شعر / تأمل في الصقيع ، عبث في الزئبق
2006-08-18
كهنةٌ مخنَّثون
متصوفونَ بلا أَجر
صعاليكٌ مترفون
لم تكتمل المأدبةُ بعدُ ؟
ثمة ملائكةٌ تقبعُ على الكتفِ، تعدُّ الخطايا
و أنثى تنسجُ أيامنا عباءاتٍ، يختلسُها الهذيان
وحدي ألمُّ لكِ: المدائحَ و الحكمةَ، و الرذاذ
و أُبايُعكِ على زمنٍ تجرّينهُ نحو مقصلةٍ علنية
يا روحاً يسترقُ النظر من ثقوب الغفلة
و يا جسداً، أستهلُّكَ بتلاوةٍ مرتلة
بادئاً بالسجود،
بادئاً بالغمغمة،
بطعنةٍ أو اثنتين،
أثقبُ ثوب الله، نشهدُ نزف خطيئتِهِ
هكذا، أدّشنُ مأدبتي، و أسأل:
إلى متى تستمر في إقصائنا، و تجحدْ رحيقاً أنثوياً نتلكأُ به عمداً ؟
هكذا، أدّشنُ مأدبتي، و أمضي
مَنْ يتبعني، نعدو صراط الله المستقيم
حيثُ يُفاجَئُ بدخولنا، و نُفاجَئُ بملائكةٍ و جوارٍ يرقصون على أنغامِ لهبٍ، و لكِ، لكِ:
أذبحُ الضوء ختاماً لجرائمي
لكِ أقدحُ وردةً بنجمة
و أُلوِّنُ هذا السديم، بلونٍ ما بين العشقِ و الياسمين
وأبصمُ ـ خلافاً ـ لكل الشهود بالخنصر
وأهمسُ في إبطيّكِ، كلاماً موثوقاً،
القيامةُ ستبدأ يوم تعلن الريحُ حدادها على أرواحٍ تتنافرُ قبل المغيب
أنا المستبدُّ، أجيئكم ( وثنياً شريفاً )*
قبل الدخول أواري جسدي في العتبةْ
لكِ، أذبحُ الضوء، و استحقُ عذاب التبخر في يومٍ ماطر
جسدي رطبٌ لا تلتصقُ به الإعلاناتْ
هكذا سأمضي،
ربما أغزو العالم بفراشاتٍ مفزعة مخبّأةٍ في رئتيَّ
حيث لا مرايا تعكسُ انحسار الصهيل عن ساقية العذوبة
حيث لا رنين يُجفلُ هدأةَ الدم
و أختم تأملي بتعويذةٍ ساذجة
لا عشقَ أبداً، لا عشقَ بعدي.
*( نيتشه) الفيلسوف الألماني.
08-أيار-2021
07-تموز-2010 | |
30-حزيران-2010 | |
18-آب-2006 | |
04-حزيران-2006 | |
11-أيار-2006 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |