رجل بعقده السادس، عليه كل علائم النضال، يقف بمنتصف الخشبة، يخاطب الجمهور بصوت ونبرة ثوريتين: من لم يخن ثورتنا بعد، الفصائل،الساسة أم الدول التي ادعت صداقة الشعب ونصرة الثورة . يتوقف ل"اس" طويل من ثم يرفع رأسه ويصرخ...أأفشي لكم أسرار المنظمات، الدول الداعمة...أأقول بالأرقام من قبض من السفارات، من سرق المعونات من ارتشى باسم الثورة وعمل بالتجارة .. يتفاعل مع الحالة ويتصاعد أداؤه الداخلي ليغلب على ملامحه وإيماءاته ويصرخ..لماذا باعوا الثورة..أهؤلاء بداؤلنا عن الأسد والديكتاتورية .. يأتي صوت من خلفه: ماهي مشكلتك بالتحديد ؟ دون أن يلتفت يجيب: مشكلتي وطن يعمه السلام والديمقراطية ويكون القانون فيه مظلة وسيف . لم تجبني على سؤالي، يكرر من يقف خلفه دون أن يظهره المخرج . سألتك عن مشكلتك، سأسهل عليك السؤال، كم تريد أجرا شهريا وهل لديك منزلا وسيارة وحساب مصرفي..هل أنت مستعد لتكون ضمن الوفد التفاوضي . تزول كل ملامح الثورية عن الشكل والخطاب والنبرة، يلتفت الثوري للخلف، يضيء المخرج كامل الخشبة، ليظهر رجل كيس الهيئة والحديث وبيده حقيبة . يقترب الثوري منه بخطى وئيدة مشفوعة بذل يأخذ المحفظة ويتمتم وهو يغادر الخشبة تاركا الرجل الكيس وامامه حقائب كثيرة وبأحجام مختلفة بمواجهة الجمهور : لابد من العقلانية والحفاظ على دم السوريين...ثمة واقع وواقعية والقفز عليهما ليست من الثورية بشيء . يخرج هاتفه المحمول ليزف خبر ما لشخص ما وعلائم الانتصار تكسوه . تطفئ الأضواء ويتعالى تصفيق الجمهور .
أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...