حين تأخذُ حِصَّتك من الشمس
نزيه بريك
خاص ألف
2021-02-06
حين تأخذُ حِصَّتكَ من الشمسِ، لتتخلَّص
مِن تناولِ حبوبِ فيتامين D
***
حين تَتوَقَف عن استعمالِ عدسةً مكبرةً،
لترى الضوءَ
***
حينَ يُصبحُ مَنظرَ السُلطةِ
منظراً
مِن مشاهدِ الغروبِ،
يُثيرُ شهوةَ التأمُلِ، ويُغلِقُ بابَ الذاكرةَ...
***
حين يدعوكَ المساءُ إلى فنجانِ قهوةِ، بمناسبةِ
شعورِكَ بالكرامةِ
بَعد غيابها القسري
***
حين ترى الشرطةَ تقتحمُ بيتكَ، وتقودكَ
إلى المسرح،
لحضورِ أمسيةٍ فنيةٍ
***
حين ترى على شاشةِ التلفازِ
-تحت عنوانِ خبرٍ عاجلٍ-
صورةَ طفلةٍ جائعة، أو خيمةً تحت
لعنةِ المطرِ
***
حين ينخفضُ ارتفاعُ شبابيكِ السجونِ
إلى رُكبةِ الشمسِ
***
حين تتوقفُ عن تشحيمِ صوتِك، كي لا
يُتمتم الصدى
***
حين تعودُ الثقةُ إلى النومِ،
والأحلامُ
تستقرُّ في شجرةٍ مفروشةٍ
***
حين تصبحُ الكلمة الحرةَ مروحةً،
تطردُ العدمَ
من حياة الكراسي
***
حين ترى على ورقةِ النقودِ صورةً
لمُفكِّرٍ
اختلسَ العِلمَ في وضح النجومِ
***
حين تستهلكُ القليلَ من الخطواتِ، لتتعرف
على نوايا المستقبلِ
***
حين تُخبرُكَ وسائلُ الاعلامِ
-على صفحتها الأولى-
بأن القصيدةَ عادت من المنفى، وستُقيم
مصنعاً للخبزِ
***
حين يستلمُ الصباحُ مَهامهُ،
بدونِ نياشينٍ
تَشفُطُ المناعةَ
***
حين تَتوَقَف عن عَصّبِ عينيك، كي لا ترى
الموتَ،
يمشي أمامك، مُنتعلاً ظلَّلك
***
حين يصبح الكتابُ ملجأً
مقاوماً للقذائفِ،
والموسيقى طبيبَ العائلةِ
***
حين يشفى الطريقُ من الشللِ النصفي،
وخطواتكَ
تتوقفُ عن السعالِ الديكي
***
حين تتوقفُ عن التفكيرِ
باستئجارِ قاتلٍ،
يُخلِّصُك من أحلامِكَ، لتنجو بريشِكَ
***
حين تَخرجُ الأسئلةُ في اجازة، وينخفضُ
منسوبُ الأدرينالين
إلى مستوى الجواب...
***
حين تتوقفْ عن غرزِ إصبعِكَ في وجهِكَ، لتتأكدَ
من بقاء شيئاً منكَ،
يحتفظُ بدمِكَ
***
حين تتوقفْ عن التلويحِ بكلتا يديّكَ
لرأسِكَ،
وهو يعبُرُ الجدارَ
***
حين تكُفُّ عن حَسَدِ الطيورَ المهاجرة،
وتسحبُ سهامَ عيونك
من أجنِحتها
***
حين تنخفضُ دالّة النحيبِ،
ويعودُ الموتُ
إلى سيرتهِ الأولى
***
حين ينشرُ القانونُ قواتهِ
خارجَ النصِّ
ويقطعُ علاقتهِ مع الريحِ
***
حينها ستعرفُ أنَّكَ
في وطنٍ يستحقُ بقاءَ
كلِّ الحواسِ