الرسالة الأولى

بحثتُ في كلِ معاجم النساء
ومشيتُ داخل كهوفهنْ
وشرِبتُ السُمَ مِنْ عيونهنْ عشقاً
وطاردتُ الجميلاتِ كلهنْ
علّ واحدة منهنْ
تجعلني أشعرُ بأني قيصرَ الكلماتْ
ومخترعُ السماء
أو تجعلني ناطورآ
بذلك الباب
الذي يفضي إلى بلاد العجائب
بلاد مابين النهدين
بلادٍ سماؤها ليست كالسماوات
وطيورها تطير بألف جناح
ونساءُها مثلكِ
لا يشعرني بأني عبدٍ مِنْ عَبيد القيصر
يقفُ على بابها يتوسل الدخول
***
كتبتُ كثيراً
ونزفتُ كثيراً
وهذيتُ طويلا
حتى صار هذياني
قارة الأرض الثامنة
أرسلتُ ألف هُدهدٍ ورائكِ
وعينتُ ألف سفير في مملكتي
كي يأتوني بعطركِ


الرسالة الثانية

أتمنى ...
أن أتخلص مِنْ صُندوقِ ذكرياتي
الذي يجلدني كعبد حبشي
أتلوى تحت سياطه
حاولتُ الخلاص منه
كِدتُ لهُ الدسائس
والمؤامراتِ تلو المؤامرات
حاولتُ اغتيالهُ ألف مرة وفشلتْ
ألوذ بهِ مِنْ ليلة إلى أخرى
وأجوبُ به بِحاري وصحرائي
حاولتُ بيعهُ
في كل الأسواق
منذ زمن داحس والغبراء
لكن ...
في كلِ مرة أتخلص منهُ
وأرجعُ إلى كهفي
أجدهُ واقفا كطفل ببابي
تسيلُ دموعهُ
متوسلة تقبلُ يدي
أن أطعمه شيئا مِنْ أحلامي
***
أمدُ يدي لهُ مُنحنيا
أخاطبهُ كلَ يوم بلغة جديدة
علهُ يرحمني ويترُكني
أو إلى دجلة يرميني
فاغرقُ بعيدا
عَنْ أحزاني
***
سألتهُ ألف سؤال
وكان لهُ عليها جوابٌ واحد.....
سأطاردكَ كالعُقابْ
حتى تذوبَ في ذاكرتي
فلا يراكَ أحد
سأظلُ أجلدُكَ كُلَ يومٍ بأوهامي
وسأحفرُ قبرُكَ بكلماتي
وأنقشُ لكَ عليها
حُلماً ليسَ كالأحلام
وأكتبُ على بابكَ
هُنا ترقدُ بقايا سرابْ


الرسالة الثالثة

أنا رجلٌ عادي
ولستُ مُخترعُ نساء
ولا شايلوك التجار
لا تقولي
أني رجلٌ غير عادي
فهذه التهمة لا تليق بحروفي
ولا بطقوس كهفي الشرقية
فبصماتُ أحلامي
وجدتْ على دفاتر كُل النساء
وعلى أحلامهن
وعلى حدقاتِ عيونهن
وبين ظُلمات الأشعارِ
وكلما قُتلتْ إمرأة
بحُضنِ شيخ مِنْ الأعراب
لفقوا لي تهمة التحرش
بالأجساد الشرقية
وكفَرّوا فِعلَ العشقِ
وقالوا إنهُ عملية إرهابية
تنهى عنها عقولنا
وقواميس العهر القبلية
***
لأنكِ لمْ تكوني
بينَ نِساء الأنبياء
قررتُ أن لا أؤمن
بما في ديني مِنْ أوهام
ولأنكِ لمْ تسجُدي
للقرارات العرفية
مزقتُ كُتبَ التاريخ الخرافية
وزرعتُ ألف علامة أستفهام
على نظام العمامة
وتوريث السلطة القريشية