مَاتَ أَحدُهم
2008-06-06
كلَّما انثنى على ظلِّيَ ظلُّكِ، تُمطرين
كأنَّ في ظلّي شبقَ السماءِ/ أو برودةَ السنين
ثم يسـري الكلامُ دفئاً وسـلطاناً شَـتَوِيَّا
أتحسَّـسُ الظلّين فأختفي وتبقى الكلمات/ الكلمات التي لم نقلها أصلاً
تبقى على الورق/ ويبقى الورق أبيض...
هي اللغةُ التي تأخذني إلى ظلّي
ظلّي الذي رحل يوماً وتركني شـرفةً لا تُطلُّ على نفسـها/ لقد سال كلّ شيءٍ حين كان المطر....
هي اللغة التي تجعلني أرى ثمّ لا أرى
هي البيت الوحيد، للساكن الوحيد الذي أسـكنه
فيها كَسَـرتُ رجلي، وعليَّ أغلقتُ بابي/ ثم
أقنعتُ نفسـي:
هي الخيالُ والوريد/ حرّيتي بين الفصول
وهي التي تصبحُ أمطاراً في نشـيدِ المائِتِـين
من ليلها تطلعُ الصباحاتُ على شـرفتي/ كي أشرب قهوتي وأرتقُ ما تمزّقَ في النشّـيد...
كلَّما انثنى على ظلِّيَ ظلُّكِ، تُمطرين
كأنَّ في ظلّي شبقَ السماءِ/ أو برودةَ الفصول
لهذا - في اللغةِ - تنامين هانئةً وتغرقين
لهذا كلما خرجتُ إلى شـرفة الموتِ أناديك بأعلى صوتي:
يا ابنة الولادات المتوحّشة،
تُرابُكِ الخصب
ترابُكِ الخالصُ الخصوبة
سأحرثه لك في اللغةِ/ لغةً جديدة
أنتِ حرثي بدسـتورِ الموتِ، ودسـتورِ اللغةِ التي لا تعرفُ الموتَ/ ثابتةً أم تَحوَّلت....
........................
أيّتها النائمةُ في الغياب....
حبيبتي،
بعد قليل سأذهب لأشارك في جنازة/
مات أحدهم،
وقد تمطر هناك/ في المقبرة
وقد يُغمى عليّ/
لا أدري،
قد لا تكتمل هذه الكتابة قبل أن يأتي الشـتاء.... الذي لن يأتي........
ــــــــــــ 1/6/2008 فوزي غزلان.
08-أيار-2021
01-تشرين الأول-2021 | |
15-أيار-2021 | |
01-أيار-2021 | |
17-نيسان-2021 | |
10-نيسان-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |