في الظلامِ أسيرْ ،
عمري فراغ .
والحزنُ يسربلُ الروحْ
والناس يضحكونْ.
أشداقُهم مفتوحةٌ،
صهصهاتُهم تخلخلُ الهواءْ.

هم
يبلسمونَ أحزانَهم بالضحكِ
ونسيانِ الحياة ,
وأنا أحدّقُ فيهم بذهولْ
و أبلسمُ حزني
بمزيدٍ من الحزن
وألقِ العزلةْ .

**********

في الظلامِ أسيرْ
والشمسُ ساطعةٌ
والناسُ عميٌ لا يرونْ
يحدقونَ في الظلام
ويباركون :
كم رائعٌ أنتَ يا سيدي النهارْ .

********
مكاني : فراغٌ
جسدي: لحظةٌ
روحي: زمنْ

***********


في الظلامِ نسيرْ
لنا ظلامُ الحق
ولهم ضوءُ الباطلْ

لهم مجنزرات الحديد
ولنا حبٌّ تدوسُه المجنزراتْ

لهم وردةُ السلطة
ولنا صدأُ السلطة

لهم مقاعدُ البرلمان
ولنا مقاعدُ الباطون

لهم الغرفُ المكيّفةْ
ولنا جنون الهواءْ

لهم كلّ ما لنا
ولنا ما ليس لهمْ :
قلقُ الأسئلة ,زهرةُ الشك ,
شوكُ اليقين ,متعةُ التمزق ,
"ثروةُ الفقر " وألقُ التشظي
ريعُ الخسارات, ورداءةُ الحكمة .


هم يدوسون أثداءَ الأرضِ بفيلاتِهم
ونرجسيةِ أنفاسِهم ,و نتاءةِ عظمتهم
ونحن نبلسمُ الأثداء
بخوفنا وأكواخِ هشاشتِنا
وخشونةِ ملامحِنا.






هم يفضّونَ بكارةَ الأيامِ
ونحن نرتقها
بشفاهنا
وارتجافِ أصابعنا,
بعرقنا
وجنوننا,
لكي نزفها عذراء,
للزوجِ المخدوع :الإله الذي خلقها .

نعانقُ وديانَ الروح و
أفخاخَ الكلماتْ .

نلتزُ بهجسِ النفس
وغناءِ الشهوة .
ندوزنُ أفلاجَ الأرض
وبركانَ الأزهار .
نتشمّمُ الوحلَ
ونعانقُ الظلامْ .

نكبسُ على آلامنا
ونكابرُ
خشيةَ السقوطْ.
نتعرّى خوفَ الاختلاف .
نعرّي أرواحنا من شرِّها,
ونلبسُ الشرَّ قفطانا .
نحيك الليلَ ورقةَ توتٍ,
لنسترَ ما يحدثُ في الظلامْ .
وكلُّ شيءٍ مفضوحْ
تتفرجُ عليه الآلهة
دون خشوعْ .
محمد ديبو / دمشق

من مجموعته لو يخون الصديق الفائزة للطباعة ضمن احتفالية دمشق عاصمة ثقافية