أمطارٌ على النافذة

امطارٌ صيفيّةٌ على النافذة.

نافذةِ غرفتي الصامتةِ الغائبة.

بردٌ في الخارج

دفءٌ في الداخل.

خطوطُ وجهي مُبتلّة

وأزقّةُ روحي أيضاً

وأنا،

مطرٌ

مطرٌ

ولا ماء.

أمطارٌ على النافذةِ الصامتةِ

المسكونةِ ببعضِ تفاصيلي

وأنا،

أنا يقتلني عطشٌ مجهولٌ

مخبوءٌ ودفينٌ

فهذا الماءُ

له طعمُ البحر

ولونُ السماءِ التي انكسرت

منذ القديمِ. في نفسي.

أنا اعتدتُ المطرَ

واعتدتُ طعمَ البحر

وسأعتاد آلامي بعدكِ

سأعتادُ الوحدةَ

وما لم أقدر عليه من قبل.

هكذا يتراءى لي

لكنني لن أعتادَ غيابَ أنفاسِك

ولن أقدرَ أن أتصالحَ مع غدي

غدي الذي لن يأتي في غيابك..

لايمكنُ لامرءٍ

أن يعتادَ موتَه

لكني سأعتادُ آلامي بعدكِ.

وبلا شكٍّ ستبقى أحلامي رهينةً لديكِ

سأعتادُ الوحدةَ

وانكسارَ الغدِ الطويل.

هكذا يتراءى لي.

إن لم أستطِعْ

فلا تحزني.

ستعيشين حياتَكِ جديدةً جداً من جديد..

نعم، قد أعتاد آلامي

لكنني سأفتقدُ أنفاسَكِ المتلتصقةَ بشبابيكِ البيتِ

والأثاثِ

ووسادتي

وكلّ زوايا البيت.

وسأفتقد ابتسامتَكِ. كانت كل بهجتي..

عندها، عندها لن ينفعني أي شيءٍ قد يمكنني اعتيادَه

سأكون كمن فقد الحياة

ولأنه لايمكن للمرءِ أن يعتادَ موتَه.

بعدَكِ. تموتُ كلُّ حياة

مهما استمرتِ الأمطارُ على النافذة

وبقي في الداخلِ دفء....