السنن النفسية للأمم أصل العروق
خاص ألف
2016-10-22
يستند الطبيعيون في تقسيمهم للأنواع إلى مشاهدتهم بعض الصفات التشريحية التي تظهر منتظمة ثابتة بالوراثة، واليوم نعلم أن هذه الصفات تتحول بتبدلات غير محسوسة تتراكم وراثةً، ولكننا إذا نظرنا إلى الأزمنة التاريخية القصيرة وحدها أمكننا أن نقول إن الأنواع لا تتغير.
وحين طُبّقت مناهج الطبيعيين في التقسيم على الإنسان أظهرن لنا أمثلةً متمايزة، وهي حين استندت إلى الصفات التشريحية الواضحة، كلون البشرة وشكل الجمجمة وحجمها، أمكنها أن تُقرّر اشتمال الجنس البشري على أنواع مختلفة متغايرة إلى الغاية متباينة الأصول على ما ييحتمل، ولكن الأمر هو، كما قيل بحقٍ، "أن الزّنجيّ والقفقاسيّ، إذا كانا من فصيلة الحلزون، يُقرّر علماء الحيوان بالإجماع أنهما نوعان مختلفان لا يمكن أن يُولدا من زوجين افترقا عنهما بالتدريج".
ولا تحتمل تلك الصفات التشريحيية، ولا سيما التي يمكن أن تنالها يد التحليل، غير تقسيماتٍ عامة موجزة، ولا تظهر اختلافها إلا في الأنواع البشرية البادية التباين كالبيض والزنوج والصّفر مثلاً، غير أن هنالك أمماً كثيرة التشابه من الناحية الجثمانية شديدة الاختلاف في شعورها وسيرها، ومن ثم في حضاراتها ومعتقداتها وفنونها، أفيمكن أن يُنظم الإسباني والإنكليزي والعربي في زمرة واحدة؟ ألا تبدو الفروق النفسية بينهم لكل ذي عينين؟ ألا تُقرأ هذه الفروق في كل صفحة من تاريخهم؟
في حالة عدم الاختلاف في الصفات التشريحية، أن يُستند في تقسيم بعض الشعوب إلى عناصر مختلفة كاللغات والمعتقدات والزّمر السياسية إلخ، بيد أن تقسيمات كهذه مما لا يقف أمام سلطان البحث.
وما عجز التشريح واللغات والبيئة والزّمر السياسية عن تقديمه من عناصر التقسيم عرضه علينا علم النفس، وعلم النفس هذا يدلّ على أنّه يوجد خلف نُظم كلّ أمّة وفنونها ومعتقداتها وانقلاباتها السياسية ما يصدر عنه تطور هذه الأمّة من صفات خُلقية وذهنية، ومن مجموع هذه الصفات يتألف ما يُسمى روح العرق.
ولكلّ عرق مزاجٌ نفسيٌّ ثابتٌ ثبات بنيته التشريحية، ولا نرى ما يدعو إلى الشكّ في وجود نسب بين المزاج النفسي وتركيب الدماغ، ولكن العلم لم يبلغ من التقدم ما يكتنه به هذه التركيب، ولذلك يتعذر علينا اتخاذه أساساً في عملية البحث، وهذا إلى أن معرفة ذلك التركيب لا تُغير شيئاً من وصف المزاج النفسي الذي يشتقُّ منه فتبديه لنا المشاهدة.
والصفات الخُلقية والذهنية التي يتألف من اقترانها روح الشعب هي عنوانٌ لخلاصة ماضيه وتراث أجداده وعوامل سيره، وفي بعض الأحيان تلوح تلك الصفات أول وهلةٍ كثيرة التقلب لدى أفراد العرق الواحد، غير أن البحث الدقيق يدلّ على اتصاف معظم أفراد هذه العرق في كلّ وقت بصفاتٍ نفسية مشتركة ثابتةٍ ثبات الصفات التشريحية التي تُتخذ في تقسيم الأنواع، والصفات النفسية كالصفات التشريحية تنتقل بالوراثة انتقالاً منتظماً مستمراً.
ويتألف من اجتماع تلك العناصر النفسية التي تُشاهد لدى جميع أفراد العرق ما يبدو من الصواب تسميته بالخُلق القومي، ومن مجموع تلك العناصر يتكون المثال المتوسط الذي نتمكن به من تعريف الشعب، ونحن إذا ما أخدنا اتفاقاً ألف فرنسي أو ألف إنكليزي أو ألف صيني فإننا نجد بينهم اختلافاً كبيراً، ومع ذلك نراهم حائزين، بما ورثوه عن عرقهم، صفاتٍ مشتركة يمكن أن يستعان بها لتكوين مثالٍ فرنسي أو إنكليزي أو صيني مماثل للمثال الخياليّ الذي يعرضه العالم الطبيعي عندما يصف الكلب أو الفرس وصفاً عاماً، وإذا ما طُبّق مثل هذه الوصف على أجناس الكلب أو الفرس فإنه لا يشتمل على غير الصفات المشتركة بين هذه الأجناس، لا على الصفات التي يتميز بها كل جنس من هذه الأجناس.
والمثال المتوسط للعرق، الذي هو شيء من الكبر ومن التجانس لهذا السبب، يكون من الوضوح بحيث يستقرُّ بنفس الباحث من فوره.
فإذا زرنا شعباً غريباً أبصرنا أن الصفات الوحيدة التي يمكن أن تلفت نظرنا هي الصفات المشتركة بين جميع سكان البلد المطاف فيه لتكرارها باستمرار، وهنا تفوتنا الفروق الفردية فيه لتكرارها القليل، وفضلاً عن تمييز الإنكليزي أو الإيطالي أو الإسباني عند أول نظرة، لا نلبث أن نعزو إلى هؤلاء بعض الصفات الخُلقية والذهنية التي هي عين الصفات الأساسية المذكورة آنفاً، ونرى الإنكليزي أو الغسكوني أو النورمندي أو الفلامندي من مثالٍ حسن الاستقرار بذهننا فيمكننا وصفه بسهولة، وهذا الوصف يكون ناقصاً في الغالب غير صحيحٍ في بعض الأحيان عند تطبيقه على الشخص المنفرد، وهو يكون تامّاً عند تطبيقه على معظم أفراد عرقٍ من تلك العروق، وما يكون في ذهننا من جهد لا شعوري لتعيين المثال الجثماني والنفسي في أمّةٍ ما هو في جوهره عين المنهاج الذي يُقسّم العالم الطبيعي به الأنواع.
ولذلك التماثل في المزاج النفسي عند معظم أفراد العرق الواحد أسبابٌ فزيولوجية بسيطة جداً، وبيان الأمر أن كل إنسان لا يُمثّل بالحقيقة ثمرة آبائه القريبين فقط، بل يُمثّل ثمرة عرقه أيضاً، أي جميع سلسلة أجداده، وقد أحصى العالم الاقتصادي مسيو شيسون مقدار ما يجري في عروق كل فرنسي من الدماء فوجد أنه دمُ عشرين مليوناً من معاصري سنة 1000 ناظراً إلى اشتمال كل قرن على ثلاثة أجيال، ومن قوله: "إن سكان كل ناحية أو كل ّ إقليم يشترون في أجدادهم بحكم الضرورة إذاً، وإن أولئك السكان من طينة واحدة وذوو طابع واحد، وإنهم صائرون، دائما، إلى المثال المتوسط بفعل تلك السلسلة الطويلة الثقيلة التي لم يكونوا غير حلقاتها الأخيرة، فنحن أبناء آبائنا وعرقنا معاً، وليس الشعور وحده هو الذي يجعل لنا من الوطن أمّاً ثانية، بل الخواص الجثمانية والوراثة تؤدي إلى ذلك أيضاً".
والمؤثرات التي يخضع لها الفرد وتوجه سيره ثلاثة أنواع، فالنوع الأول، وهو أهمها، هو تأثير الأجداد، والنوع الثاني هو تأثير الآباء القريبين، والنوع الثالث، وهو الذي يعتقد أنه أقوى العوامل مع أنه أضعفها على العموم، هو تأثير البيئات، وإذا عدوت الانقلابات المفاجئة العميقة التي تحدث في المحيط وجدت البيئات، وما تنطوي عليه من مختلف المؤثرات الفيزيائية والأدبية التي يخضع لها الإنسان ما دام حيّاً ولا سيّما إبان تربيته، لا تؤدي إلى غير تغيير ضئيل، والبيئات لا تؤثر بالحقيقة إلا عند ما ترَ كمّها الوراثة في صعيدٍ واحدٍ زمناً طويلاً.
والإنسان، مهما كان صنعه، ممثلٌ لعرقه في كل وقت وقبل كلّ أمرٍ أذن، ويتألف روح العرق من اجتماع ما يأتي به أفراد البلد الواحد من الأفكار والمشاعر حين يولدون، وهذه الروح، وإن كانت خفيّة في جوهرها، ظاهرةٌ كثيراً في آثارها، وهي تسيطر على تطور الأمة بالحقيقة.
ويمكن تشبيه العرق بمجموع الخليّات التي يتألف منها ذو الحياة، ووجه الشبه هو أن حياة مليارات الخليّات هذه قصيرة جداً، وأن حياة الجسم الذي يتكون من اجتماعها طويلة إلى الغاية إذا ما قيست بتلك الحياة، وأن لتلك الخليّات حياةً شخصية وحياةً مشتركة في الجسم الذي يتركب منها، وأنّ لكلّ فردٍ في العرق الواحد أيضاً حياةً قصرة جداً وحياة مشتركة طويلةً إلى الغاية، فهذه الحياة الطويلة هي حياة العرق الذي ولد منه ذلك الفرد فيساعد على دوامه، وهو تابع له على الدوام.
إذاً، يجب عدّ العرق موجوداً دائماً مُحرراً من الزمان، ولا يتركب هذا الموجود الدائم من الأفراد الأحياء الذين يتألف منهم في زمن معين قط، بل يتركب أيضاً من سلسلة الأموات الذين كانوا أجداداً له، ولا بدّ من الامتداد إلى العرق في الماضي وفي المستقبل معاً لإدراك معناه الحقيقي، وإذ كان الأموات أكثر من الأحياء بما لا يُحصى فإنهم أقوى من الأحياء بما لا يُحصى، والأموات يسيطرون على دائرة اللاشعور الواسعة، تلك المنطقة الخفيّة التي يصدر عنها جميع مظاهر الذكاء والأخلاق، والشعب مُسيّرٌ بأمواته أكثر مما بأحيائه، وبالأموات وحدهم يقوم العرق، والأموات في القرن بعد القرن هم الذين أوجدوا أفكارنا ومشاعرنا، ومن ثم جميع عوامل سيرنا، والأجيال الغابرة تفرض علينا أفكارها فضلاً عن مزاجها الجثماني، والأموات وحدهم هم سادة الأحياء بلا جدال، ونحن نحمل وزر خطايا الأموات ونقتطف ثمرة فضائلهم.
ولا يتطلب تكوين مزاج الأمّة النفسي مثلما يتطلبه تكوين أنواع الحيوان من العصور الجيولوجية الطويلة التي لايُحصى لها عدٌّ، ومع ذلك فهو يحتاج إلى زمنٍ غير قليل، فقد اقتضى إحداث ما تتألف منه روح عرقنا من المشاعر والأفكار انقضاء أكثر من عشرة قرون مع ضعف ما انتهى إليه عرقنا من ذلك حتى الآن, ومن المحتمل أن عمل الثورة الفرنسية الكبرى المهم هو تعجيل هذا التكوين بالقضاء تقريباً على ما كانت فرنسا مجزأةً بينه من القوميات الصغيرة كالبيكار والفلامان والبورغون والغسكون والبريتان والبروفنسيين ...إلخ. وهيهات أن يكون هذه التوحيد قد تمّ، وذلك لكثرة العروق التي تتألف منها والتي تؤدي بحكم الطبيعة إلى أفكار ومشاعر مختلفة أشدّ الاختلاف، فترانا نظلّ ضحية الانقسامات التي لا تعرفها الأمم الأكثر تجانساً من الفرنسيين كالإنجليز مثلاً، ولدى الإنكليز تبصر السكسوني والنورمندي والبريطاني القديم قد انتهوا بالتمازج إلى تأليف مثال كثير التجانس متماثل السير، ولم يلبث الإنكليز بفضل هذه الامتزاج أن اكتسبوا الأسس الجوهرية الثلاثة لروح الأمة، وهي: وحدة المشاعر ووحدة المصالح ووحدة العقائد، والأمة إذا ما بلغت ذلك اتفق جميع أبنائها بالغريزة على جميع المسائل المهمة وعاد لا يبدو فيها كبير شقاق.
ووحدة المشاعر والأفكار والمعتقدات والمصالح، التي هي وليدة رواسب بطيئةٍ موروثة، تمنح مزاج الأمة النفسي تجانساً وثباتاً عظيمين، وهي تمنّ على هذه الأمة بقوة كبيرة، وفيها سرُّ عظمة روما في القرون القديمة وعظمة إنكلترا في العصر الحديث، وإذا ما غابت الروح القومية انحلت الأمة، وكانت خاتمة شأن روما يوم أضاعت تلك الروح.
وتلك الشبكة من المشاعر والأفكار والتقاليد والمعتقدات التي تتألف منها روح الزرمة قد وجدت، دائماً، لدى جميع الأمم على درجات متفاوتة لا ريب، غير أن نموّها التدريجي وقع بأقصى البطىء، ولم تشمل روح الزمرة جميع سكان البلد إلا مؤخراً بعد أن انت مقصورةً على الأسرة في البداءة فامتدت بالتدريج إلى القرية فالمدينة فالإقليم، وهنالك، فقط، ظهرت فكرة الوطن وفق ما ندركها به اليوم، وهي لم تغدُ ممكنةً إلا بعد أن تكونت الروح القومية، وما ارتقى الأغريق قطّ إلى مافوق فكرة المدينة، وقد ظلّت مدنهم متحاربةَ على الدوام، لأن بعضها كان أجنبياً عن بعض في الحقيقة، ولم تعرف الهند غير وحدة القرية منذ ألفي سنة، فتجد في هذا سرّ خضوعها باستمرار لسادةٍ من الاجانب الذين انهارت دولهم المؤقتة بسهولةٍ كالتي قامت بها.
وفكر المدينة، وإن كانت بالغة الضعف من الناحية العسكرية كوطنٍ محض، بالغة القدرة من حيث تقدم الحضارة، وروح المدينة، وإن كانت أصغر من روح الوطن، أكثر إنتاجاً منها في بعض الأحيان، وقد أثبتت لنا أثينا في القرون الماضية وفلورنسا والبندقية في القرون الوسطى درجة ما يمكن أن تصل إليه زمر الناس الصغرى في ميدان الحضارة.
وإذا حدث أن قضت المدن الصغيرة أو الأقاليم الصغيرة حياة مستقلة زمناً طويلاً فإنها لا تُعتم أن تحوز روحاً تبلغ من الثبات ما يتعذر معه تقريباً أن تمتزج بروح المدن والأقاليم المجاورة فتؤلف روحاً قومية، وإذا أمكن حدوث امتزاجٍ مثل هذا، أي حينما لا تكون العناصر المتقابلة كثيرة الاختلاف، فإن ذلك لا يكون من عمل يوم واحد، بل من عمل القرون، ولا بدّ من ظهور رجال من طراز ريشليو وبسمارك لينجزوا مثل هذه العمل، وهم لا يتمّونه إلا بعد أن يكون قد نضج منذ زمن طويل، وقد يتفق لبلدٍ، كإيطاليا أن يصير دولةً واحدة بغتةً بفعل بعض العوامل الشاذة، ولكن من الخطأ أن يُعتقد أن ذلك البلد ينال بهذا روحاً قومية، فإذا نظرت إلى البيمونتي والصّقليّ والبندقي والروماني ...إلخ، في إيطاليا، فإنك لا تُبصر الإيطالي فيها.
ومهما يكن أمرُ العرق الذي يبحث فيه اليوم، وسواء أكان هذا العرق متجانساً أم غير متجانس، فإنه يجب أن يُعدّ عرقاً مصنوعاً على الدوام، لا عرقاً طبيعياً ما دام قد تمدّن ودخل ميدان التاريخ منذ زمن طويل، واليوم لا تجد العروق الطبيعية إلا عند الهمج، وعند الهمج وحدهم تستطيع أن تُبصر أمماً خالصة من كلّ اختلاط، وأمّا معظم العروق المتمدنة فعروقٌ تاريخية.
ولا نشغل أنفسنا الآن بأصول العروق، وليس من المهم أن تكون العروق قد كونتها الطبيعة أو كونها التاريخ، وإنما الذي يهمنا هو أخلاق هذه العروق التي تمّت في ماضٍ طويل، وهذه الأخلاق إذ أمسكت في قرون بفعل أحوال عيشٍ واحدة، وهذه الأخلاق إذ تراكمت بالوراثة، اكتسبت مع الزمن ثباتاً وعيّنت مثال كلّ أمة.
إن دراسة تطور الحضارات بدقة هي التي نبصر بها وحدها ثبات مزاج العروق النفسي، والذي يظهر أول وهلةٍ هو أن القاعدة العامة في التغير لا في الثبات، والحقّ أن تاريخ الأمم يحفز إلى افتراض أن روح هذه الأمم تخضع أحياناً لتحولات سريعة جداً وعميقة إلى الغاية، أفلا يلوح في ذلك التاريخ فرقٌ عظيم بين أخلاق الإنكليزي أيام كرومويل وأخلاقه في الوقت الحاضر؟ ألا يبدو الإيطالي المعاصر الحذر الفطن مختلفاً أشدّ الاختلاف عن الإيطالي المندفع المفترس الذي يدلنا عليه بنفنوتوسليني في مذكراته؟ وإذا لم نذهب بعيداً واقتصرنا على فرنسا جاز لنا القول: ما أكثر ما اعتور الأخلاق فيها من تغيرات ظاهرة في بعض القرون، بل في سنين، وأيّ المؤرخين لم يُسجّل ما في أخلاقها القومية من فروق بين القرن السابع عشر والثامن عشر؟ ألا يُخيّل إلى الناظر وجود عالم بين أخلاق رجال العهد الغلاظ وأخلاق عبيد نابليون الودعاء؟ هؤلاء هم أولئك، وقد بدا تغيّرهم تغيراً تاماً في بضع سنين.
مراجع:
لوبون، غوستاف: السنن النفسية لتطور للأمم، ت: عادل زعيتر، ط2، دار المعارف، مصر.
08-أيار-2021
09-كانون الثاني-2021 | |
15-آب-2020 | |
16-أيار-2020 | |
26-تشرين الأول-2019 | |
15-أيلول-2019 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |