تُرَاكِ مثلي الآنَ جائعةٌ هنالِكَ؟.
كنتُ أكتُبُ عنْ رغيفٍ ضائعٍ لمَّا
ذرفتُكِ فوقَ مائدةِ القصيدةِ،
هلْ تُرَاكِ ذَرَفْتِنِي أيضاً هنالِكَ بعدَ حرْبٍ فرَّقَتْنا,
أمْ تُرَاكِ شبِعْتِ حُبّاً بعدَ آخِرِ قُبْلَةٍ
أوْ قُنْبُلَةْ..
**
2
أحبّي إذا شئتِ غيري
ولكن دعيني أحبكِ لوْ ساعةً كلَّ عامْ
وإن شئتِ نامي مع الآخرين
ولكن تعرّي أمامي ولو لحظةً في المنامْ
أفيض اخضراراً إذا سقطتْ قطرةٌ
من غمامةِ تَبغكِ في الرَّدهاتِ
وأشبع من كِسرة الحبّ بعد الصيامْ
قليلُكِ مهما يقلّ كثيرٌ عليَّ
وجسمي المُسَجَّى على التختِ
تنهشه ضارياتُ اشتياقي
فلا تبخَلي بالترابِ.. حرامْ
تسيرُ المآذنُ خلف ظلالكِ في الطرقات
وعطركِ يُحرِج وردَ الحدائق
بِنطالُك الجنزُ يُربكُ سيرَ المشاةِ
وشَعرُكِ يُنشِبُ عشرينَ معركةً في الزحامْ
أصدّق أنكِ أجمل مني
وأهلي يقولون لنْ تأخذيني
ولكن ظننتُ حكايتنا ستطول قليلا
وأنّا سنبقى إلى أن يصيرَ الوراءُ أمامْ
تريدينَ أنْ تخرجي الآن.. لا بأسَ لا بأسَ
لنْ أتداعى كبُرجِ التجارةِ
لن أتساقطَ مثل الزجاج المهشَّمِ
فلتُغلقي البابَ دونَ ضجيجٍ
عليكِ السلامْ
غداً ستعودين وحدَكِ لي
وسوفَ تفكّينَ لي في السريرِ الحِزامْ..
منامٌ.. منامْ..