لا أقول لكِ الآن إني حزينٌ ولكنني أتذرّع بالدمع حتى أهادنَ أيلول ها مرّ عامٌ وأكثر لا أنتِ تنتشرين كعطرٍ برَدهة بيتي ولا أنا قارورةُ العطر مكسورةٌ في ممرّكِ عامٌ وأكثرَ والباب يستقبل العائدين من الحرب موتى وأشباه موتى.. ولا أتحدث عن شرفةٍ طالما لوحّتْ ليَ منها يداكِ لكنني أتحدثُ عن أصص الفل هل عطشتْ في غيابي!.. لا أقول عن الحب ما كنتُ أرويه عنكِ ولا عن حكايا الأميرات ما كنتُ أحكيه قرب سريرِكِ حتى تنامي ولكن إذا لم أعد قبل أيلول قصّي عليه الحكاية منذ أفقتِ ولم تبصريني.. ترى صرتِ أكبرَ؟ أطولَ؟ أجملَ؟ يا ابنةَ أحلى النساء ويا برعم الحبّ لا يتفتّحُ ورد البساتين ما لم تمرّي ولا يصل النهر للبحر من غيرِ ركضِكِ حول ضفافي.. ولا أتحدّثُ عن درج البيت حيث وضعتُ الحقيبةَ قبل العناق لكنّ أمَّكِ كانت ترتّب فيها ثيابي وأدمعها وكانت تحلّق من فوقنا الطائرات هبطتُ بها مسرعا فتصدّعتِ الدرَجاتُ.. وها مرّ عامٌ وأكثرَ والطائرات تدكّ البيوت وأيلول لاذَ بشرفتنا مرتين وعاتبني مرتين وهادنتُهُ مرتين وأنتِ على الباب أصبحتِ أحلى وشَعرُكِ يحكي لأيلول كم مرّ منذُ أفقتِ ولم تبصريني وكيف الأميرات ما عدنَ زُرنَ سريرَكِ مذ جعلتنيَ ساحرةُ الحربِ وحشَ الغياب.. تقولين إنّا أذا ما التقينا وقبّلتِني سوف يضحك أيلولُ من حولنا وأعود جميلا..
أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...