- 1 -
أدركَ أنهم لن يعودوا
فبنى السنونو عُشَّهُ ... على أنقاضِهِم
واستوطنَ موتهمْ .
.......
بجعةٌ .... حَطّتْ على حافّةِ الركام
فنامَ الركامُ بكل سلام ٍ
وجُلُّ أحلامهِ
أنْ يصحو .... على بحيرة .
......
حين تكثُرُ الجثث وتعلو صَيحَاتُ الانتصار
تتكاثرُ النسورُ
ومناقيرُها البلهاء ... لا تميّزُ
بين الجيفةِ والشهداء .
........
بإسبالةِ الخيبةِ
وقفَ الدّوريُّ على الأطلالِ
واستبدل ريشَهُ
بعباءةِ الشعراء .
........
دونَ أنْ يدري .... نَقَلَ البحرَ
إلى أرض ٍ متصحرةْ
نورسٌ شاردٌ .... تاهَ عن المكان .
.........
في الطريق إلى المخيّم ِ
تساقطتْ أحلامُهم ... ريشةً ريشةً
غَمَروا هديلَ وشوشاتِهم ... بالصراخ
وتَرَكوا خلفهم ..... برجَ الحمام ِ
مئذنةً صامتةْ .
- 2 -
تلكَ التي حَامَتْ هناكَ ....
أوّل َ الفجر ِ
لم تكنْ حمائِمَ بيضاءَ ...
إنها ... أرواح ٌ لا سماءَ لها
إلا فوقَ منازِلِها .
........
الطائرُ الوادعُ الذي ...
استعارَ جَنَاحَيْ صقرٍ
باتَ في الأعالي ... وحيداً جائعاً .
.........
كلّما جَالَتْ نظرةٌ حيرى ...
في سماءِ المدينةِ
أخبرتْهَا الريحُ سراً :
" لا يطيرُ اليمامُ فوقَ الدمارِ " .
........
يقولُ البُومُ :
أنا لستُ طائرَ الليلِ ...
أو رفيقَ السِّحرِ
لستُ الشيطانَ أو المقدّسَ
أنا في المدينةِ الخرابِ لستُ إلا..
روحَ محاربٍ قديم .
..........
أَحَسَّ بأنْ ...
لاسماءَ لأحلامهِ
فَلَوَّنَ الترابَ ... بِرِيشَةِ حَجَلٍ
واستعارَ جَفْلَتَهُ
ثم مضى راكضاً على قدميهِ ...
نحو الهباءْ .
- زياد -
14/10/2015