حَشْرَجَةٌ عَلى جِدَارِ المَنْفَى
محمود قحطان
خاص ألف
2018-10-13
في غُربةِ العيدِ ليْ أشباحُ من ذَهبوا
صبَّارُ وقتي هُنا في الصَّمتِ يَصَطخِبُ
صلبتُ جِلدي على منفىً يُضاجعُني
وَحدي أُفَتِّشُ عن ذاتي وأنتَحِبُ
تَجْتَرُّني مُقَلٌ، والدَّمعُ أسئلةٌ
كالماءِ مُندلقٌ، والآهُ تنسَكبُ
ما زالَ يَرعَشُ بي ضِلعٌ يرُجُّ دَمي
تعطَّلتْ رئتي، والقلبُ لا يَثِبُ
وباحتضارٍ بلا موتٍ ولا هَرَمٍ
أختالُ في الظِّلِّ والألوانُ تُغتَصَبُ
نَعِيقُ ذاكرتي عُريٌ أُقَادُ بِهِ
إنَّ المعاريجَ ميقاتٌ ستَغتَرِبُ
أينَ الرِّفاقُ صِحَابُ الدَّرسِ قد رحلوا
أينَ الّتي انْشَطَرتْ في الرُّوحِ تَنتصِبُ
أجَدْتُ إخفاءَ حِرمَاني بلا تُهَمٍ
وكلَّما عَبرتْ.. أسهو وأضطرِبُ
تضيقُ نفسي بنفسي شاربًا ألمي
فإنْ ثَمِلتُ فإنِّي والجَوى نَسَبُ
كُلِّي يتيمٌ وكلّ الوجدِ مُرتحلٌ
والتِّيهُ يهصُرُني، قدْ دَنْدَنَ التَّعبُ
لا عُشبَ في إصبَعي، والياسَمينُ رُؤىً
سُدىً أُحاولُ أنْ أنجو فأنقلِبُ!