التناص بين التوراة والقرآن دراسة مقارنة / 6
خاص ألف
2014-08-11
6/ الملك شاؤل
بعد انتهاء المدة التي حددها الرب بأربعين سنة لبقاء بني إسرائيل في الصحراء، وموت كل الجيل الذي تمرد على موسى وخاف دخول أرض كنعان، تحرك موسى بجماعته لتحقيق وعد الرب. وفي الطريق توفي هرون ودفن في جبل هور. وبعد مسيرة شاقة تخللها عدد من المعارك مع الممالك المحلية في الجنوب السوري، حط موسى بجماعته على الشاطئ الشرقي لنهر الأردن مقابل أريحا في موقع يدعوه النص بعربات مؤاب، وهناك أصعده الرب إلى جبل نبو وأراه جميع الأرض الموعودة وقال له: قد أريتك إياها بعينك، ولكن إلى هناك لا تعبر. فمات موسى عبد الرب في أرض مؤاب حسب قول الرب. وكان موسى ابن مئة وعشرين سنة حين مات. لم تكل عيناه ولم تذهب نضارته (التثنية: 34).
خَلَفَ موسى في قيادة بني إسرائيل مساعده يشوع بن نون، وهو أحد الاثنين اللذين قالا لموسى بعد العودة من تجسس أرض كنعان أن باستطاعة بني إسرائيل دخول تلك الأرض. عَبَرَ يشوع ببني إسرائيل نهر الأردن، واستولى بعد عدد من المعارك الصاعقة على معظم بلاد كنعان، ووزعها على القبائل الاثني عشر. وتفصيل هذه الأحداث التي من المفترض أنها وقعت في أواخر القرن الثالث عشر، موجود في سفر يشوع. بعد ذلك عاش بنو إسرائيل حياة قبلية في أرض كنعان دونما دولة مركزية تجمعهم، الأمر الذي جعلهم عرضة لتعديات جيرانهم الفلسطينيين ولتعديات ممالك شرقي الأردن. وكان قضاةٌ منتخبون يديرون شؤونهم المدنية والسياسية المشتركة. وأخبار هذه الفترة مفصلة في سفر القضاة، الذي يفترض المؤرخون أن أحداثه وقعت على مدى قرنين من الزمان، وذلك من نحو 1200ق.م إلى نحو 1000ق.م.
وقد كان النبي صموئيل آخر من تولى القضاء لإسرائيل، وذلك خلال فترة عصيبة بلغ فيها اضطهاد الفلسطينيين للإسرائيليين ذروته. فصلى صموئيل إلى الرب ليرفع غضبه عن شعبه، فاستجاب له لأنه كان نبياً ومختاراً للرب منذ صغره، وأعان شعبه على أعدائهم (صموئيل الأول: 1-7). وكان لما شاخ صموئيل أنه جعل ابنيه قضاة يساعدانه، ولكنهما لم يسلكا في طريقه وإنما مالا إلى المكسب وقبلا الرشوة. فاجتمع كل شيوخ إسرائيل وجاؤوا إلى صموئيل وقالوا له: هو ذا أنت قد شخت وابناك لم يسيرا في طريقك. فالآن اجعل لنا ملكاً يقضي لنا. فساء الأمر في عيني صموئيل لأنهم قالوا: أعطنا ملكاً يقضي لنا. وصلى صموئيل إلى الرب، فقال الرب لصموئيل: اسمع لصوت الشعب في كل ما يقولون لك. (صموئيل الأول 8). وبعد مدة أوحى الله إلى صموئيل بأنه اختار الشاب شاؤل من قبيلة بنيامين، وأمره أن يمسحه ملكاً على إسرائيل. وبذلك ينتهي عصر القضاة ويبدأ عصر الملوكية في إسرائيل (صموئيل الأول: 9-10).
يدعى شاؤل في القرآن الكريم "طالوت". ولدينا عنه خبران فقط: الخبر الأول يتعلق بتنصيبه ملكاً، والخبر الثاني يقص عن المعركة الشهيرة مع الفلسطينيين، عندما قتل داود الفارس الفلسطيني جالوت، وكان داود في ذلك الوقت مجرد حامل سلاح لشاؤل.
1- تنصيب شاؤل:
الرواية القرآنية: «أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ([1]) إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ# وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ([2]) إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ# وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ#» (2 البقرة: 246-248).
الرواية التوراتية: "وكان رجل من بنيامين اسمه قيس بن أبيئيل، وكان له ابن اسمه شاؤل، شاب وحسن، ولم يكن رجل في بني إسرائيل أحسن منه. من كتفه فما فوق كان أطول من كل الشعب (قارن مع ما ورد في سورة البقرة: «....إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ....»). فضلَّت أُتن قيس أبي شاؤل. فقال قيس لشاؤل ابنه: خذ معك واحداً من الغلمان وقم اذهب فتش عن الأتن". (صموئيل الأول 9: 1-3).
ابتعد شاؤل وغلامه كثيراً عن موطن قبيلة بنيامين، حتى وصلا إلى المكان الذي يقيم فيه صموئيل. فقال شاؤل لغلامه: هو ذا رجل الله في هذه المدينة، والرجل مكرم وكل ما يقوله يصير. لنذهب إلى هناك لعله يخبرنا عن الطريق التي نسلك فيها. وكان الرب قد كشف أذن صموئيل قبل مجيء شاؤل بيوم قائلاً: غداً في مثل الآن أُرسل إليك رجلاً من أرض بنيامين فامسحه رئيساً لشعبي إسرائيل، فيخلصهم من يد الفلسطينيين. فلما رأى صموئيل شاؤل قال له الرب: هو ذا الرجل الذي كلمتك عنه. فاستقبل صموئيل الشاب وأكرمه ودعاه إلى الطعام والمبيت. وفي الصباح جاء صموئيل بزيت المسحة المقدس وسكب منه على رأس شاؤل، وأخبره بأن الرب قد مسحه ملكاً على إسرائيل. بعد ذلك بمدة دعا صموئيل جميع أسباط إسرائيل بألوفهم إلى بلدة المصفاة، حيث أعلن لهم وقال: أرأيتم الذي اختاره الرب؟ إنه ليس مثله في جميع الشعب. فهتف الشعب وقالوا: ليحيا الملك. ولكن جماعة منهم استصغرت شأنه وقالوا: أنى لهذا أن يخلصنا (قارن مع ما ورد في سورة البقرة: ....قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ....). ولكن شاؤل لم يجبهم بكلمة. وعندما ربح شاؤل أولى معاركه وكانت مع بني عمون الساكنين شرقي الأردن، قال الشعب لصموئيل بعد عودة شاؤل منتصراً: أين هم الرجال الذين قالوا: هل يملك علينا شاؤل؟ أحضروا الرجال لنقتلهم. فقال شاؤل: لا يُقتل أحد في هذا اليوم (صموئيل الأول، الإصحاحات من 9 إلى 11).
هذا عن تنصيب شاؤل ملكاً. أما عما ورد بعد ذلك في المقتبس أعلاه من سورة البقرة: «وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ» (البقرة: 248)، ففيه إشارة إلى استيلاء الفلسطينيين على تابوت العهد، ثم إعادته مرغمين إلى بني إسرائيل. وتفصيل هذه القصة وارد في الإصحاحات من 4 إلى 6 في سفر صموئيل الأول. وهذا ملخصها:
في إحدى معاركهم مع الفلسطينيين هُزم بنو إسرائيل وخسروا نحو أربعة آلاف رجل. فقال شيوخ إسرائيل: لماذا كسَرَنا الرب أمام الفلسطينيين؟ لنأخذ لأنفسنا من مدينة شلوة تابوت عهد الرب، فيدخل في وسطنا ويخلصنا من يد أعدائنا. وكان عند دخول التابوت إلى المحلة أن جميع إسرائيل هتفوا هتافاً عظيماً، فسمع الفلسطينيون وعلموا أن التابوت قد جاء إلى المحلة، وقالوا: ويل لنا، من ينقذنا من يد هؤلاء الآلهة الذين ضربوا مصر بجميع الضربات؟ تشددوا وكونوا رجالاً لئلا تُستعبدوا للعبرانيين. فحارب الفلسطينيون وانكسر إسرائيل، وأخذوا منهم تابوت العهد غنيمة وجاؤوا به إلى مدينة أشدود الفلسطينية، وأقاموه في معبدهم قرب تمثال إلههم داجون. ولكن عندما عادوا في اليوم التالي وجدوا التمثال ساقطاً على وجهه على الأرض ويداه مكسورتان. ثم ضرب الرب سكان أشدود بمرض البواسير من الصغير إلى الكبير، فنقل الفلسطينيون التابوت من مدينة إلى أخرى، فكان الوباء ينتشر حيثما حلّ التابوت. وبعد سبعة أشهر أشار عليهم كهنتهم وعرافوهم بإعادة التابوت إلى بني إسرائيل مع قربان من ذهب وفضة. فأخذوا التابوت ووضعوه على عربة تجرها بقرتان دون سائق فاستقامت البقرتان في الطريق حتى وصلتا إلى مدينة بيت شمس، وهناك تلقاها الإسرائيليون وأنزلوا التابوت وذبحوا ذبائح للرب (صموئيل الأول: 4-6).
أما عن محتويات التابوت الوارد ذكرها في الآية الكريمة: "فيه سكينة من ربكم، وبقية مما ترك آل موسى وآل هرون، تحمله الملائكة"، فإننا نعلم من سفر الخروج (25: 16 و 21) أن التابوت كان يحتوي على لوحي الشريعة اللذين تلقاهما موسى من ربه على جبل سيناء. كما وتضيف رسالة بولس إلى العبرانيين في كتاب العهد الجديد إلى محتويات التابوت جرة ذهبية فيها بعض المن الذي أكله العبرانيون في الصحراء، وعصا هرون التي أورقت (الرسالة إلى العبرانيين 9: 4). وفيما يتعلق بالملائكة التي تحمل التابوت فنحن نعلم من إشارات متفرقة في التوراة أن تابوت العهد كان بمثابة عرش ليهوه، وأن اثنين من ملائكة الكروبيم المجنحة (مفردها كَروب) كانا يحملانه في موضعه في خيمة الاجتماع التي كانت بمثابة مسكن ليهوه بين شعبه أثناء التجوال في سيناء: "وحملوا من هناك تابوت عهد الرب الجالس على الكروبيم" (1 صموئيل 4: 4). "يا راعي إسرائيل... يا جالساً على الكروبيم أشرِقْ". (المزمور 80: 1). "الرب قد مَلَكَ. ترتعد الشعوب وهو جالس على الكروبيم، تتزلزل الأرض". (المزمور 99: 1). "أيها الرب إله إسرائيل الجالس على الكروبيم، أنت وحدك الإله". (2 ملوك 19: 15).
2- جالوت وداود:
الرواية القرآنية: نتابع في المقتبس الذي أوردناه أعلاه من سورة البقرة:
«فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ# وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ# فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ....#» (2 البقرة: 249-251).
في هذا الخبر لدينا وصف لإحدى المعارك الشهيرة التي خاضها شاؤل ضد الفلسطينيين. فقد عسكر الفريقان تجاه بعضهما البعض، وانبرى لبني إسرائيل من الطرف الفلسطيني الفارس الجبار جوليات (أو جالوت في النص القرآني)، يطلب من يبارزه في قتال منفرد. فخاف فرسان بني إسرائيل من منازلته، ولكن الفتى داود قَبِل التحدي، وكان في ذلك الوقت مجرد حامل سلاح للملك شاؤل، وعازفاً على العود يعزف له كلما انتابته الكآبة.
الرواية التوراتية: لهذه القصة في سفر صموئيل الأول مقدمات، فقد نقل النبي صموئيل إلى شاؤل أمر الرب بقتال شعب العماليق لأنهم وقفوا في وجه بني إسرائيل وهم في طريقهم إلى أرض كنعان، وبتطبيق قاعدة "التحريم" عليهم، والتي تقتضي إفناء العدو عن بكرة أبيه وقتل نسائه وأطفاله وحيواناته جميعاً. فتوجه داود وهزم العماليق وحرّم جميع الشعب بحد السيف، ولكنه عفا عن ملكهم المدعو أجاج، كما عفا عن خيار المواشي وساقها أمامه.
فكان كلام الرب إلى صموئيل قائلاً: ندمت على أني جعلت شاؤل ملكاً لأنه رجع من ورائي ولم يحفظ كلامي. فحزن صموئيل جداً وصرخ إلى الرب الليل كله لأنه كان يحب شاؤل. ثم بكّر صموئيل للقاء شاؤل صباحاً. ولما جاء قال له شاؤل: قد أقمتُ كلام الرب. فقال له صموئيل: وما هو صوت الغنم هذا في أذني وصوت البقر الذي أنا سامع؟ فقال شاؤل: لقد عفا الشعب عن خيار الغنم والبقر لأجل الذبح للرب إلهك. فقال له صموئيل: هل مسرة الرب بالمحرقات والذبائح أكثر من مسرته باستماع صوته وأوامره؟ لأنك رفضت كلام الرب فإن الرب يرفضك من المُلك. ثم قال صموئيل: قدموا لي أجاج ملك عماليق. فذهب إليه أجاج وهو يعتقد أنه قد نجا، ولكن صموئيل أمسك بالسيف وقطع رأسه. (صموئيل الأول: 15).
بعد ذلك فارق روح الرب شاؤل، وتلبَّسه روح رديء. فكانت تأتيه نوبات من الكآبة، فقال له ضباطه: هو ذا روح رديء يبغتك من قبل الرب. فليأمرنا سيدنا أن نبحث له عن رجل يحسن الضرب على العود، ويكون إذا كان عليك الروح الرديء من قبل الله أنه يضرب بيده فتبتهج. فقال شاؤل: ابحثوا لي عن رجل يحسن الضرب وأتوا به إلي. فانبرى واحد من الغلمان وقال: هو ذا رأيت ابناً ليسّي الذي من بيت لحم، يحسن الضرب على العود، وهو جبار ذو بأس وفصيح وجميل والرب معه. فأرسل شاؤل رسلاً إلى يسّي، إلى بيت لحم، ليأتوا له بداود. فأحبه وجعله حامل سلاح له، وكان يعزف أمامه كلما هاجمته نوبة من الكآبة.
بعد ذلك جمع الفلسطينيون قواتهم وتوجهوا لقتال بني إسرائيل وعلى رأسهم البطل الجبار جوليات، فسار إليهم شاؤل واقترب الجمعان من بعضهما واصطف الجنود للقتال، وكان الفلسطينيون وقوفاً على تلة من هنا وإسرائيل وقوفاً على تلة من هناك والوادي بينهم. فبرز جوليات من بين صفوف الفلسطينيين، وكان طوله ستة أذرع وعلى رأسه خوذة من نحاس، لابساً درعاً حرشفياً ثقيلاً لا يقدر فارس على حمله. فنادى وقال: اختاروا منكم رجلاً فينزل إلي، فإن قدرتُ عليه وقتلته تصيرون لنا عبيداً. فلما سمع شاؤل وجميع بني إسرائيل كلام جوليات، ورأوا طوله الفائق والسلاح الذي دجج به نفسه ارتاعوا وخافوا جداً. وظل جوليات يفعل ذلك كل يوم وما من أحد يجرؤ على التصدي له.
ثم إن داود دخل على شاؤل وقال له: من هو هذا الفلسطيني الأغلف([3]) حتى يعيّر صفوف الله الحي؟ عبدك يذهب ويحاربه. فقال له شاؤل: أنت غلام وهو رجل حرب منذ صباه. فأصر داود على طلبه. فما كان من شاؤل إلا أن ألبس داود خوذته ودرعه وقلده سيفه، فمشى داود خطوات ولكنه تعثر لأنه لم يكن معتاداً على تقلد عدة الحرب، فنزعها عنه والتمس خمسة حجارة ملس من الوادي، وحمل مقلاعه([4]) وعصاه وسار صوب جوليات. فلما رآه الفارس الفلسطيني استخف به لأنه كان فتى وأشقر جميل المنظر، وقال له: هل أنا كلب حتى أنك تأتي إلي بعصيّ؟ ثم لعن داود بآلهته. فقال له داود: أنت تأتي إلي بسيف ورمح وترس، وأنا آتي إليك باسم رب الجنود. ثم مدّ يده إلى الجراب وأخذ منه حجراً ورماه بالمقلاع، وضرب الفلسطيني في جبهته فسقط على وجهه إلى الأرض. فأسرع داود إليه واستل منه سيفه وقطع رأسه. فلما رأى الفلسطينيون أن جبارهم قد مات هربوا، فقام رجال إسرائيل ولحقوا بهم ونهبوا محلتهم. وعندما عاد داود إلى شاؤل جعله قائداً على إحدى كتابئه، وأحبه قادة داود وجميع الشعب، وصار صديقاً حميماً ليوناثان بن شاؤل. ثم إن شاؤل زوّجه ابنته المدعوة ميكال مكافأة له. ومنذ ذلك الوقت أخذ نجم شاؤل بالأفول ونجم داود بالصعود (صموئيل الأول: 16-19).
7- الملك داود
تختصر الرواية القرآنية قصة انتقال المُلك من شاؤل إلى داود عندما تقول: «....وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ....» (2 البقرة: 251). ولكن انتقال المُلك إلى داود في الرواية التوراتية بعد أن قتل الفارس الفلسطيني جوليات في المعركة الشهيرة التي وصفناها سابقاً له قصة طويلة تمتد عبر 14 إصحاحاً من سفر صموئيل الأول، لا نستطيع هنا إلا أن نأتي على أهم مفاصلها.
فبعد أن اتخذ الرب قراره بنزع الملك من شاؤل، وأبلغه هذا القرار على لسان صموئيل الذي قال له: "لأنك رفضت كلام الرب فإن الرب يرفضك من المُلك". ناح صموئيل على شاؤل أياماً كثيرة. فقال الرب لصموئيل:
"حتى متى تنوح على شاؤل وأنا قد رفضته؟ املأ قرنك دهناً([5]) وتعال أرسلك إلى بيت يسِّي البيتلحمي لأني قد رأيت في بيته ملكاً... ففعل صموئيل كما تكلم الرب وجاء إلى بيت لحم. فارتعد شيوخ المدينة عند استقالبه وقالوا: أسلام مجيئك؟ قال: سلام. وقد جئت لأذبح للرب. تقدسوا وتعالوا معي إلى الذبيحة. وقدّس يسّي وبنيه ودعاهم إلى الذبيحة... وعَبَرَ يسّي بنيه السبعة أمام صموئيل. فقال صموئيل ليسي: الرب لم يختر هؤلاء. وقال صموئيل ليسي: هل كملوا الغلمان؟ فقال: بقي الصغير، وهو ذا يرعى الغنم. فقال صموئيل: أرسل وائت به. فأرسل وأتى به. وكان أشقر مع حلاوة العينين وحسن المنظر. فقال الرب: قم امسحه لأنه هو. فأخذ صموئيل قرن الدهن ومسحه في وسط أخوته. وحل روح الرب على داود منذ ذلك اليوم فصاعداً". (صموئيل الأول 16: 1-13).
بعد ذلك جاء رسل شاؤل وأخذوا إليه داود ليعزف له على العود، على ما رأينا في قصة شاؤل سابقاً. فأحبه داود وجعله حامل سلاح له. وبعد قتله لجوليات أعطاه شاؤل قيادة إحدى كتائبه وزوجه من ابنته. فارتفع شأن داود في الجيش وبين الناس، فقد انبرى لتوه يشن غزوات خاطفة على الفلسطينيين ويقتل منهم المئات. ولكن قلب شاؤل تغير نحوه، وخاف من تزايد محبة الناس له فكرهه. وعندما كانت تأتيه نوبات الاكتئاب كان يسعى لقتله. فهرب داود من وجه شاؤل واختبأ.
وفي هذه الأثناء تجمع حول داود جماعة من الأفاقين والمغامرين ومن أعداء شاؤل، وصاروا يرتحلون معه حيثما ذهب. وعندما يئس من وجود ملاذ آمن له في مناطق حكم شاؤل، لجأ وجماعته إلى ملك الفلسطينيين في مدينة جت، ووضع نفسه وجماعته في خدمته متحولاً إلى زعيم مرتزقه تعيث فساداً في أراضي خصوم ملك جت. ولكن الفلسطينيين لم يكونوا يسمحون له بالذهاب معهم لقتال بني إسرائيل، وذلك خوفاً من انقلابه عليهم وعودته إلى صفوف بني جلدته (صموئيل الأول: 7-30).
في آخر معركة له مع الفلسطينيين هُزم شاؤل هزيمة منكرة وأصيب بجرح بليغ. وعلى حدّ وصف النص التوراتي: "اشتدت الحرب على شاؤل فأصابه الرماة رجال القِسّي فانجرح جداً. فقال لحامل سلاحه: استل سيفك واطعنّي به لئلا يأتي هؤلاء الغلف ويقبحوني. فلم يشأ حامل سلاحه لأنه خاف جداً، فأخذ شاؤل السيف وسقط عليه. ولما رأى حامل سلاحه أنه مات شاؤل، سقط هو على سيفه ومات معه". (صموئيل الأول 31: 1-13). ومن المفترض لدى المؤرخين أن شاؤل قد حكم من عام 1020 إلى عام 1000ق.م.
عندما سمع داود بمقتل شاؤل رثاه بقصيدة طويلة وحزن عليه، ولكن شعوره بالأمان دفعه إلى العودة إلى موطنه، فقام وذهب إلى مدينة حبرون وأقام فيها. فجاء رجال سبط يهوذا ومسحوا هناك داود ملكاً عليهم. ولكن أبينير رئيس جيش شاؤل لم يعترف بداود وإنما بايع بالملك ابن شاؤل المدعو إشبوشت، وتبعه في ذلك جميع القبائل الإسرائيلية الشمالية. وكانت حرب طويلة بين بيت داود وبيت شاؤل. وكان بيت داود يتقوى وبيت شاؤل يضعف. وبعد سنتين دخل اثنان بيت اشبوشت على غفلة وقتلوه وهو نائم في سريره وقطعوا رأسه وجاؤوا به إلى داود. ولكن داود أمر الغلمان فقتلوهما، وأما رأس اشبوشت فأخذوه ودفنوه. فجاء جميع أسباط إسرائيل إلى حبرون ومسحوا داود ملكاً عليهم (صموئيل الثاني: 1-5).
كان داود ابن ثلاثين سنة حين مَلَكَ، ومَلَكَ أربعين سنة. ومن المفترض أن مدة حكمه قد امتدت من عام 1000 إلى عام 961ق.م([6]). كان أول عمل لداود بعد أن صار رأساً للمملكة هو الاستيلاء على مدينة أورشليم التي كانت حتى ذلك الوقت بيد الكنعانيين، وجعلها عاصمة له بعد حبرون. ومن أورشليم أخذ يشن حملاته العسكرية التوسعية حتى سيطر على كامل مناطق شرقي الأردن والجنوب السوري وضمها إلى مملكته([7]). وعندما أراحه الله من أعدائه، أرسل إليه حيرام، ملك مدينة صور الفينيقية على الساحل السوري، خشب أرز وبنائين فينيقيين، فبنوا قصراً لداود. وهكذا بدأ داود يعيش حياة الملوك المترفة، وتسرى بنساء من أورشليم ولدن له بنين وبنات. وهذه الأخبار تغطيها الإصحاحات العشرة الأولى من سفر صموئيل الثاني.
في إحدى الليالي كان داود يتمشى على سطح بيته، فرأى من على السطح امرأة تستحم في بيتها، فاسترق النظر إليها دون أن تشعر به. كانت المرأة جميلة المنظر جداً، فأرسل داود وسأل عنها. فقيل له بأنها بتشبع زوجة أوريَّا الحثي الجندي المخلص في جيش داود. ولما كان أوريا غائباً في إحدى حملات الجيش، فقد أرسل داود رسلاً وأخذها فدخلت إليه واضطجعت معه ثم رجعت إلى بيتها. وبعد مدة أرسلت المرأة إلى داود لتخبره بأنها حبلى. فأرسل داود إلى قائد جيشه يوآب يقول: أرسل إلي أوريا الحثي. وكان الجيش يحاصر مدينة ربة عمون في شرقي الأردن. فأتى أوريا إلى داود، فسأله داود عن سلامة قائده يوآب وسلامة الجيش، ثم قال له أن يذهب إلى بيته ويغتسل ويرتاح. فخرج أوريا من عند الملك. وبدلاً من أن يذهب إلى بيته نام على باب بيت الملك مع الحرس. وفي الصباح سأله داود عن السبب في عدم ذهابه إلى البيت، فقال له: إن إسرائيل ويهوذا والتابوت معهم ساكنون في الخيام حول مدينة الأعداء، فكيف آتي إلى بيتي وآكل وأشرب وأضطجع مع زوجتي؟ فأطلقه داود وأرسل بيده كتاباً إلى قائد الجيش يوآب يقول فيه: اجعلوا أوريا في وجه الحرب الشديدة وارجعوا من ورائه فيُضرب ويموت. ففعل يوآب ذلك ومات أوريا. فلما سمعت بتشبع امرأة أوريا أنه مات رجلها ندبته. وعندما انتهت أيام حزنها أرسل داود وضمها إلى بيته وصارت له امرأة.
فأرسل الرب النبي ناثان إلى داود، فجاء إليه وقال:
"كان رجلان في مدينة واحدة منهما غني والآخر فقير. وكان للغني غنم وبقر كثيرة جداً، وأما الفقير فلم يكن له إلا نعجة واحدة صغيرة قد اقتناها وكبرت معه ومع بنيه جميعاً، تأكل من لقمته وتشرب من كأسه وتنام في حضنه، وكانت له كابنة. فجاء ضيف إلى الرجل الغني، فعفا أن يأخذ من غنمه ومن بقره ويهيئ للضيف الذي جاء إليه؛ فأخذ نعجة الرجل الفقير وهيأ للرجل الذي جاء إليه. فحمي غضب داود على الرجل جداً وقال لناثان: حي هو الرب، إنه يُقتل الفاعل ذلك، ويرد النعجة أربعة أضعاف لأنه فعل هذا الأمر ولم يشفق. فقال ناثان لداود: أنت هو الرجل. هكذا قال الرب إله إسرائيل: أنا مسحتك ملكاً على إسرائيل وأنقذتك من يد شاؤل... وأعطيتك بيت إسرائيل ويهوذا. وإن كان ذلك قليل كنت أزيد لك كذا وكذا. لماذا احتقرت كلام الرب لتعمل الشر في عينيه؟ قد قتلت أوريا الحثي بالسيف وأخذت امرأته لك امرأة، وإياه قتلت بسيف بني عمون... فقال داود لناثان: قد أخطأتُ إلى الرب. فقال ناثان لداود: الرب أيضاً قد نقل عنك خطيئتك. لا تموت، غير أنه من أجل أنك قد جعلت بهذا الأمر أعداء الرب يشمتون، فالابن المولود لك يموت". (صموئيل الثاني 12: 1-15).
الرواية القرآنية: لم يذكر القرآن من أخبار داود إلا النذر اليسير، ولكنه توقف عند قصة داود وزوجة أوريا الحثي، وقدمها بطريقة شديدة الإيجاز والاختصار، وذلك من خلال قضية بسطها أمامه رجلان احتكما إليه فيها:
"واصبر على ما يقولون واذكر عبدنا داود ذا الأيد([8]) إنه أواب([9]). إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق، والطير محشورة له كلٌ أواب([10])، وشددنا ملكه وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب([11]).
"وهل آتاك نبأ الخصم([12]) إذ تسوروا المحراب([13]). إذ دخلوا على داود ففزع منهم([14])، قالوا: لا تخف. خصمان([15]) بغى بعضنا على بعض، فاحكم بيننا بالحق ولا تشتط([16])، واهدنا سواء الصراط. إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة. فقال: أكفلنيها([17]) وعَزَّني في الخطاب([18]). قال: لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه، وإن كثيراً من الخُلطاء([19]) ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا، وقليل ما هُم([20]). وظن([21]) داود إنما فتنَّاه([22]) فاستغفر لربه وخر راكعاً وأناب([23]). فغفرنا له ذلك، وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب. يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض، فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله. إن الذي يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب". (38 ص: 17-26).
إن الرجلين اللذين دخلا على داود متجاوزين الحرس والأسوار هما ملاكان أرسلهما الله لتنبيه داود إلى خطيئته من خلال روايتهما للقضية التي فيها يختلفان، وهي القضية التي رواها النبي ناثان للغرض نفسه. وعندما حكم داود للفريق المظلوم أدرك هوية الرجلين وانتبه إلى أنه عمل الشيء نفسه عندما أخذ زوجة رجل لا يملك إلا زوجة واحدة، في الوقت الذي يمتلك هو أكثر من زوجة وعدداً من السراري. وعرف أن الله قد امتحنه بمحبة تلك المرأة، فاستغفر لربه وخرّ راكعاً معلناً توبته وندمه.
ونلاحظ أن الرواية القرآنية لا تتعرض لمعاقبة داود في موت ابنه البريء، لأن الله عز وجل قال في كتابه العزيز: «....وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى....» (6 الأنعام: 164). أي إن النفوس تجازى بأعمالها ولا يحمل أحد خطيئة آخر. بينما يضع المحرر التوراتي على لسان إله إسرائيل قوله: "أفتقد ذنوب الآباء في الأبناء في الجيل الثالث والرابع". (الخروج 20: 5).
ولدينا في القرآن خبر ثالث عن داود في سورة الأنبياء:
«وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ([24]) إِذْ نَفَشَتْ([25]) فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ# فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ([26]) وَكُلاً آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً....#» (21 الأنبياء: 78-79). وهذا الخبر غير وارد في التوراة، وليس هناك من اتفاق بين المفسرين بخصوصه.
فيما عدا هذه الأخبار الثلاثة، لا يوجد في القرآن سوى إشارات عابرة إلى كونه نبياً، وإلى الكتاب الذي أُنزل عليه وهو الزبور:
«لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ....» (5 المائدة: 78).
«....وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً.» (4 النساء: 163).
«....لَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً» (17 الإسراء: 55).
«وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ» (21 الأنبياء: 105).
والزبور الوارد ذكره في هذه الآيات هو كتاب المزامير في التوراة. وهو عبارة عن أناشيد وصلوات دينية كانت ترتل في الهيكل بمصاحبة الآلات الموسيقية. وبلغ عددها في سفر المزامير مئة وخمسين مزموراً، ومعظمها يعزى إنشاده إلى داود. وهذا نموذج منها:
"لإمام المغنين. مزمور لداود عندما جاء إليه ناثان النبي بعدما دخل إلى بتشبع.
ارحمني يا الله حسب رحمتك، حسب كثرة رأفتك اِمحِ معاصيَّ. اغسلني كثيراً من إثمي ومن خطيتي طهرني، لأني عارف بمعاصيَّ وخطيتي أمامي دوماً. إليك وحدك أخطأت، والشر قدام عينيك صنعت، لكي تتبرر في أقوالك وتزكو في قضائك. هأنذا بالإثم صُوّرت وبالخطيئة حملتْ بي أمي. ها قد سُررتَ بالحق في الباطن ففي السريرة تُعرّفني حكمة. طهرني بالزوفا فأطهر، اغسلني فأبيضُّ أكثر من الثلج. أسمِعني سروراً وفرحاً فتبتهج عظام سحقْتَها. استر وجهك عن خطاياي وامح كل آثامي. قلباً نقياً أُخلق فيَّ يا الله، وروحاً مستقيماً جدد في داخلي..". (المزمور 51).
8- المل
[1]- الكلمة مشتقة من عسى.
[2]- المقصود هنا هو النبي صموئيل.
[3]- أي غير المختون.
[4]- المقلاع عبارة عن أداة بدائية لرمي الحجارة وقذفها إلى مسافات بعيدة. وهي مؤلفة من حزام عريض مصنوع من جلد رقيق أو قماش توضع في وسطه قطعة الحجر ويلوح بها صاحبها بحركة دائرية حول رأسه ثم يفلت طرفها فينطلق الحجر بالقوة النابذة للحركة الدورانية.
[5]- الدهن: هو زيت المسحة المقدس.
[6]- هذه السنوات لحكم ملوك إسرائيل الأوائل يفترضها المؤرخون من خلال تقصيهم للرواية التوراتية. ولكن لا يوجد لدينا أي شاهد تاريخي أو آثاري على وجودهم.
[7]- لا يوجد أي برهان تاريخي على قيام هذه المملكة الواسعة في القرن العاشر قبل الميلاد، كما إن الدلائل الأركيولوجية لا تثبت قيامها، والمُلك داود غير مُوَّثق خارج النصوص المقدسة.
[8]- أي ذو القوة.
[9]- كثير الإنابة إلى الله.
[10]- تسبح لله الجبال معه، فتردد الطير رجع ذلك التسبيح.
[11]- الكلام المبين.
[12]- أي الخصوم، والمقصود هنا اثنان.
[13]- ارتقوا سور المحراب.
[14]- لأنه لا يعرفهم ولأنهم دخلوا دون استئذان.
[15]- أي نحن خصمان.
[16]- لا تظلم.
[17]- اجعلها تحت كفالتي أو مَلّكْنيها.
[18]- أي غلبني في الجدال.
[19]- أي الشركاء.
[20]- أي وهؤلاء قليلون.
[21]- أي علم وأيقن.
[22]- أي امتحناه وجربناه.
[23]- رجع بالتوبة إلى الله.
[24]- الحرث هو الزرع. والمقصود هنا كرماً مزروعاً.
[25]- أي رعته ليلاً بلا راع.
[26]- أفهمناه الحكم في القضية.
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
01-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
13-شباط-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |