إلا أنني أستطيع التبوّل أيضاً .. وأستطيعُ الكتابة ...
معاذ حسن
خاص ألف
2017-12-02
هكذا أقرأ العالم من حولي..
وهذه طريقتي أنا وحدي في التعبير عن حكمي للأشياء…… .. الصورة هي الانطباع الأول
في فن اللوحة..
رغم ذوقي البسيط في الرسم الإ أنني أكره ما يسمى بالمدرسة التكعيبية في فن بيكاسو ولا أفهمه… .. انعكاس لرجل بوهيمي متعدد الخيانات في زيجاته الثلاث.. بينما أرى لوحة عظيمة في حياة فان غوخ ..تعملق بعد وفاته حيث بيعت لوحة حذائه المهترئ بأربعة ملايين جنيه استرليني ولم يبع في حياته سوى لوحة واحدة في حين أنه بعد مماته كانت تدفع ملايين الدولارات لاقتناء ما تبقى من لوحاته التي كان يوقدها ليحصل على بعض الدفء في ظل فقره المدقع.
في العلم..
لا أدري إن كان أينشتاين أحمقَ أم شخصا غير أخلاقي رغم عقله ونتاجه.. الإ أن رسالته لروزفلت قبيل الحرب العالمية الثانية كانت البذرة التي أثمر عنها مشروع مانهاتن الأميركي الذي أدى إلى صنع أول قنبلة ذرية في العالم.... لكني أرفع القبعة ل ستيفن هوكينج ..هذا الرجل المعاق الذي لا يعمل في جسده سوى عقله ليس لأنه وضع موجز تاريخ الزمن وأعاد صياغة نشوء الكون ثم احتوى الشرخ العميق بين النظرية النسبية وفيزياء الكم .. بل لأن رجلا مثل هذا لم ينسى ان يشارك في مظاهرات ضد الغزو الأميركي للعراق ورفض حضور مؤتمر علمي في إسرائيل لاعتبار هذا الكيان غير أخلاقي.
بالنسبة للأنبياء ..
يذهلني يونس ( يونان) كيف عاند الله أربعين يوما في بطن الحوت وأن رجلا مثله أرغم قسرا ..إذ كان رافضا للوحي وحياة الأنبياء….
مستاء أنا من حكم المسيح على مصير تلاميذه… لقد غسل أقدامهم قبل سيرهم لأبشع المصائر .… مات بطرس على الصليب المعقوف ..وانتحر يهوذا ..وتابع مرقس كوابيسه منذ مقتبل العمر….. … أنظر إلى بوذا بحسد ولا أتوقف عند محمد لئلا يدخل غبار المعارك وخلافات الأتباع في عيني...
في الفلسفة…
يمثل هيجل لي دور الأب الروحي… رجل متمرد قفز إلى معركة المعرفة المطلقة… هو عراب الوحدة المطلقة بين الفكر والوجود… كان لأقواله تأثير الخمر في رأسي..
لم يتم تحقيق شيء عظيم في هذا العالم دون عاطفة.
التعليم هو فن جعل البشر أخلاقيين.
تاريخ العالم ليس إلا تقدم الوعي بالحرية.
الحقيقة في الفلسفة تعني تقاطع النظرية مع الواقع الخارجي.
أنحني لنظرية الوجود والزمان عند هايدجر وأكره انتمائه للحزب النازي الألماني.. أحزن على نهاية نيتشه وأرى في إعدام سقراط مجدا لرجل حكمة وأخلاق.
في الشعر ..
يعجبني رامبو ولا أحترم نظرته لنفسه ورغم قصائده الخالدة في فرنسا و عشرات الترجمات لشعره فقد انتهى به المطاف إلى تاجر في عدن بعد أن قال عبارته الشهيرة .. لم أعد شاعرا لأني لم أعد مجنونا.
يسرقني محمود درويش فالشعر الذي يخلو من الفكرة او الفلسفة والعمق الروحي هو مجرد هراء للمكبوتين.. ثم كيف لي أن لا أنحني لرجل كتب عن موته وكأنه يعلم كيف واين ومتى في قصيدته الجدارية.
وماذا عن القادة العظماء..
أجيد المقارنة جيدا بين جنكيز خان و الإسكندر المقدوني ..فالأول كان راعيا بدويا أميا بينما ولد الإسكندر ابن ملك وتتلمذ على يد الفيلسوف أرسطو.
كان الإسكندر رحيما مع من استسلم له ..ويترك ورائه ما يستحق الشكر كمكتبة الإسكندرية حين احتل مصر.. أعجب به نابليون وبكى يوليوس قيصر غيرة ..ثم استخدم جورج واشنطن تكتياته السياسية والعسكرية إبان مرحلة الثورة الأميركية.
بينما أباد جنكيز خان حضارة التانغوت في الصين ومسحها من الوجود في لحظة غضب لكنه في المحصلة خلق إمبراطورية من لا شيء.
على سبيل ميراث الأدب..
أصغي لدوستويفسكي ..تلك الشخصية المصابة بالصرع ... يعيش دائما في أقصى حالات اليأس وعلى حافة الهاوية إلا أنه محط اهتمام كبار العلماء والفلاسفة.
يضع هذا الكبير أعمالا مثل ( الجريمة والعقاب ) (الإنسان الصرصار )..ليرتقي إلى أعلى درجات الفهم العميق للنفس البشرية والتحليل الثاقب لمسرح الوجود..
في الوقت ذاته كنت أشم رائحة الهواجس على ثياب من قرأوا مائة عام من العزلة لغابريل غارسيا ماركيز ..هذا الرجل الذي وضع عنوان حياته في كتابه ( عشت لأروي ).… . ثم أتعثر باستفهام حول وصول روائي كبير مثل باولو كويللو لمنصب رسول السلام في الأمم المتحدة.
هكذا أقرأ العالم من حولي وهذه لغتي .. نظارتي الخاصة في زيارتي المؤقتة لهذا العالم.