بلا مشيئتِك
أنا،
أنا لم أتعدّاني
لم أتعدّاني كومةً من مشاعرَ
تعصرُها ألوانُ الأرض.
أنا لم أتعدَّاني مُثخناً بالغبنِ والجروح
يسوقُ كلَّ ما فيهِ إلى البرِّيّةِ كلَّ ليلةٍ
محمولاً على الموسيقى.
يطوفُ بين أزهارِها حالماً
يُعاقرُ النبيذَ
صديقَهُ الوفيَّ في مسعاهِ اللحوحِ للانتصارِ على الوقتِ والتصحُّر.
عالمُنا يا صديقي لهُ طعمُ القيءِ وأنابيبِ المخابرِ والدِّفلى
رائحتُهُ نتنة
مظهرُهُ. ليسَ يهم
حشوُهُ دمّ
تكوينُه عار....
&& &&
ورقةُ الشجر
ورقةُ الشجر
التي تسقطُ في الخريف
لا تُشبهُني..
أنا أكثر.
هي تسقطُ مرّة.
أنا منذُ وعيتُني، لمَّا أزلْ.
هي صفراء
وأنا، بكلِّ الألوانِ:
لا لونَ ولا سِمة..كأنّها مشوّهةٌ هُويَّتي.
نخرتها الأنواءُ والزمهريرُ والبَخْر
عَرَكتْها الغابةُ والرّمل.
أنا ألمي
ألمي مُعمِّرً لم يَعتِقْهُ عَصر.
هكذا دمي، وهو من تراب.
لستُ غريباً
وليس يتغرَّبنُي
من طينهِ سُحنتي. لحمي. ودمي.
ورقةُ الشجر
لا تُشبهُني.
طينُ أهلي صاغَني.
طينُ أهلي يُشبهُني....