بدل رفو المزوري مترجماً
2007-04-17
مترجم يخلق شعراً بدلاً من ترجمته
الأدب نتاج اجتماعي، وحضاري لكل الشعوب. مرآة تعكس كل معطيات حياتنا الاجتماعية، والحضارية، ويجمع بين طياته كل أوجه الثقافة، والحياة. بترجمتنا لأعمال أدبية من لغة إلى أخرى يتمكن قارئ هذه اللغة من أخذ انطباع عن المعطيات الاجتماعية، والحضارية عن شعب، أو أمة غريبة. وما أهمية الأدب كوسيلة بالغة الأهمية بالنسبة للحوار بين الحضارات تعود إلى كون هذا الحوار يتطلب قنوات لذلك. لهذا تبقى الترجمة أهم قنوات الحوار بين الحضارات، والاطلاع على ثقافات الشعوب الأخرى.
ذلك المنسي، القابع في مدينة غراتس النمساوية، صديق نهر مور العنيف، والقلعة الجبلية،
السائر خلف آلامه، وأمانيه حاملاً وجع وطنه، وآمال أمته معه، حيثما يذهب، يرفد في كل لحظة ثقافة أمته المنسية في ثقافات الشعوب القابعة على نفسه ليجعل من كل قصيدة يترجمها مخلوقاً يضيفه إلى قائمة المخلوقات الأدبية المنتشرة في الكون الثقافي، والشعرية منها بالذات.
بدل رفو المزوري، يئن بكلماته مع آهات الشعراء الذين يترجم لهم قصائدهم من لغات شتى إلى العربية، جعل من تلك الأشعار قصائد جديدة، يستغرب القارئ كثيراً إذا ما قارنها مع نصوصها الأصلية دون أن يفقد النص الأساسي معانيه، وأحاسيسه، وباحتراف دقيق يحول القصيدة إلى قصيدة أخرى كمن يخلق شيئاً جديداً.
بقراءة سريعة لأبرز قصائد الشعراء الذين ترجم لهم بدل رفو المزوري نجد استلذاذاً غريباً يضفي المزوري طابعه الخاص في كل قصيدة مترجمة، فنجد في قصيدة: فقط ...انتظري! للشاعر النمساوي مانفريد خوبوت سهولة العبارات، وبساطة الكلمة حيث يقول:
إن لم تأخذي
حذرك ...
سأكتب قصيدة حب
لك،
حينها سترين،
إن هذا الذي
ما أردت
وكذلك في قصيدة أغنية بيني، وبينك للشاعرة النمساوية فريدريكي مايروكير حيث يقول:
أترى نجمة المساء؟
نعم أراها...
أتسمع صوت الريح؟
نعم، أسمعه
أتحس بالأبدية؟
أجل، أحس بها
ما اسمك؟
يسمونني الليل
من أين تأتي؟
من عزلتك...
وأين ستتجه؟
صوب حرارة مشاعرك
أعطني يدك.
يحاول المزوري انتقاء القصائد التي يجيد ترجمتها ببلاغة فيقوم بتنويع نصوصه من خلال مجموعة مختلفة من الشعراء الذي ينجح في اختيار قصائدهم للترجمة، حيث يعرض في قصيدة إلى شعوب العالم للشاعرة الكردية ديا جوان الهم الوطني لشاعرة تحاول تجسيد حبها لوطنها بكلمات بسيطة حيث يقول المزوري:
معذرة...
من شموخ جبال
وطني السامقة...
لم أكن
أرى
أية جبال أخرى
وراءها
وبقدر...
ما كانت
معاناة شعبي
كبيرة....
لم أكن
أحس
بمعاناة أخرى...
ولما كنت
أعشق وطني
عشق كبيراً ....
لم يبق
في قلبي
متسع
لعشق آخر
المزوري خلق من خلال ترجمته لهذه القصائد منظومة شعرية مترجمة خاصة به، محاولاً عرض القصيدة بنصها الأصلي رغم ترجمته، ففي قراءتك للقصيدة المترجمة تشعر، وكأنك تقرأ نصها الأصلي في محاولة منه خلق صورة لواقع القصيدة في مخيلتك رغم ترجمتها من لغة أخرى كما في قصيدة أتتذكرين للشاعر محفوظ مائي حيث يقول:
حينها لم أكن أعرفك
كنت طفلاً بريئاً
الجبل الذي يقابل قريتنا
بضخامته...
كان صديق طفولتي،
السماء بعلوها
والقمر، والنجوم ببعدهما
كانا صديقي طفولتي
لم ينس المزوري الحب في ترجماته حيث يقول في قصيدة الهوى للشاعر الكردي مؤيد طيب حيث يقول:
حين أحببتك...أحببتُ النار، والأمطار
أحببتُ المشانق، والخنادق... أحببتُ المناضلين، والكادحين
أحببتُ النجاد السامقة... أحببتُ كل المدن، والقرى
لكن!!!
حين ركعتُ لقامتك، وقرأت صفحة عشقك، وخلجتُ شجرة الأمنيات
لم اركع في حياتي لأحد قط، ولن يقدر أحد أن يأمرني بالركوع
بدل رفو المزوري قام بالترجمة من الكردية، والنمساوية لعدة شعراء منهم فريدريكي مايروكير، مانفريد خوبوت، آمنة زكري، ديا جوان، نذيرة أحمد، لقمان ئاسيهي، مؤيد طيب، صديق شرو، محفوظ مائي، كرمانج هكاري، وآخرين. يرى أن أدباء، وفنانو الكرد هم هوية الوطن الحقيقية، والذين ستتذكرهم الأجيال القادمة. تمكن من التوغل بين كبار أدباء، وكتاب النمسا، فأصبح أول كردي، وربما أجنبي يضمه هذا الاتحاد العريق، لكن! هل تذكره اتحاد أدباء الكرد في وطنه؟ سؤال جدير بالإجابة.
08-أيار-2021
10-كانون الثاني-2010 | |
04-تشرين الأول-2009 | |
10-آب-2009 | |
28-تموز-2009 | |
08-تموز-2009 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |