كان اثنا عشر صيفاً.. اثنا عشر شتاء والفراغ يدون على قارعة خارطة تاريخي كان اثنا عشر تقويما سنويا.. تبنى فيه قامات العدم على أبجدية حياتي أبي.. كم تركتني صغيرة جداً بألم أكبر من صفعات الريح المريضة! اليوم... ترسمني عواصف مشيئة الهواء قامة كلية خارج الحياة، بين بضع قصائد ستكتبني يوماً بين لوحات كرتونية ستزول شتاء على جدران الهواء الحياة الباهت بين بضعة نوتات تنقذني لثوان معدودة من زمهرير الصدى اثنا عشر تاريخ منتحر... وأنا مع تراتيلي العتيقة لموجودات الزلازل كنت فراغاً أدون الفراغ لسيقان جمجمة المستقبل.. أتساءل: أكان اثنا عشر ضرباً من مقاييس الموت أبي؟ لا أعلم أأحلامي كانت تستحق كل هذه المقاصل؟ كينونتي باتت منفضة جفون مشقوقة، وجسدي هذا بات مسحوق لا تلبسه سوى الفساتين السوداء المحتضرة أتخيل.. لو كنت جحر كلب قريتنا لو كنت شخير اسطبل البقر لو كنت سنبلة الهواء الفارغة لو كنت مول للحماقات كنت سأكون على قرابة بي الآن.. أثنا عشر نيسان، والتاريخ محفل مبجل بالفراغ.. أبي كم جائزة سينال صدأ رأسي هذا تكريماً لصلابته! كم صغير لا يزال مستمراً هذا الرأس! كم مؤلمة هذه المعادلات التي تمزق جهات الحياة! طوفانات لتعليق الأصابع في مشانق الساعة وقافلة الموت ماركات فساتين جديدة لجاذبية جسدي.. قافلة الدفعات المستمرة يا أبي.. أبي.. كيف وكلتني قضية حياتي بعدك؟ ألم تكن تعلم بأنني سأكون مشروع حكم مؤبد للحزن، وإن الموت سيعقد قرانه معي كل ليلة؟ انظر أبي... ها أنا اليوم أموت كقصيدة ورقية لا موعد لها مع الحبر ولماذا متّ قبل أن أولد.. أبي؟
أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...