في طريقي إلى الحياة

أوقدتْ لعينيَّ رحيقَ تفتُّحِها

نثرَت أورادَها

وغمَستْ في مائها أصابعي.

أشبعتْني استلاباً

تعدّى الواقعَ

فحسِبتُني ساقيةً

أو وردةً

أو رابية..

تبغددتُ

لعبتُ أكثرَ من الممكن.

كنتُ أجهل

عبَبْتُ عبَّاً.

كنتُ أجهل.

سيَّرتُ أقداراً

وكواكب

عبرتُ مدنناً وهَماً.

زرتُ شطآناً ماهيَ بشطآن

لعبتُ بالمحارِ

واعتليتُ الموجَ خفيفاً كالهواء.

لم أكنْ جاهلاً. كنتُ أجهل..

لعبتُ بالألوان

داخلَ الأبوابِ

وفي الشُّرُفاتِ

وعلى أرصفةِ الطّرُقاتِ البائسة

والطرقاتِ الزاهيةِ بالخُضرة

نثرتُ ألوانيَ فوقَ التّرابِ والوسائد.

ليسَ خِدَعاً

إنما،

إنما كنتُ أجهل

أبداً، لم أكذبْ يوماً

ولم ألْهُ عابثاً، أو أتجمّل

فقط، كنتُ أجهل.

كنتُ أجهلُ أنّ جهليَ قاتلٌ

لي، ولمن أبهرَتهُ دروبي وحدائقي.

كنتُ أجهل

كنتُ أجهلُ أنني وكلَّ حدائقي ما نحنُ إلّا مَقبرة..

كنت أجهلُ

أنّ بحري وكلَّ شواطئي وتِلالي و ورودي مزوَّرة.

كنتُ تيهاً

وكنتُ أوّلَ التائهين

التائهينَ في مقبرة...

اليومَ وقد كبرت

قلَّمَني الوقتُ

قصَّ أغصانَ تِيهي

وسوَّرَ المقبرة.

تعرّى ذلك الذي كان وردةً ممكنة

وكلَّ الذي جمّلَ الأرصفة.

اليومَ كبرتُ

وها أصطدمُ بالسياج

سياجِ مقبرةٍ

لا تتّسعُ لأكثرَ من قبرٍ. بلا شاخِصة..

كنتُ أجهل....