أسقط حي السلم بضاحية بيروت الرهان والقداسة، على وعن حسن نصر الله وحتى أكذوبة المقاومة، فعندما يتعلق الأمر بقوت الشعب وشرف حرائره، تزول كل آثار التخدير والتغييب، ويعود الشعب حراً كيوم ولدته أمه.

يقع حي السلّم إلى الجهة الجنوبية الشرقية لضاحية بيروت الجنوبية، اقتحمته فجر الأربعاء "25 تشرين الثاني" القوى الأمنية اللبنانية، بعد موافقة حزب الله، الحاكم الفعلي للبنان، وأزالت المحلات والبسطات المخالفة في الحي، ليبدأ فصل جديد، ربما لا إرادة خلاله للمخرج ولا السيناريست، اللذين آثرا تسويق لبنان عموماً، والضاحية ومدن الجنوب، على أنهما عبيد السيد وخزان استشهاديه الذي لا ينضب.

فثار الشعب الفقير على الدولة والسيد والحزب، فأحرق الإطارات وقطع الطرقات، وقال ما يمكن اعتباره مفاجأة، لكل من سمع ورأى، إذ من غير المستغرب أن يفشي الجائع أسرار مستغليه، لكن غير المتوقع، أن يفشي أهل الضاحية طرائق تغييبهم، من مقاومة والدفاع عن زينب والمقدسات "..أخت السيد على أخت سوريا" أو أدوات جرهم لموقع الممانعة والمقاومة "الحزب لا يساعد النساء إلا بعقد يعقده عليها"، وكذا لجهة انتشار المخدرات والرشى وكل طرائق شراء البسطاء، إن عبر المال أو التغييب.

وبدأت الغشاوة تسقط عن أعين الشعب الطيب، فرأينا كتابات لها علاقة بالاعتداد وتذكير نصر الله بما قدمه هذا الحي الفقير "حي السلم حي الشهداء والجرحى الحي الذي احتضن افواج المقاومة اللبنانية أمل ايام الحرب، الحي الذي ضحى بالغالي والرخيص للحفاظ على الكرامة والعزة وكما اسماه دولة العشق الرئيس نبيه بري "حي الكرامة" كرامة للشهداء والجرحة الذين قضوا لتبقى امل والمقاومة شعلة لن تنطفئ".

ولأن بعض "المنحبكجية" وصفوا أهل حي السلم، بأهل الكوفة الذين غدروا بعلي والحسين، بحسب روايات كتاب "الجفر" والأساطير الفارسية طبعاً، رد بعض شباب الحي، "بدي قول كلمتين لكل من قال عن حي السلم أهل الكوفة:
-شباب حي السلم بـ 82 من اوقف اجتياح الاسرائيلي لبيروت بخلدة
-شباب حي السلم كرمال لقمة العيش استشهد منن 5 شباب مع الجيش اللبناني
-شباب حي السلم بـ 4 ساعات احتلوا الجبل 7 أيار 2008
-حي السلم اكتر منطقة مقدمة شهداء بسورية وما زالوا
ما حدا يزايد علينا بالمقاومة كرمال نحنا رب المقاومة ومن عنا طلعت المقاومة".

أحس الشاطر حسن بهول الأمر، والذي قد ينتشر بالعدوى، فتسقط الهيبة ومعها كل الادعاءات، فبادرت مخابراته لإسكات الحي، وبطرائق الرشى ذاتها، فرأينا تصاريح لعودة صورة نصر الله لموقف الحي الرئيس، وقرأنا عن تبريرات ساذجة لا تختلف عن "خرج الشعب لشكر الله على نعمة المطر" بل وشاهدنا كما اعترافات تلفزيون "الدنيا"، كالذي سنورده هنا مثالاً دون تدخل "بخصوص ما بدر مني انا المدعوه ندى شمص اتقدم من سماحه العشق المؤتمن على الارواح سماحه السيد حسن نصراالله بخالص الاعتذار والموده والحب والسماح عما بدر مني من كلام وضع بغير مكانه فهم بغير ميزان فوالله يا سيدنا كلماتنا ما خرجت من افواهنا الا عن وجع وحرقه وقلب مكسور على ارزاقنا التي حرقت بظلمه ليل الليل من دون انذارنا او ابلاغنا فنحنا يا سيدنا نعلم انك اخر من يرضى بظلم وكيف هذا وانت المؤتمن على ارواحنا واجسادنا وكل ما نملك فداء لروحك.

اخيرا يا سيدنا نحن ملئ الثقه بحكمتك وتصرفك ونعلم علم اليقين انك لن ترضى ان تقطع ارزاقنا وتشرد عيالنا فنعود ونطلب منك النظر بما حدث واتخذ ما تراه مناسبا... ونحن لك من السامعين الشاكرين والسلام".

بيد أن السؤال، وبواقع ترجيح كفة التغييب والمال والمخدرات، هل ستمر "ثورة السلم" وإن تم إخمادها، أم تراها كانت بداية، لا تختلف كثيراً عن "إجاك الدور يا دكتور".

نهاية القول: لأننا نعيش زمن سقوط الهيبة وبكلا وجهيها، سقطت هيبة الدول والزعماء والجيوش والأسياد.. وبالمقابل هيبة من لا يجوز إسقاطها عنهم، كالآباء والمثقفين والمحترمين.

بيد أن المفاجأة بمن يظنون أنفسهم بمواقع القداسة حتى أمس الأول الأربعاء ودخول الشرطة حي السلم بضاحية بيروت الجنوبية.

إذ لم يأخذ حسن نصر الله من تكسير أصنام رؤساء المنطقة، وأولهم الأسد الأب، أية عبرة، بل ظن بكذب المقاومة والسيد والمفتاح والولي الفقيه والإمام المنتظر، استمرار تغييب للشعب الفقير والطيب.

إنه زمن السقوط سماحة السيد...يا أيها الكذبة الأكبر، التي أسقطتها ثورة السوريين والتي يحاول الصغار المرجفون التافهون ...إسقاطها أيضاً.