وهكذا تجلت إبداعات الليدي ، سيدة الشاشة والقصر- فاتن حمامة - في انطلاقة فائقة الإبداع وتطرق باب الله ..

هكذا يلتقيان بعد حياة مولعة بطاعة مذهلة لإله عاشق للفن والجمال والنور فكانت الأمينة لرسالة سكيب الإبداع في روحها التائقة دوما للتقاني من أجل فرح ودعم والارتقاء بالآخرين ، تخلع عن نعليها كل بريق وكد ، وتسقط عن هامتها كل أضواء وإطراء وتميز ، تتكئ على نصوع درب مخلص لرسالة ابداعية بارعة وفريدة مشفوعة بملء حب جمهور مترامي الاتساع ، رسخت في وجدانه قيم الجمال والحب وعفة الكلام وأناقة الغضب في رحلة نحو الأفضل والأعمق ، تتجرد عن ملء كفيها تكف عن مسمع الإعجاب ، وتنصت لحس حريري ملائكي ينادي باسمها ، تذهب بسلام ممتلئة بعري ضميرها وبجل ما لديها من حلو ومر، من قوة وضعف وتطرق الباب كي تقدم جزيل الشكر لإله هو الأبرع جمالا ، وثق بها فكانت هي الأمينة .

خيط رفيع هو يفصل بين الحيوات المختلفة والمتنوعة تلك التي استطاعت بمهارة نضج موسيقا الإبداع فيها أن تقدمه على شاشات السينما العربية دفقا منصهرا ، صائبا وشفيفا ،تلقي بذار حنطة الجمال والتحضر باقات من الأطروحات الثمينة والمعالجات الهادفة والقضايا الهامة التي ناضلت من أجلها لرفع معاناة كثيرة جسدتها ورسختها بسمو رفيع وأداء جزيل العذوبة فأصبحت النبيلة الذي باتت كل البنات ترغبها وتتعلمها و تقلدها فسكنت القلب والوجدان ، كل حكاية وكل نظرة وكل وقصة شعر وضحكة وفستان وحياء هي لحظات الفرح والاتساق الذي يصنع توازنا داخل قلب أجيال تقاوم بين أطلال مساحات تنعق وتسحق وتـُغتال قيم الجمال والفن والرقي .

الليدي سيدة القصر–الأيقونة الفارقة في تقويم السينما العربية ،

الوداع للموتى ، لكنا نزفك عروسا لموطن روحانيات الإبداع ، لتتوجين بالسعيدة ،وليكن انتقالك دعوة لتخرج كل فاتن مخبوءة ومترددة بداخلنا، نطلق أسر حمامات الجاذبية والشجاعة ، نكسر ونجتاز كل طريق مسدود بالغش ، دعوة لنعيش نهرا من الحب ، نصنع أعمالَ نور وجمال ليخلد فينا الإنسان .

فاتن حمامة.. سلاما لروحك الباقية بقدر إثرائك وإسعادك لنا وأكثر ..!

ولم يغلب الموت إبداعا ..