شعر / خمّارة
2006-07-06
خاص ألف
ها هنا تنتهي آخرُ الكلماتِ
من كانَ هنا البارحة..؟
وأين هجرتِ المساءَ ؟
وتركتني خمّارةً تشتكي الهجرَ
ترنو على أمسٍ مليءٍ بالسكارى
على نادلٍ يتقنُ حشدَ الليالي الطويلاتِ
بأعناق الدنانْ
على طاولةٍ مشبعةٍ شقوقها بالخمرةِ
وبوجهها ذاكرةُ الأصابعِ تجهش
وبصماتٍ تشتبكُ هنا
وتستريحُ هناك منّهكةً
بعد معركة على ذاتِ الحبيبِ
وذاتِ اللقاءِ ..
وربّما ذات الفراقْ
على لوحةٍ معلقةٍ ترمقُ الكلَّ
بنظرتها وعُريها ولونها الجميل..
على رفوفٍ تحرسُ الرؤوسَ
من الارتطامِ بسقفِ أحلامها ..
على شباكها
كلَّما حنَّ نديمٌ إليّه اغتفر..
على كلِّ من آبوا حضورا
وراجوا غيابْ
فأيّنكِ..؟
أين السكارى
يلمون أحلامهم في شرابٍ بلون أيامٍ
.. لنْ تجيء ؟
ويضحكون من جرحٍ ومن ربٍّ عجوزْ
وتصعدُ غيمةٌ من دخانٍ
تحملُ كلَّ الهمومِ والزّفرات
وحتّى الشتائم
محبوسة الصدرِِ من زمانٍ طويلْ
..............
أين رنّات الكؤوس تفتح الخاطرَ
على بهجةِ العيد
وصوتِ الطفولة
وصياحٍ لا يرومْ
.....
أين وجهكِ يعلو
وفيضِ الندامى
وترنّحٍ على بابها
واشتهاءاتِ لصبحٍ يعبقُ بالكحلِ
والتعرقِ وصوتِ الأذان..
أين من مرَّ بالقربِ مرتبكا
فلم يدخل ..
لكنّما قبل أن يغادرَ بابها.. دخل
أين الزوايا
وتلك العيون
ودفء المكان الجميل؟
........
أيننا..؟
لم يبقَ في بعدكِ
غيرُ بابي العتيق
تخضرُّ ثناياهُ كلَّما طيفك مرَّ..
لم يبقَ في بعدكِ
غير مفاصلهِ الصدئة
تئنُّ كلّما الريحُ طرقتْ..
دونكِ كلِّ الكؤوس مقلوبة فارغة
كعدل الأرض
دونكِ كلُّ القصائدِ
تنوس .. أوّل الليل
وتنام مطفأةً
وتفيق لتفجعْ
.......................
خمّارة الحيِّ هُدمت
كي يبنوا مكانها
مستوصفا لكلِّ المجانين والسكارى
08-أيار-2021
15-آذار-2011 | |
06-تموز-2006 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |