"فراس ليكس" يكشف جرائم آل الأسد
عدنان عبد الرزاق
2019-10-12
يعرف بنفسه: دمشق مني وأنا من دمشق، ولأجل حرية أهلها، سأبقى أبد الدهر أسعى للإنسان، حتى لو فنيت على طريقه.
منذ البداية "مع بيت الأسد..مش حتقدر تغمض عنيك" فالمفاجآت حول أسرة تستأثر بالسلطة منذ خمسين عاماً، جنت عبرها المال والنفوذ وارتكبت من الجرائم، ما يمكنها من تزويد منظومة إعلامية كاملة، بأخبار مشوقة يومياً، وليس صفحات فيسبوك، أو بعض التسريبات لأخبار، يصح فيها على الدوام، يجوز الوجهان.
فما إن انتهت حملة "انتصار" أسماء الأسد، زوجة رئيس النظام السوري، على مرض السرطان، كما انتصر "شريك حياتها" على المؤامرة الكونية والإرهاب، بحسب ما صرحت خلال لقاء تلفزيوني، وإلهاء السوريين بوجع "السيدة الأولى" عن القتل والتجويع.
حتى طغت قصة، على الأرجح أكثر أهمية وتشويقاً، حكاية يمكن أن تفتح "طاقة جهنم" على بشار الأسد وعمه رفعت، سلسلة من الفضائح، يبدو أننا لم نزل بفصولها المفتاحية.
والقصة الجديدة بطلها فراس رفعت الأسد ابن عم بشار، المنقلب على "تقاليد الأسرة" بالقتل والسرقات والاعتقال، بل والمتبرع لكشف أسرار جرائم وسرقات عاث بها آل الأسد، على الأقل، منذ مجازر حماة 1982 وإعلان "الدولة المتوحشة" بعد قتل نيف و40 ألف سوري، عبر جريمة لم تزل معلقة حتى الآن، وإن استطاع الأسد الوارث، دفع ديتها عبر صفقات دولية، ومحاولات تبريرها بـ"مكافحة الإرهاب".
قبل أن نأتي سريعاً على أهم ما "أفشاه" فراس الأسد، ربما المنطق السياسي والبراغماتية تقولان، إن كسب أي "فاعل" من الطرف الآخر، هو قوة ومكسب، وإن تضيفان-المنطق السياسي والبراغماتية- الحذر من هذا الفاعل، لجهة عدم تصديق كل ما يقول وعدم الطمأنة له بالمطلق أو على الدوام. خاصة، إن كان كما حالة فراس الأسد، والتي أول ما تشوبها، الإجابة على سؤال، لماذا الآن؟
بيد أنه، وعوداً على بدء، لا ضير بالأمر وقدم للسيد الأسد مبرراته، خاصة أنه منقطع عن أبيه منذ عقدين من الزمن، بل ولم يناده بـ"بابا" خلالها، وربما لظرف أمه "المحتجزة" لدى عصابة بشار الأسد سبب... وربما غير ذلك الكثير.
لنأتي على بعض ما أفشاه ابن رفعت الأسد، سواء بحق أخيه الأكبر "دريد" أو حتى جرائم وسرقات أبيه وحتى بفظائع نظام الأسد برمته، وصولاً للذي اقترفه الوريث بشار.
بالأمس، كشف فراس أن نسب آل الأسد الحقيقي هو "الوحش" وأن هذه القصة ليست من حكايات المعارضة، بل وثّق فراس عبر نشر بطاقة جده الشخصية "هوية" تؤكد أن نسبهم الوحش وحافظ الوحش هو من بدّل النسب إلى الأسد.
الأهم من تعريف السوريين بالوحوش التي تحكمهم، كشف فراس قبل ذاك، أسرار خلاف حافظ الأسد وأخيه رفعت على السلطة، خلال مرض حافظ الأسد، قبل أن تتم التسوية عام 1984 بناء على توصية ورجاء الأم ناعسة وطرد رفعت إلى موسكو
والأهم من تعريف السوريين بـ"الوحوش " التي تحكمهم، كشف فراس قبل ذاك، أسرار خلاف حافظ الأسد وأخيه رفعت على السلطة، خلال مرض حافظ الأسد، قبل أن تتم التسوية عام 1984 بناء على توصية ورجاء الأم "ناعسة" وطرد رفعت إلى موسكو عبر خديعة اعتقال مشهورة يعرف تفاصيلها جلّ السوريين.
يأتي فراس خلال تلك الحقبة، ربما على أسرار قلة من السوريين يعرفوها، وهي طلب أخيه دريد المتطلع لوراثة السلطة بعد انقلاب أبيه على عمه، طلبه قتل باسل ابن حافظ الأسد الأكبر الذي مات على طريق مطار دمشق الدولي عام 1994 وسميّ بعدها "شهيد الأمة والوطن".
بل وكيف ألح دريد على أبيه، لقتل عمه حافظ الأسد، ليتاح المجال لحكم رفعت ومن ثم توريثه هو، ويسرد فراس بعض أسباب حقد دريد على باسل وكيفية إبعاده عن الضوء وميدان الفروسية.
ولم ينج الأب رفعت من الفضائح، خاصة عبر السرقات وإخفاء المسروقات وتستر فرنسا والسكوت عليه، سارداً أهم الأسباب الكامنة وراء إمهال المجرم رفعت، وليس إهماله.
بل وطاول "فراس ليكس" جرائم بشار الأسد وقتله لمئة ألف علوي ونحو مليون سوري وتهجير الملايين وتجويع وكبت السوريين.
وبطريقة المحاججة، يخاطب فراس الأسد ابن عمه بشار، بعد تفنيد آثار حكم بشار "على الطائفية العلوية والقهر وتسليم البلاد للإيرانيين، وإرث الفساد والتهريب والتشليح والسرقات والسلبطة والتجاوزات التي لا تعد ولا تحصى، وبسجونٍ تشهد على وحشية لم يسجل التاريخ مثلها إلا نادراً، وعندما جاءت الفرصة ليقول لكم الشعب كفى أحرقتم الوطن بمن فيه، وشرعتم بقتله".
وما يشبه الخلاصة، يقول فراس الأسد مخاطباً النظام السوري" ضليتوا، رحتوا، قمتوا، قعدتوا، رقصتوا، دبكتوا، شو ما صار يصير لم يعد هناك في سورية من يقبل بالعودة إلى الوراء، أي مواطن حقير وبائس وصعلوك هذا الذي سوف يقبل بأن تحكموه بعدما أوصلتم البلاد والعباد إلى الحضيض".
خلاصة القول: على الأرجح، سيكشف فراس الأسد ما هو أهم ويفيد أي ساع للحقيقة والتحقيق بالجرائم التي ارتكبتها الأسرة الحاكمة بسورية، طبعاً، إن لم يحدث طارئ، من قبيل قتل الرجل، فتاريخ سورية مشهور بانتحار كل حامل سر، بخمس طلقات على الأقل.
وإلى ذلك الحين، سواء تم الكشف أو توقفت فضائح آل الأسد، يبقى ما يقوله فراس الأسد مهماً، بل ويمكن النظر لهذا الرجل أنه ضمن كوادر الثورة والثوار، لأنه معاد للقتل ومؤيد لحقوق السوريين، على الأقل منذ الثورة عام 2011 وقت رفض تبرير صنائع الوريث بشار ونظامه، بل ويعادي قبل ذاك، على طريقته من منفاه الأوروبي "المجهول" أباه ويفضح بالتتابع ما اقترفه وجه آل الأسد الدموي "رفعت" قبل ظهور من هو أكثر دموية وإجراما...السيد الرئيس المناضل بشار الأسد!