أمّي التي لم تقرأ ولم تَكتبْ أبدًا أفصحُ منّي تُسمّي يومَ الأربعاء - إرْبِحَاء - مرّةً قلتُ لها قُولي ـ أربعاء ـ فقالت ربحاء...إربحاء إنّه يومُ الرّبح رَحماكِ يا أمّي...
تَصمُتُ بُرهةً ثمّ تبتسِمُ وتقول ثمّةَ في العام المُقبل ـ إن شاء اللّه ـ الخيرُ والبَركة وسنَفرحُ مرّتين أو ثلاثًا رُبّما بكذا أو كذا ...وتَصْدُقُ نُبوءاتُ أمّي
*
في آخر سنة السّنةِ التي فيها أمّي رحلت رأيتُ وَجهَها مُكْفَهِرًّا كمَا لمْ أرهُ مِنْ قبل لم تَبتسمْ ولمْ تَتكلّم
*
اليومَ...اليومَ فقط بعدمَا مَرّتْ سنواتٌ وسنوات منَ العُمر تذكّرتُ أنّي رأيتُ آنذاك تَجْويفة في وَسَطِ لوحةِ الكَتِف قَرأتْها أمّي ـ ولا شكّ ـ تَجْويفةَ القَبر...
أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...