المؤلف: إبراهيم متري الرحباني |
المترجم: أسامة عجاج المهتار |
الناشر: دار أطلس- دمشق 2005 |
كأي ظاهرة من ظواهر الثقافة الإنسانية، تخضع الظاهرة الدينية لقوانين التبدل والتغير، نشوءاً وارتقاءاً أم تبدلاً في الأشكال والمضامين. فكل دين يتكون في سياق تاريخي معين، وفي بيئة ثقافية معينة تطبعه بطابعها. ولكن هذه الصيغة الأصلية ماتلبث طويلاً حتى تأخذ في التغير، وذلك تبعاً لإيقاع تطور الجماعة من جهة، وتبعاً لاحتكاكها بالجماعات المجاورة لها ومدى تأثرها بها من جهة أخرى. ونحن نستطيع متابعة هذه السمة الحركية للدين منذ تعبيراته الأكثر قدماً في العصور الحجرية القديمة وصولاً إلى أديان العالم الكبرى البائدة منها والسادة. ولا يشذ عن هذه القاعدة تلك الأديان التي تقوم على مفهوم الوحي، والتي وضع لها الأساس شخصيات روحية متميزة قالت بأنها تلقت وحياً من السماء.هذه السمة التطورية للأديان تدعونا إلى القول بأنه سواء قام الدين على وحي أصلي أم على كدح روحي إنساني، فإن الإنسان بالنتيجة هو صانع دينه، والتاريخ الروحي للإنسان ليس تبياناً من مقاصد الإرادة الإلهية في عالم البشر، بقدر ماهو تبيان عن سعي حثيث من قبل الإنسان لتلمس مقاصد الإرادة الإلهية والانسجام معها. وبتعبير آخر، فإن الدين ليس كشفاً من الخارج بقدر ماهو كشف من الداخل.
على أن قولنا بالأصل الإنساني للدين ليس دعوة إلى تقويض الدين، وإنما إلى فهمه بشكل أفضل. و هذا الفهم الأفضل هو الذي يبقي على الدين كقوة تحريرية كبرى في حياة البشر. الحس الديني عند الإنسان هو معطى قبلي، ولا يمكن إخضاعه لمختبرات العلم، وسيبقى عنصراً فاعلاً في حياة الأفراد والمجتمعات سواء آمنا بالوحي النازل من السماء أم بالروح الإنسانية التي تتوق إلى السماء. و في لحظات الكشف الصافية، عندما يتواصل الإلهي بالإنساني، من يستطيع إجابتنا عن من اقتحم على الآخر عزلته؟ أهو الله أم الإنسان؟
أسوق هذه المقدمة الموجزة لأقول بأني أتفق مع مؤلف كتاب "الترجمات الخمس ليسوع" في الأطروحتين الرئيسيتين اللتين يقوم عليهما كتابه، أولاهما السمة التطورية للعقيدة المسيحية، والثانية قوله بأن الدين هو نتاج فعاليات الإنسان الروحية و الفكرية، وليس كشفاً يأتي من عالم الغيب. ولكنني مع ذلك أختلف معه جذرياً في كل النتائج التي بناها على هاتين المقدمتين. ولسوف أبدأ بعرض سريع لأفكار المؤلف قبل أن أعمد إلى نقدها.
يقول المؤلف في فصله الأخير المعنون "يسوع والعقل المعاصر" مايلي: "كثيراً ما سُئلت خلال سني خدمتي الطويلة، كما سُئل غيري من رجال الدين المتحررين: "ما الذي تركه لنا النقد العالي من الإنجيل سوى الغلاف؟" والحقيقة أنه تركه كله من الغلاف إلى الغلاف. لم يأخذ النقد من الإنجيل أي كتاب أو فصل أو آية أو كلمة. إن هذا العلم يهدف إلى إعلامنا كيف وصل الإنجيل إلينا، ومساعدتنا على فهمه بشكل أفضل وتقديره بشكل أكثر. ما دمره النقد العالي هو نظرية قديمة وخاطئة عن الإنجيل... لقد ورثنا، ولم نقرر لأنفسنا، الاعتقاد بأن الإنجيل هو كلمة الله. من أين أخذنا هذا الاعتقاد؟ ليس من الإنجيل نفسه بل من الكنيسة".
ويقول أيضاً: "ليس الهدف من النقد إذاً تدمير الإنجيل بل كشفه من جديد لأذهاننا. وإن إحدى أهم نتائجه هو الاكتشاف أن الإنجيل كغيره من الكتب المقدسة، سجل حي لمحاولة الإنسان أن يجد ما يعتقد أنه الحقيقة المقدسة والأبدية، ويتحد بها، وليس هدية معلبة منزلة من فوق".
ويقول أيضاً: "استناداً إلى كل ما سبق، ليس ثمة حقيقة أنصع من كون الإنجيل كتاباً إنسانياً. إنه كلمة الإنسان عن الله".
ويقول أيضاً: "لقد نجمت مشاكل يسوع عن كونه نبياً وقع بين أيدي كهنة. مفكر خلاق، ومصلح، ظهر في وسط الكتبة واللاهوتيين".
ويقول: "إننا ملتزمون بقبول النتائج التي يكشف عنها العلم الحديث عن إنسانية يسوع الأساسية. من هنا، فإن يسوع بالنسبة إلينا كان إنساناً ارتقت فيه العبقرية الروحية للإنسانية إلى أسمى مراتبها".
انطلاقاً من هذا الاعتقاد بإنسانية يسوع، يعمد المؤلف في القسم الأول من كتابه إلى رسم صورة حيوية لمراحل تطور العقيدة المسيحية، من يسوع الناصري النبي والمعلم الأخلاقي الذي ظهر في الجليل، إلى الإله الابن الذي أُعلن في مجمع نيقيا عام 325م بإرادة إمبراطور روماني.
فتحت الصورة اللاهوتية الشديدة التركيب التي رسمتها المجامع المسكونية، يرى المؤلف الصورة الأصلية ليسوع النبي الناصري، الذي لم يزعم في أي من مواعظه العامة ولا في حياته كلها أنه المسيح، وأنذر تلامذته أكثر من مرة قائلاً: لاتقولوا البتة أنني هو. كما أن يسوع لم يكن على بينة من أن له طبيعة أو أصلاً خارقين. لقد ظهر كنبي كما ظهر يوحنا المعمدان قبله، وشعر أنه ابن لله مثل سائر الناس الذين دعاهم للتشبه بأبيهم الذي في السماوات. لم يزعم يسوع أنه ولد بصورة خارقة ولا أنه ابن الله الوحيد. لقد عرف نفسه كنبي حامل رسالة إلى شعبه، ولكنه لم يدع أية خاصية له. عمل معلماً وشافياً بين أبناء شعبه مثل الذين سبقوه أو عاصروه. وقف يسوع إلى جانب المنبوذين والفقراء وجميع الذين كان الفريسيون ينعتونهم بالملاعين، ودعا الصيادين والفلاحين الجاهلين بنور العالم وملح الأرض، هؤلاء الذين احتقرهم الفريسيون لأنهم لايعرفون الشريعة. لم يتكلم يسوع قط عن الإنسان كوارث لخطيئة آدم ولعنة الخطيئة الأصلية. وفي جميع تعاليمه لايعطي أية إشارة إلى مجموعة العقائد التي شيدتها الكنيسة باسمه في العصور اللاحقة. والخلاص الذي دعا إليه لايتم عبر السيد الفادي المخلص، ولكن عبر تحقيق هدف الإنسان من الحياة، ألا وهو تحقيق الإرادة الإلهية.
كان ذهاب يسوع إلى أورشليم مغامرة غير محمودة العواقب. والمؤلف في وصفه لهذه المرحلة التي انتهب بصلبه، يقول بأن الزعم القائل بأن يسوع قد توجه إلى أورشليم ليموت على الصليب فداءً عن البشر، هو زعم خاطيء. فعشية القبض عليه في جبل الزيتون قال لتلامذته: "نفسي حزينة حتى الموت، امكثوا ههنا واسهروا معي" ثم انفصل عنهم مسافة رمية حجر وجثا على ركبتيه وصلى ثلاث مرات لكي تَعبُر عنه هذه الساعة قائلاً: "يا أبا الآب كل شيء مستطاع لك فأجز عني هذه الكأس"، وصار عرقه كقطرات دم نازلة على الأرض. ولكن صلاته لم تستجب وجاء يهوذا مع الجند وسلمه إلى إعدائه. وقبل أن يسلم الروح على الصليب صرخ: "إلهي، إلهي، لماذا تركتني"، الأمر الذي يدل في راي المؤلف على أنه لم يطلب الموت على الصليب، ولم يكن كلي المعرفة أو القدرة.
في نهاية هذا الفصل الأول الذي يرسم فيه المؤلف صورة يسوع التاريخي كما يراها يقول لنا: "هناك انتهى عمل النبي الناصري... وما سنشهده في الأقسام التالية من هذا الكتاب إنه بعد موته سعت عقول غير عقله لإعطائه موقعاً معيناً في التاريخ. فلقد توجه أتباعه اللاحقين؛ وجلهم من اليهود الهيلينيين، إلى الأمم وأخذوا أساسيات عقائدهم اللاهوتية من تلك المصادر الوثنية، وجعلوا من الناصري البسيط إلهاً خارقاً. لقد صبوا فكرهم في عقل يسوع، وألقى لاهوتهم القائم على الأسطورة بظلاله على أقوال يسوع التاريخية، وأخفى طبيعته الإنسانية الأساسية.
في الفصول التالية يستعرض المؤلف الصور التالية المتراكبة ليسوع والتي ابتكرتها عقول من يسميهم الهيلينيين، ويرفضها جميعاً باعتبارها صوراً منحرفة عن الصورة التاريخية الأصلية؛ وهذه الصور هي: صورة يسوع بيت لحم الذي ارتقى إلى مرتبة المسيح، وصورة يسوع أنطاكية الذي صار الكلمة، وصورة يسوع مجمع نيقيا الذي صار إلهاً من خلال التصويت في المجمع وتدخل الإمبراطور قسطنطين المتحول حديثاً إلى المسيحية.
هذه خلاصة سريعة عن الأفكار الرئيسية في الكتاب الذي يحتوي على الكثير مما يمكن مناقشته والرد عليه. ولكن نقدي سوى يقتصر على مسألتين أساسيتين الأولى تتعلق بالصورة التي دعاها وحدها بالتاريخية والصادقة وهي صورة النبي الناصري، والثانية تتعلق بالتناقض الواضح بين مقدمات المؤلف ونتائجه التي بناها على هذه المقدمات.
فيما يتعلق بصورة يسوع التاريخي، يقول المؤلف بأنه استند في رسمها إلى الأناجيل الثلاثة المتشابهة وهي إنجيل متى ومرقص ولوقا، وفي استبعاد كامل لإنجيل يوحنا الذي يعتبره إنجيلاً لاهوتياً بامتياز، وسجلاً لأقوال مختلقة لم يقلها يسوع وإنما هي إنشاء من قبل مؤلف الإنجيل. كما ويستبعد أيضاً كل رسائل بولص لأن تفاسيره قد تأثرت بالعقائد اليونانية والرومانية، وكذلك الأمر في بقية أسفار العهد الجديد.
هذا الموقف التعسفي الانتقائي الذي ينطلق من قبول بعض الأناجيل ورفض غيرها، يترسخ تدريجياً عندما نكتشف أن المؤلف كان انتقائياً أيضاً في اعتماده على الأناجيل المتشابهة الأولى، ولم يأخذ منها إلا ما وافق عقيدته وآراءه المسبقة. ولسوف أتوقف عند نقطتين فقط تظهران مدى انتقائية المؤلف، الأولى قوله بأن يسوع لم يُلمّح إلى أنه سيذهب إلى أورشليم ليموت فداءً عن البشرية، ولم يكن عارفاً بما ينتظره هناك، والثانية قوله بأن يسوع لم يزعم عبر حياته التبشيرية أنه المسيح، وأنه حذر تلامذته من أن يشيعوا ذلك بين الناس.
وللرد على النقطة الأولى أورد هذه المقاطع من الأناجيل الثلاثة. فقد ورد في إنجيل مرقص الأصحاح 10 مايلي: "وكانوا في الطريق صاعدين إلى أورشليم ويتقدمهم يسوع. فأخذ الإثني عشر وابتدأ يقول لهم عما سيحدث له: "ها نحن صاعدون إلى أورشليم، وابن الإنسان يُسلَّم إلى رؤساء الكهنة والكتبة فيحكمون عليه بالموت، وفي اليوم الثالث يقوم". و ورد في إنجيل لوقا الأصحاح 9: "فقال لهم أنه ينبغي أن ابن الإنسان يتألم كثيراً ويُرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة، ويُقتل، وفي اليوم الثالث يقوم". و ورد في إنجيل متَّى الأصحاح 16: "من ذلك الوقت ابتدأ يسوع يقول لتلاميذه أنه ينبغي أن يذهب إلى أورشليم ويتألم كثيراً من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة، ويقتل، وفي اليوم الثالث يقوم". هذا ما ورد في الأناجيل الثلاثة حول معرفة يسوع المسبقة بمصيره وقبوله له بل وسعيه إليه، فما هي المصادر التي اعتمدها المؤلف إن لم تكن عقيدته وآراءه المسبقة التي اكتسبها من المذهب اليونيتاري الذي تحول إليه في أميركا بعد هجره المذهب الأرثوذوكسي؟
أما عن قول المؤلف بأن يسوع لم يزعم عبر حياته أنه المسيح، فقول لا تؤيده الشواهد من الأناجيل الثلاثة التي يدعي الاعتماد عليها وحدها. صحيح أن يسوع قد أمر تلامذته ألا يقولوا لأحد أنه المسيح، والسبب في ذلك على الأرجح رغبته في عدم الارتباط بمفهوم المسيح السياسي الذي كان اليهود ينتظرونه، ولكنه قبل هذا اللقب من قبل تلامذته عن طيب خطر وأثنى على بطرس الذي كان أول من أطلق هذا اللقب عليه. نقرأ في إنجيل متَّى 16: "قال لهم وأنتم من تقولون إني أنا؟ فأجاب سمعان بطرس وقال: أنت هو المسيح ابن الله الحي. فأجاب يسوع وقال له: طوبى لك يا سمعان. إن لحماً ودماً لم يعلن لك لكن أبي الذي في السماوات... حينئذٍ أوصى تلاميذه ألا يقولوا لأحد أنه يسوع المسيح". وفي مشهد المحاكمة كما قدمه إنجيل مرقص، وهو أكثر الأناجيل بساطةً وبعداً على التأملات اللاهوتية، أعلن يسوع بكل صراحة و وضوح أنه المسيح. نقرأ في الأصحاح 14: "فسأله رئيس الكهنة: أ أنت المسيح ابن المبارك؟ فقال يسوع: أنا هو. وسوف تبصرون ابن الإنسان جالساً عن يمين القوة وآتياً في سحاب السماء".
أنتقل الآن إلى المسألة الثانية التي يدور حولها نقدي لأفكار المؤلف، والتي تتعلق كما أسلفت بالتناقض الواضح بين مقدمات المؤلف ونتائجه. فإذا كان الإنجيل سجلاً حقيقياً لتطلعات الإنسان، وبحثاً عن الحقيقة الدينية، وليس هدية معلبة منزلة من فوق (على ما يقوله المؤلف في الصفحة 129 والصفحة 134)، وإذا كان الإنجيل كتاباً إنسانياً، وكان كلمة الإنسان عن الله (كما يقول في الصفحة 134)، فلماذا يتوجب علينا أن نقبل بالصورة الانتقائية ليسوع الناصري كما رسمها المؤلف، ونرفض معه بقية الصور التي هي من صنع الإنسان أيضاً؟ ولماذا يتوجب علينا أن نتجاوز كل تأملات الإنسان اللاهوتية التي رسمت صورة يسوع المسيح ويسوع الكلمة و يسوع الأقنوم الثاني في الثالوث؟ ألا تشكل هذه التأملات اللاهوتية بدورها سجلاً لتطلعات الإنسان وبحثاً عن الحقيقة الدينية؟ لماذا لم تتوقف تطلعات المسيحيين وبحثهم عن الحقيقة عند صورة يسوع الناصري المعلم الأخلاقي، بل تجاوزتها إلى يسوع المسيح المخلص؟ أليس لأن صورة المسيح المخلص الذي مات على الصليب طواعيةً فداءً للبشرية هي الصورة الأقرب للنفس الإنسانية في بحثها عن الخلاص؟ لقد اعترف المؤلف بهذه الحقيقة بشكل غير مباشر عندما قال في الصفحة 116:
"إن الطبقات الفقيرة في الإمبراطورية الرومانية لم تكن تكترث لرسالة اجتماعية وإنما كانت تطلب خلاصاً شخصياً عبر سيد مخلَّص، في عصر غير آمن روحياً. وهذا ما قاد الإنسان الاعتيادي إلى اعتبار المسيح المعبود صديقه ومساعده الإلهي. لم يعد الله كائناً بعيداً، بل ها هو يرافق الناس في طريق حياتهم الصعبة في شخص ابنه الذي كان بشكل غامض هو الآب نفسه أيضاً. لقد تعذب يسوع ولكنه انتصر أخيراً. لهذا كان الصليب، رمز عذاب المسيح ومحبته، يمنح المجاهد روحياً دعماً إلهياً ويحفظه ويهون عليه في ساعات المرض والألم، ومعزياً كلي القدرة في ساعة الموت".
كلمات المؤلف هذه تقودنا إلى القول بأن المسيحيين قد صنعوا مسيحهم عبر القرون الثلاثة أو الأربعة التي تلت حياة يسوع، ولم يتلقوه هدية معلبة من الأعلى. فلماذا يتوجب علينا أن نرفض هذا المسيح اليوم لصالح هدية معلبة فعلية يقدمها لنا المؤلف هي صورة يسوع الناصري المعلم الأخلاقي البسط، والتي يضفي عليها وحدها صفة الواقعية والتاريخية، بينما لا تعدو أن تكون صورة انتقائية تم رسمها بشكل تعسفي اعتماداً على قراءة متحيزة للأناجيل الثلاثة، صورة لا تصلح لأن يبنى عليها أي دين حقيقي. وفي الحقيقة فإن الإبقاء على هذه الصورة وحدها وشطب كل تأملات المسيحيين اللاهوتية اللاحقة، من شأنه خلق مسيحية بلا مسيح، ويجعل من يسوع مجرد نبي يهودي حاول إصلاح اليهودية من داخلها. وهذا بالضبط ما سعى إليه الفكر اليهودي على الدوام ممتطياً ظهر طوائف مسيحية جديدة، بينها طائفة اليونيتاريين التي ينتمي إليها المؤلف، وهي طوائف نشأت في تربة البروتستانتية الأميريكية، وتسعى جاهدةً للإستيلاء على روحها، لأن في ذلك استيلاء على الروح الأميريكية، والاستيلاء على الروح الأميريكية هو عنصر هام من عناصر التحكم في عالم اليوم.