أمس كنّا في سهرة. أحضرتكِ معي. لم أخبر أحداً بالطبع. خبّأتكِ في جيبي، وأتيت..
مع نهاية الكأس الأولى بحت بالسرّ. قلت: - هنالك امرأة معي الآن.. وأريد أن تكمل السهرة معنا.. لم يكن ثمّة مقاعد كافية، فأجلستكِ في حضني..
مع نهاية الكأس الثانية كان ثمّة بعض التحوّلات قد طرأت على المكان والأشخاص. تحوّلت الحانة إلى عربةٍ يجرّها حصانان، والندماء تحوّلوا إلى حرس. وأنتِ ما زلتِ في حضني، ولكن في ثياب مختلفة. كنّا أميراً وأميرة على الأغلب. ولكي نقطع الوقت قرأتِ لي قصّتكِ عن اللوحة التي احترقت، وقرأتُ لكِ قصّتي عن شاطئ العراة..
ثمّ انتهت الكأس الثالثة.. خلال ذلك كنّا قد وصلنا إلى نهاية رحلتنا. كانت العربة قد تفكّكت. والحرس تساقطوا تباعاً من شدّة التعب. أمّا الحصانان فقد نبت لكلّ منهم حناحان، ثمّ حلّقا بعيداً..
الكأس الرابعة.. كنّا وحيدين في كوخ قديم. لم نعلم أنّ الحبّ قد أعدّ لنا كميناً هنا. باغتنا ونحن مشغولان بإيقاد النار. حبّ طارئ لم نحسب له حساباً: أنتِ بعانةٍ كثيفة الشعر. وأنا بملابس داخليّة ممزّقة.. ارتبكنا في البداية. لكنّنا تصرّفنا بنبل شديد.. لم نخذل الحبّ..
الكأس الخامسة سقطت من يدي.. لم يكن لها ضرورةٌ اصلاً..
أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...