نص / المرانـم
2006-05-27
إنشاء مؤلف من 24 عوينث.
كل عوينثا تطابق ساعة من ساعات اليوم
حتى تكتمل دورة النهار والليل
عونيثا 1 ـ لقد نزلنا، وقد مال النهار، إلى الجنينة التي تطل على البحر.
مد الصيف يده وداعبنا، والأبدية التي عبرت طبعت على شفاهنا قبلة.
أثقل النسيم عيوننا، ولقد غفونا، كأنما الفصول هدت لنا، في الجنينة التي تطل على البحر.
عونيثا 2 ـ طبل وزمر
النساء، بين الكرامين، يدسن العنب، ورفيقاتي يرقصون على البيدر، وكأن
أثوابهن من نعيم:
عونيثا 3 ـ " مريش" الجميلة كقمر الليل،
" كنعة " التي من طرف الثغور،
" افقة" العاشقة،
و"زمورجة" ذات الغمازتين
رفعت الصوت وكالنارة غنت:
عونيثا 4 ـ حلفتكن يا صبايا،
كيف غزلتن لأثوابكن هذا النسيج، ولعصائب رؤوسكن هذي الخيوط.
عونيثا 5 ـ قد مضيت أملأ جرتي بالماء،
فملأتها بالحب ورجعت مفتونة.
عونيثا 6 ـ ومضينا
فكأنما نحو العدم.
كاشفني وباح لي.
وجعني قلبي من الهوى.
مال، في أول الظلمة، ولثم شفاهي
فنئت كأنما الموت مال علي.
عراني وكالوهم أوقع بي،
فما دريت أوقعنا في الماء
أم هو الماء وقع علينا.
عونيثا 7 ـ هكذا لثم حبيبي فاهي،
واشتار منه العسل.
عونيثا 8 ـ علقني الحب كلدبق،
وبقع مثل التوت أصابعي.
عونيثا 9 ـ قد عبر الليل وحبيبي لم يعبر.
عونيثا 10 ـ مددنا لأبي تحت العريشة ليتكئ، وقعدت أمي على طرف الحصير تنقي العدس. وأختي، في سحر العشية، كالليل حلت ضفائرها. والحاصدون وقد صعدوا من الحقول القوا علينا السلام وأوقعوا في نفسي الأسى عند العشية.
عونيثا 11 ـ ثم النسوة وقد احتطبن، جاوزنا سياجنا وسلمن. قالت أمي: ملن. ولكنهن مضين كما يمضي النهار، وقد تركن عند بابنا عبق الحطب وفي قلبي طعم العوسج، وأوقعنى في نفسي الأسى عند العشية.
عونيثا 12 ـ الصبايا الصاعدات من العين، قد غرهن الليل، مررن في عجلة الوهم ثم غبن كأنهن البرق. وكأنما قد نسين حفيف أثوابهن على العتبة، فأوقعن في نفسي الأسى عند العشية.
عونيثا 13 ـ ثم كر النهار وانقلب الليل.
الأبقار عادت إلى الحظائر والكلاب أوت.
عبر الليل، وحبيبي لم يعبر
عونيثا 14 ـ الفصول خلفتني كأنني الأيام التي تنقضي.
عونيثا 15 ـ رآني الفعلة الراجعون من الحقل فظنوني ضالة، وأخذوني إلى بيت أمي وفي قلبي مرارة الحنظل.
عونيثا 16 ـ الراكض وراء ظله وقع بين القراص. الذي مات شبع موتاً.
الحبلى، فاجأها المخاض كالموت بين الماعز. الذي باع حقله بزق خمر، ثوبه بقبلة وحنطته بزؤان، قبض على الريح.
والكلاب نبحت على الأطياف.
عونيثا 17 ـ نواطير الكروم كأنما اضطجعوا، ولقد كبا الصيف كالنعسان. مال الحصادون للقيلولة، والعشب أغمض عينيه، وكأنما الحقول أثقل الكرى أجفانها.
عونيثا 18 ـ لقد أنحدر فوق حصى الهابطة وكأن في خرجي غلال الأرض. التقيت النساء الصاعدات خلف البغل المثقلة، وصبحت على الرعاة الماضين وراء الغنم كأنما إلى طرف الأرض.
عبرت من خلف القراص، وقد تلطخت أقدامي بالروث. تنحيت للبقر الصاعد إلى المرعى وقد طلع الغبار عبر الأشواك. قطعت الحقول المترامية ثم مضيت نحو البيادر. وكأنما في نار الظهيرة الطالعة كجهنم عين، من ما وراء الدوالي، رمقتني.
عونيثا 19 ـ قد جاء الطبال بطبله، والمزمر بزمره. ضربت "مريش" "بالدف" و"كنعة" التي من طرف الثغور رقصت على رن الصنوج، و"زمورة" ذات الغمازتين رفعت الصوت وكالكنارة غنت:
عونيثا 20 ـ حلفتكن يا صبايا كيف عزلتن الأثوابكن هذا النسيج، ولعصائب رؤوسكن هذي الخيوط.
عونيثا 21 ـ ثم برقت السماء وكأنها النار الطالعة من التنور، وحبيبي همى كالغيث، نبت مثل غرس الحقول، قام كما يقوم الثور على البقرة.
عونيثا 22 ـ شدني فملت.
أغمض كالرمد عيوني،
حرثني كما يحرث أبي حقله،
وقعنا مثل الصيف في اللجج.
عونيثا 23 ـ أمي نحرت وأبي سقى،
وأنا زمرت لحبيبي.
عونيثا 24 ـ فاض السمن، وانكسب العسل، يد من نعيم مست وجه الحقول
08-أيار-2021
04-نيسان-2020 | |
24-كانون الأول-2010 | |
27-أيار-2006 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |