وحيدٌ في غُرفة ضيّقةٍ وحيدةٍ الغرفةُ على سطح عِمارةٍ عتيقهْ ولا حتّى نافذةٌ وحيدٌ لا شقيقٌ لا شقيقهْ لا صديقٌ لا صديقهْ وحيدٌ كلما شعُر بالضّيقِ رسم على الجدار زهرةً وردةً أو شجرةً ذاتَ نهارْ اِنهارتِ العمارةُ جدارًا جدارْ في أقلّ من دقيقهْ بعد عام وعام صار المكانُ حديقهْ…
ــــــــ الدّنيا ـــــــ
كانتِ السّماءُ بِشَمسِها وقَمَرها ليستْ أعلى مِنْ شَجرةِ تِينٍ أَوْ تفّاح أوْ داليةٍ نقطفُ منها حتّى النّجوم
*
العيونُ والسّواقي كانت رَقراقةً لالاً نَسقي منها في أكفّنا العصافير تُرفرفُ حولنَا ثمّ تَحُطّ قُربنا في سُرور وحُبور
*
كان النّاس جميعًا أطفالا يَعرف بعضُهم بعضًا حتّى إذا ما تَشاجرُوا تَشاجروا على كرة قَشّ أو دُميةِ خَشبٍ
* كان الناسُ أطفالا لا تَتجاوزُون السّابعةَ أو العاشرة ومَن يَشيخُ منهُم يُعمّر عامًا أكثرَ… أو عامين ثم يُرفرفُ مع الملائكةِ في جنّة السّماء
* سنةً بعد سنةٍ جاء زمنٌ طالتْ أعمارُ أولئك الأطفال حتّى طالتْ لِحاهُم وأظافرُهُم فما عادت الأرضُ أرضًا ولا الدّنيا دنيا
ـــــــ النظّارة ـــــــــــ
في داخلنا طفلٌ يبكي لا يرى دُموعَه أحدٌ * غُصَصٌ في صُدورنا تظلّ مَوْؤُودَةً في أعماقِنَا لا يسمعُها أحدٌ * في غَياهِب عُيوننا إذْ نُغمضُ جُفونَنا تَتَراءَى لنا رُؤًى لو كشفناها لن يُصدّقَها أحدٌ * مع ذلك نبتسم الدّمعةُ تتلألأ في عُيوننا نَصمُتُ الآهةُ في صُدورنا َونضعُ نظاراتٍ سوداء نمضِي فلا يعرفُنا أحدٌ
ـــــــــــ صفصافتان ـــــــــــــ
صفصافتان مُتقابلتان واقِفتان على جانِبيْ الطّريق إلى بعضهما تنظران الجذعُ إلى الجذع الأغصانُ إلى الأغصان الأوراقُ إلى الأوراق القادمُون يمُرّون بينهُما والرّائحون السيّاراتُ الشّاحناتُ الدرّاجات وأسرابُ الطّيور فتمتدُّ بين الشّجرتين الجُذور مِنْ تحتِ الرّصيفِ والإسفلت والتّرابِ والأحجارِ تتعانق فتتزيّن جنباتُ الطريق بالأزهارِ...
أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...