قبلَ الجنّازِ.. بعدَ الجنّاز
قال لي ذاتَ مرّة، بعد جُنّازِه، وجنّازي وحالما بدأت مقدّمة (الأطلال):
ها خرجتِ الجنازة.. اسمعْ.
كان عاشقاً ومن أصحابِ الملوَّح. وكان على عِلمٍ بأنّ الملوَّحَ يقربُني بالصِّبْغة.
غرقنا هنيهةً معاً فرأيتُ جنّازي يمرُّ مودِّعاً ذاهباً إلى الحياةِ تاركاً روحي إلى الموتِ يحتفي بها.
كنّا نتمدّد صدريْنا فوقَ الرّمل..
نتقابلُ قتيلينِ ولا ندري ما غدُنا.
كنّا ندري أننا سنبقى حبيسين، أو عبدينِ لكلّ الذي كانَ قبل المواتِ وهذه المِزَق...
مرَّ وقتٌ بعد الموات.
لم يفقدْ وداعتَه وحُسنَ مخياله ولا روحَهُ الشاعرةَ، لكنه فقدَ عقلهُ.
نعم.
وبعدَ وقتٍ هلاميٍّ مُخادعٍ قتِلَ بقذيفةٍ. وبقيت...
ليلُكَ الفائتُ ليليَ اليوم
جُنّازُكَ الفائت
جنّازيَ اليَمتدُّ إلى اليوم.
عشقُكَ القتيلُ
عشقيَ الذي لمّا يزلْ يُقتَلُ كلّ يوم.
روحُكَ المائتُ
لمّا تَزلْ في روحي
التي يمتدُّ مَواتُها مُذّاكَ
وحتى اليوم...
ماذا أقولُ لك يا صلاح
يا شقيقَ النّفس!
ماذا أقولُ لك وقدِ افترقنا
افترقنا مثيلَينِ فوقَ دنيانا
وكانت قبلُ، واحدة..
ماذا أقولُ لك..
كنّا واحداً
ثمّ لن،
لن يلتقي بعضُنا بعضاً يا صديقي.
ارتحتَ يومَ فقدتَ ميازينَك،
وغرقتُ
غرقتُ لأنني تجمّعتْ ميازيني
سُلالاتٍ من الموتِ والوجع.
افترقَ الجنّازانِ يا صلاح..
صلاح،
لن نلتقي يا صديقي....
ــــــــــــ فوزي غزلان 29/3/2020