سألتُني:
وصاياك؟
أنا لا وصايا لي
هذا سؤالٌ أكبرُ ممّا أحتمل.
أنا أحلُمُ. وأكتفي.
عدتُ وسألتُني:
أمانيك؟
أنا يا سيّدي
لا أعرفُ التَّمنّي.
أنا أحلمُ. وأكتفي
وشتّانَ ما بين الحلمِ
وبينَ اقتحامِ الرّجاء..
عدتُ وسألتني:
نواياك؟
لا أعرف.
أحسُّ بأحوالٍ تدفعُني.
أتجاهلُها،
وأُراوِحُ حيثُما تركتُني.. لأنني
لأنني بلا ساقين
وكلُّ الدّروبِ طويلة.
أدرُكُ هذا وأكتفي
أحلمُ وأكتفي.
ثمّ
ثمّ إني بسيطُ
أنا يا سيدي
مثلَ فنجانٍ على حافّةِ نافذة
نافذةٍ تطلُّ على الهاوية
فنجانِ قهوةٍ ينتظرُ عاشقَهُ
المنشغلَ بمكالمةٍ سخيفة.
يبرد. ولا يعترض...
أحلمُ، وأحلامي بسيطة
بلا مسافاتٍ. قد تتعدّى الوقت.
أحلمُ بالطبيعةِ عاشقاً
أحلمُ ببهجةٍ قصيرة
بلحظةٍ دائريّة
بوشمٍ يتركُهُ كأسُ نبيذٍ على جبيني
أو في نفسي الكسيرة.
أنا يا سيّدي لا امتدادَ لي
نسيتُ الجهاتِ
والجغرافيا.
أنا يا سيدي أعيشُ في دائرةٍ مُسالِمة،
وهذه
هذه أطلقَ العالمُ عليها الرّصاص
وأرداها قتيلة.
نعم يا سيدي. كما ترى..
أحلمُ. وأكتفي بالحصيرة.
هي كلً ما بقي لي من جغرافيا
لأيامي الأخيرة....