تحت هذا المساء الصغيرْ كان يرسم أفكاره في اشتعال الرمادِ ولا يتوجَّس من شبحٍ أنْ يهبَّ فيكسرُ فرشاتَهُ أو يبعثرُ عُلباتهِ كان.. كالبحر مكتملاً في عمامته الفوضويةِ في جذعه المتداخلِ في اللحية الشاردةْ يتكلّم من غير حَرْفٍ ويصمتُ حين تجيء إليه اللغة هكذا كان يرسم طول النهار على حجر الصبحِ ثمَّ على نوْله الغسقيِّ وحين يعود الظلامُ يعودُ جناحاً جريحاً إلى بيتنا المختفي بين باب تئنُّ وبئر تغيضُ ودالية لا تغلُّ فيضحك طفل صغيرٌ يقولُ لكل الخيال البعيدِ لكل الذي ليس يشهد ما عندنا من كيس شعير وعناقيد تين ومغزل صوف وقط صموت وبئر حبيبْ وأُمٍّ هي الشمسُ والجنّة القادمةْ .....
هذا أبي أيكم يستطيب الغناءَ بصمتْ ويطوي الفضاء بلا أجنحةْ.
■ ■ ■
يحكى أنَّ عصفورةً دقت على باب النهر تسأل نشيدا وكانتْ بكماءْ فقال لها النهر: كوني موجةً في السماءْ أهبك نشيداً ومنذ ذلك الوقت وهي موجةٌ في السماءْ ترتل النشيدْ
■ ■ ■
يا أيها اللبلابْ أين أنتْ؟ ألهمتني كلاماً ما أدركتهُ حتى رأيتكَ تطوفُ حول خصر الداليةْ حول جيد الداليةْ حول شَعر الدالية حول روح الداليةْ لكنني عجزتُ لا أملكُ قُدرةَ الطوافْ
■ ■ ■
البسطامي
لذة الماءْ طائر في الفمِ صلوات في السماءْ إشارة الينبوعِ لكْ
لذة اللونْ حبوَة الطفلِ عبرَ باحة الحمامْ إشارة العشبِ إليكْ
لذة الكلمةْ سباحةٌ في بحر آخرْ ليس من ماءْ إشارةٌ إلى الأعماقْ
لذة العزلةْ في أغنية صامتةٍ تقطفها من شجر أبيضَ كالهديلْ إشارة إل الملائكةْ
البسطامي ما زال في جبّته يرى البكاءَ وحده تميمةَ الأطفالْ
أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...