كانونُ بعدكِ باردٌ
تمام التلاوي
خاص ألف
2014-12-14
كانونُ بعدكِ باردٌ
والأرضُ في تعبٍ تدور..
رأيتُ نهدَكِ مرَّةً في الحلمِ:
حين لمستُه ابيضَّتْ يدِي من غيرِ سوءٍ،
وارتجفتُ،
فطارَ من جسدي الحمامُ
وطافَ في ساحاتِ مكَّةَ،
كان نهدُكِ قبَّةً ذهبيّةً تغفو عليها حُمرةُ
الشفقِ الغروبيِّ،
استبحتُ لشهوتي في الليلِ أن تعلو عليهِ
فانزلقتُ
ورحتُ أهوي
رحتُ أهوي
رحتُ أهوي..
كنتُ أهوي حينما استيقظتُ.
.. عاتبَني ابنُ سِيرينٍ على حُلمي، وقالَ:
بُنيَّ لا تقصصْ على الشعراءِ رؤياكَ التي سَفكَتْ نشيدَكَ..
ثم لا تحلمْ بنهدٍ مرَّةً أخرى
لأنَّ النهدَ في الأحلامِ لا يَشفي من الحُمَّى،
ولا يُملي على ورقِ الصحَارى نخلةً..
كانونُ بعدَكِ باردٌ, والأرضُ في تعبٍ تدورُ.
وبعدَ نهدكِ باردٌ, والأرضُ في تعبٍ تدورُ،
الأرضُ في تعبٍ تدورُ، تدورُ في تعبٍ،
وبعدكِ باردٌ كانونْ.