رأسي الذي هناك
خاص ألف
2014-09-04
" لا تبكوا ذبح الإنسان بل نوحوا على خرس الحقيقة وصمت الأوطان "
*ليس سرا أو موجعا أو مؤسفا لكنه كثيف جدا ومهول جدا لحتي تفقد الرعبة سر هولها أمام توحش اللحظة المدوية ،سأحكي لكم ..
لا تحضرني التفاصيل التي قادتني إلى المصير هذا ، هربت جميعها ولا أعرف أين أو لماذا أنا هنا ؟ وهذا ليس مهما على الإطلاق ، فاللحظة الأن ثقيلة جدا وقاتمة بلون الهزيمة ،منكفئا موثوق اليدين خلف الكيان " ابني" بينما الرأس تتدلى عن كلس الحافة المتآكل تترقب الإطاحة في لحظة بالغة التعاسة ، ورغم أني ميت لكني حيّ ، ضاجه حنايا القلب ولهاث الروح يرتطم بدرج أية محاولة للاستيعاب ،بلا مقاومة أو بكاء تجلد فيّ الحس بالألم المؤلم ، الصور متلاشية وغبار الشهوة أيقظ دويّ المآذن بالفزع والتكبير ،لم يحضر بمخيلتي أحد ما وطلب المعونة غير وراد إذ صرت بليدا كالأشياء المجردة .. تراب موطئ للمذلة وصخر الانكفاء شديد الخرس ،ملقاة أحذية لقتلي بلا رؤوس تنعي إنسانا كان هنا الآن وللوقت يُذبح ،ركام البغضة يسَبح بوادي طلسم الآيات البينات بينما انحدار الشمس يضفي من الكآبة مزيدا من الوحشة والعبثية لذا يكون الموت استجداء قويا للتخلص من هول اللحظة والانعتاق من كارثية طعم الدم في الأفواه، هذا يحدث متى حل الخراب مهرولا وفرغ المعني من معناه وصار الحيز المسموم معبدا للصلاة المتسخة بالوضوء ، ما بين الهنا وهناك صبية قبل أن يولدوا ذُبحوا أيضا ولم يبق منهم سوى فزع يلهو بما تبقى منّا بينما التبول فوق أوجاعنا هو رهان النكاح المتداول بين نحيب الضفائر ومضغ السبايا ، وهذا أيضا يشكل طقسا ماجنا وفرضا عنيدا يطوف بالفتوى الحرام ويكرر فشلا تعيسا ، يتسكعون بالمرور علينا - نحن الإنسان – بهوس شارد يحمل انتفاخ البطون تهدلا لجلابيب كالحة فيما تطل عن تجاعيد الأحذية أصابع مفلطحة بالاتساخ والغلظة ، وهكذا تعبث فوهات البنادق بالجسد الموطوء أمامي تدك المؤخرة ثم بركلة ينبطح على ظهره وبعضوه التناسلي يعبثون دكا ،يسحقون العنق بمهارة الوطء وما بين طبول الوثن صار الجسد اليافع متداولا بالتعب ،محصورا بين قدمين بائستين تصرخ بتهليل التأهب وبالغلظة يشدون رأسه" ابني " لأعلى جدا في وضع هول الذبح ، مات الموت وهربت الرعبة إلى عدمها :" يا ويلي يا ابني فموتي خير من رجائي ،عاجز أنا المصلوب أمام ذبحك المطعون في أنّة أحشائي ولست بيسوع "، ينهال نصل السكين حادا كالهاوية وبغته يشق اللحم في محفل الدم مندفعا يغمر وجهي ونبضي الملطخ بالحريق : اه يا ابني وقلب عيني " لكن هول اللكمة اسقط دمي على دمي ، لكمات ترغمني لأحدق في حفل الذبح الذي لابني ،هل اختبرت يا يسوع الصلب على قامة الصبار وشربت مثلي غصة الذبح بمداد الكَوى .؟ صُلبت أنا وشربت خل الدم أنا وانتهك وذبح أمام عيني ابني أنا .. ويشق .. على نفسي جدا .. أن أبتهج له بالحزن بينما يعلقون رأسه الغالي على صدري أنا ..على صليبي أنا .
أه يا أبن عمري ، لطالما لوحت بك في الهواء في سنواتك الأولى وهم يلوحون برأسك الجميل في صمتك الأخير ،احضروا رأسه الغالي إليّ ،هاتوا الجسد الأخضر وضموه إلى صدري كي أتنفس حشرجاته الأخيرة وأخبئ دماه في دمي ،امتلء به ..أتشدد به لذبحي الآن ، هاتوا إنسان عيني وابن تفاصيلي لأضمه جدا ،أقبله جدا ، أعتذر له جدا وأدهن بالطيب جرحه الغائر في الأرض جدا ، هاتوه ولا تتقاذفوه هكذا فهو ابني ، كم متنا كل يوم بكرامة سبق اغتصابها وكم كنت شجاعا يا أبني لذا صار الجمال منحيا لديك بالجلال "
*يقول الجمال : يا أبن الحياة وفكرتي الأفضل كم شقت صرخاتك كرسي العليّ الأعلى وصنعت في روحه صدعا مهولا ، أنا الجمال كلي النصوع ،أنا الرحمة أبن المحبة العظمى لديك أجثو وبين كفيّ أجمع دفق دماك الحارة كي أصنع من ذبحك الحارق صليبا جديدا وقطرة واحدة لن أفقد منها حينئذ بالمجد أجمع رؤوس كل النبلاء على طبق المعمدان الأخير .وبكل هذا الثمن أشتري الحرية من جديد .
ولم ينته طريق الدم بعد ..
08-أيار-2021
الروح يمكنها أن تتألق في الصلاة أو البار أو عند المضاجعة 1/ 4 |
09-تشرين الثاني-2019 |
22-كانون الأول-2018 | |
09-حزيران-2018 | |
10-أيلول-2016 | |
16-تموز-2016 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |