أبَت ! ماذا أقولُ يا أبت وقدْ أعْياني السؤالُ ما الذي أغراكَ بالتّفاحِ من شجرِ الجنةِ يا أبت أعرفُ من أغراكَ ومن أغواكَ و أعلمُ من علّم أمي فنَ الإغواء ما سرّ اللهفة للممنوعِ يا أولَ خلقِ الله من البشرِ أتُراها المعصيةُ طارئة في دنياك أم أهداها إلى دمِك القاني من سوّاكَ ! ماذا دهاكَ ! وأنتَ يا ألله يا ألله ماذا دهاكَ لماذا لم تغفرْ لأبي تلكَ المعصيةِ الخرقاء وأبي لا يدرِي معنى الإثم ولا مَعنى البطش والأنْثى ياربّ سِحرٌ سوّته يداكَ وأنتَ تَدري بالمعصيةِ قبلَ وقوعِ الجُرم وتدري يا جبّارُ يا قهّارُ أنّ الحيّة ترسمُ لهما شرَكاً في الجنة فلماذا يا باعثَ كلّ الوُحيِ لم تبعثْ وحيًا لأبي كي تمنعَ تلكَ المأساة وأبي طفلٌ ويحبّ اللهوَ والّلعب مع الأشياء وأنتَ .. أنتَ يا أبتي لماذا آثرتَ الصمتَ ؟ لمَ لَمْ تتعلمَ منْ إبليسَ حاورُ خَالِقَه ولمْ يسجدْ كبراً وتوعّد كلّ الخلقِ بالإغْواء ماذا لو قلتَ لهُ : أنىّ لي أن أعرفَ عن أمر وأنتَ بالأمرِعليم لماذا آثرتَ الصمتَ؟ ماذا لو قلتَ لهُ : " أنا لا أعرفُ معنى الشّركَ " وأنتَ غفورٌ لكل ذنوبِ البشر إلا الشركَ فلماذا لم تغفرْ هذا الذنبَ " لماذا لم تسألْه : من أرسلَ تلكَ الحيّة الدّاهية لأمّي من يستطيعُ أنْ يحمل أحدًا من سكّانِ الجنة على الضّراءِ قلْ لي أبتي، بحقِّ المعصيةِ البلهاءِ أمامكَ أولّ أنثى في الكَون أوّل جسدٍ وأنتَ عَميٌ عنها أكانتْ فاكهةُ الجنة أشْهى إليكَ وألذّ لماذا لم تصْغِ لنداء النهدِ لماذا لم .. لماذا ..لم لماذا لم تسبحْ معَها في نَهرِ الخَمرِ ونهرِ العَسل ونَهر المَاء ماذا كنتَ لتخسرَ لو أنّك .. يا خاليَ السّرةِ أفرغتَ الماءَ الأنقى في جسدِ لم يرْدعه الله بأيّ حجابٍ وحمَلت أمي بالأولاد وجاؤوا بعد شهورٍ في الجنة وصرْنا من سكّان الفردوس أدري أنّك يا مسكين لم تسعدْ يومًا بحضنِ الأم ونهدِ الأمّ وحدبِ الأمّ ولا تَدري ما الأنثى حين تُضمّ وحين تَضَم أدْري أنكَ لم تعرفْ ضحكَ الطفلِ وألعابَ الطفلِ وحزنَ الطفلِ وخوفَ الطفلِ على صدرِالأم ماذا لو أصغيتَ لنداءِ الشبقِ النّافر من عينيها؟ ونسيمُ الجنّة يلعبُ في الأيكِ ورحتَ تسردُ للشجرِ وللعجماواتِ سرَّ الجسدِ البشري حدثني أبتي عن لحظة نورِالعقل حينَ انبلجَ وأنت في أكنافِ الجنة حُراً وكيف أيقظَ فيك التفاحُ وطعمُ التفاحِ الفكرَ النائم في رأسك لم أفهمْ بعدُ شعورَ الخجلِ البادي من عَورتِك وعورةِ أمي وما أدراكما بالعورةِ أصلاً وحاشا الله أن يخلقَ في الجنة عوراتٍ وهب أن ذاك الجزءَ من الجسد العاري عورةٌ فلماذا خفتَ والجَنّة خالية من عَينِ الأُنْس وعينِ الجَن وكلّ ما دبَّ في أروقة الجنة عراة أتراكَ سترتَ العورة عن عين الله أما كنتَ تَدري بأن عَين الله تَرى السرّ وما يخفى وأنا يارب، لم أدرِ بعدُ لماذا أغضبكَ العقلُ ؟ ألستَ أنت.. أنت ..أنت القائلُ للعقل " ما خلقتُ من الأشياءِ أقدسَ منكَ" أتراكَ خلقتَ أبي كيْ يبقى أعمى عن رؤية كل الأشياء ويمشي في سحرِ الألوان دونَ سؤال ؟ إن كان السترُ للعورةِ كفراً بوصاياكَ فلماذا خلقتَ العورةَ أصلًا ؟ لماذا خلقتَ أبي ذكرًا وخلقتَ له الأنثى ؟ أخلقتَ العورةَ للفرجةِ وأنت : يا شجرَ التوت ويا ورقَ التوت لماذا أطعتَهما لتغدو سترًا للْعَوراتِ ولماذ يا الله عفوتَ عن شجرِ التّوت عفواً أتراكَ أمرتَ كُل الأشجارِ أنْ تُخرجَ تلكَ الجنات ؟
يا المطرودَ من الجنّةِ يا من أورثتَ بُنيكَ خطيئتكَ بلا قَصد لا تزعلْ منّي ولا تعتبْ أمَازحُ فيكَ الساذجَ والحائرَ والمتعبَ شكرًا أمي أنكِ أغويتِ أبي شكرًا أبتي أنكَ أعْصيتَ وشكرًا للحيّةِ أن خبثتْ وشكرًا للمعصيةِ أن تمتْ. شكرًا رَبي أنكَ أهديتَ لأبي الأرض فالعيشُ على أرضِ تمْنَحُنا الدّهْشةَ والحبّ ، ومتعةَ عقلٍ في البحثِ خيرٌ من فردوسِ أسعى فيه بلا أملٍ أو مأربِ ولكنْ دعْني يا ربّ ألهو على هذهِ الأرضِ وألعبُ أوليس غريب يا رب على من خلقَ الأكوانَ مِثلكَ أن يغْضبَ
أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...