مختارات من ديوان قال لها الصادر عن دار الرائي
2006-12-09
المقدمة
مذ كانت المرأة .. كان الرجل .. قطبان في أرض الحياة الواحدة. تعطي فيأخذ ، يعطي فتأخذ.. في دورة خلق واحدة ..قوامها الروح والجسد في حركة مندغمة للوصول إلى الكمال.
ويكتشف الموغل في الحياة، مبلغ رحابة الحب في السعي للوصول إلى ذاك الكمال إن كان عبر الانسجام بين الأنيما والأنيموس في كلا الإنسانين .. أو حتى في معالم الافتراق بينهما.
وإن كان الرجل خلق لما يخرج منه، فإن المرأة خلقت لما يدخل إليها.. (بالمعنى الكلّي وليس بالمعنى الحسّي) لهذا كان جواب المرأة دائماً .. رجل .. في حين أن أجوبة الرجل نساء دوماً.
ولا نستغرب هذا .. فلو عرفنا تلك المرأة، المرأة الأولى، منذ تجلّيها الأول، لأمكننا الولوج إلى عالم غير محدود في تجلياته، سواء في المستوى الميتافيزيقي أو في المستوى الدنيوي وما بينهما. حينها سوف ندرك أننا أمام قوس قزح من الأنوثة، مقابل ذكورة تتوه في إدراك سرّ الألوان تلك.
من هنا .. جاءت فكرة هذه الوقفات أو الومضات والتي لا تدّعي الشعر بقدر ما تعني محاولة منفلتة للقبض على الجمال، في تجلياته المحظورة والمحجوبة، في اكتناه معاني الحب ونقيضها.. في تلك الوادعة كمريم، الغاضبة كميديا.
في التي فتحت أسرار الكون للرجل .. ومنحته معنى اللقاء ولو على الجمر.
إذن ..
هي حكاية لمعنى الحياة .. ولضرورة أن نتعلم كيف نعطي وإن كنا لا نملك شيئاً.
ذات يوم أسطوري، صارت سميراميس، الملكة المشرقية ..حمامة ولم تصر تنيناً، في حين كان ثمة تنين يجوب البحار كي يحظى بفتاة من المدينة.
ثم أن أنكيدو، انتظرها .. كي تأتيه محمّلة بها .. بأصابع من معانٍ لم يكن يألفها.. حتى، كان.
هي إذن مقاربة لما تودّه الروح، في هذا المزيج غير المدرك من الجمال والغضب، الحزن والفرح، المبالاة والجدوى، ألـ / هي والآخر/ وكل هذا في حقيقة واحدة، أنها .. المعنى لما كان, وما سيكون، وما هو كائن.
ففي البدء كانت الكلمة... وهي أنثى.
لا ذاكرة للونكِ
سوى..
قوس قزح.
*
أوّلكِ
مثل آخرك
شوق مديد.
*
لن تطفئكِ شمعتكِ
ولو مرّ عليكِ
طوفان الوقت.
*
اليوم ..
أنتِ معناكِ ..
والزمن ..
قرصان عابر.
*
لو كانَ وجهُكِ..
لنزلَ مسيحكِ عن صليبي.
*
لن أقسمَ بأنّكِ..
وردةٌ من نار.
*
كأنكِ ألفُ جسدٍ
في روحٍ واحدة.
*
أنتِ ..
أربعةُ فصولٍ
في روحٍ واحدة
في جسدٍ واحدٍ
وفي لحظةٍ
هي أيضاً ..
واحدة.
*
تخلقين الحبَّ
ثمَّ..
تعيدين رسمه بألوانكِ
التي لن تجفَّ
قطّ.
*
هذا الصباحُ..
لم تأتِ قهوتي
كي تُعانِقَ هيلك.
*
ألقةٌ .. حتى
في حلمي.
*
في عينيكِ
ما كثر .. ودل.
*
أجملُ ما في دوائركِ
قطرها المجنون..
*
توحي أصابعكِ
بما يخفيهِ
جسدكِ ..
*
تتشبهين بالصيف
لا .. لتدفئيني..
بل لتزيديني احتراقاً.
*
أنتِ
غمرٌ من النساء!
*
أجمل ما في ضحكتك ..
وجهكِ.
*
تشبهين صمتي
الذي ..
ملَّ الضجيج..
*
إلى حدّ الصيف
تشبهكِ ..
شمس الشتاء.
*
لا منتهى ..
لكِ.
*
جميلةٌ..
مثل أسطورة ..
نائمة في غيمة ..
تمطر حباً.
*
مدّكِ
شبيه جزركِ..
نوءٌ دائم.
*
جسدكِ
وجه روحكِ الآخر.
*
كلما رآكِ البحرُ
هاج.
*
شهيقكِ روحٌ
زفيركِ جسدٌ.
*
غالباً ما تخطّ روحك
أسرارها ..
على جسدك.
*
أجمل ما في طيفك
أنه ..
لا يغيب.
*
أنتِ أول امرأةٍ
تجتاحني لتذكّرني باضطرابِ الكون.
*
جُنَّ الربيع
في الربيع..
فكنتِ.
*
أنتِ ..
جسد من مرمرٍ
نثر الحب ورودهُ
على جمالهِ.
*
كل جهات جسدكِ
بوصلتي.
*
من غروبكِ
أخذَ البنفسجُ
لونهُ.
*
أروعكِ ..
أنكِ..
سؤالٌ .. دائم.
*
أتملاكِ
من جنوبكِ إلى شمالكِ
من شرقكِ إلى غربكِ
فلا ألقاكِ..
سوى جهة حب.
*
تعالي ..
مثل الفراق ..
مرة واحدة.
*
عديني ..
ألا يكون لأفولك..
طعم القيامة.
*
أشمّكِ..
من على بعدِ.
ألفِ قلبْ.
*
مالكِ والزمن..
ها قبحهُ يتساقطُ
عند جمالِ قدميكِ.
*
يا صافيةْ ..
لا تغادريني قبلَ موتي
وقالَ..
لن أغادركِ..
حتى بعدَ موتكِ.
*
دعيني..
إنّي أُهيئُ لأصابعكِ
ما تيسّرَ من سورة الحبِّ.
*
اذهبي إلى أقصاكِ
كي تعودي إليَّ.
*
ما حكَّ قلبي
سواكِ.
*
كم تشبهينَ الصوتَ
الذي ..
لم يتركني وحيداً.
*
حتى مسافاتي إليكِ
نبضاتٌ معدودات.
*
تذهبينَ إلى البحرِ
حسنٌ..
لم تبتعدي عني إذنْ!
*
تنظرينَ إلى البحرِ
حسنٌ ..
صارَ بيننا بحرٌ وملح.
*
أطفئي شموعكِ
لن يأتيكِ ..
أحدٌ سواي !
*
خذيني إلى أطرافِ نهاركِ
وقالَ:
لا ليلَ لي.
*
ذاتَ يومٍ ..
ستقولينَ ..
أي مجنونٍ هذا الذي
دلّني ..
إليَّ ..
واختفى.
*
أجملكِ ..
أكثركِ.
*
أصفو ..
كي أراكِ.
*
أقتفيكِ..
لأولدَ فيكِ.
*
أنا أعدو حتى آخري
كي أحكي للإلهِ عنكِ.
*
ها أنا أعبرُ من فنجانٍ
إلى فنجان
كي أحتفي بكِ
مثلَ حبة هيلْ.
*
كم صبحاً يلزمكِ..
كي تعلني..
شمسكِ؟
*
كالبحرِ أسألكِ:
هل تصالحَ الموجُ فيكِ؟
وقال:
كالسماءِ أسألكِ:
هل اتسعَ مداكِ لأجنحتي؟
*
وقالَ:
أنتِ لديَّ.
*
يومٌ سيأتي..
وتأتينَ ..
تقولينَ:
ملّحني بماءِ بحركَ
كي أفهمَ سرَّ موجي.
*
خرجَ الصباحُ منكِ
فكنتِ.. شمسي.
*
لا .. لن تصيري
أثراً بعد قلبْ.
*
لا يُفرحُ قلبي..
قلبٌ ..سواكِ.
*
أجملكِ ..
حينَ يأتي صوتكِ
مباغتاً..
مثلَ قلبْ.
*
صوتكِ الذي يتناهى
إليَّ..
كوكبٌ بعيدٌ..
ومضيء.
*
ليسَ من بدٍّ
سواكِ.
*
لو يرْويني الماءُ
مثلكِ.
*
لا يأخذكِ إليَّ سواكِ..
وقال:
لا يأخذني إليكِ سواكِ.
*
أفرحُ حين أراكِ
مثل جوادٍ أبيضَ
يرقصُ في سهوبِ قلبي
الحمراء.
*
دوماً..
تأخذين نايي
وترقصينَ بهِ مثل مرّةٍ
واحدةٍ.. وأخيرة.
*
لو تغتسلين
عند نبعي ..
لتعمّديني.
08-أيار-2021
24-نيسان-2007 | |
17-كانون الثاني-2007 | |
09-كانون الأول-2006 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |