قال الفراش للوردة: لا تفتحي ذراعيك للرّياح تخزك الأشواك لا تنظري ناحية الشّباك تموت فيك الأشواق لا تخلعي أكمامك التزمي بالكمامات لتحفظي من التّلف البتلات ردّت الوردة : لكنّي مشتاقة للّمسات وسحر الفرشاة اسكب ألوان بهجتك اعزف لي نوتة الحياة اِروِ ضمئي أنا عطشانة للشّفاه ارقص على الشّغاف قلبي يوقّع لك أعذب النّغمات تعال، لا تغرّنّك زهور الغابات لا تدعْني في مزهريّة أبات إليّ بالأحضان أضرم في جسدي الغرام صبّ فوقه جام الحنان تحت أجنحتك دعني أنام أنت لي برد وسلام لا تعبر الأنهار لا تلاحق سرب الأوهام سيلفّك الضّباب والإعصار وتموت في السراب أردف الفراش في إعجاب : أيتها الوردة الفيحاء من قدّ حسنك الفتّان؟ من أعار الشّمس حمرتك من جعلها تخجل كلّ مساء؟ من جعل بتلاتك محرابا للعشاق؟ هل لي يا وردتي بلثم محيّاك؟ أحببت رحيقك.. كم هو شهيّ المذاق! أسكرتني شفاهك وتلك النظرات يا وردتي يا ملكة كل الزهرات لك رفرفة الجنان لك ضحكة الألوان ولك الأمنيات أجابت الوردة في اعتزاز : اخترتك يا فراشي من بين الفراشات وإن أغمضوا لي عيوني، فقلبي في الظّلمات يراك أنت مملكتي أنت محبرتي أنت الكلمات ارسمني قصيدة على الجناح ارسمني لوحة تعانق السّموات ارسمني بسمة لكلّ الخفقات يا فراشي.. يا ملك الخلجات أسقيك عطري أغنّيك نبضي تعال نلهو في حقول الحبّ تعال نشقى برضاب الصبّ تعال نوزّع على الحساسين رشفات الودّ تعال نعالج السّقم بالقبلات فالشفاء يا حبيبي في الشفاه
أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...