سبق وفي مقال سابق ً ، أشرنا أنه وخلال الدورة الأخيرة لمهرجان أسفي للسينما الفرنكوفونية بالمغرب ، وأثناء مناقشة فيلم ً وداعا أيها الأمهات ًصرح مخرجه المغربي محمد إسماعيل ، أنه تلقى دعوة رسمية من إسرائيل لعرض فيلمه بتل أبيب .فعلا وحسب ما أوردته اليومية المغربية ًالصباحية ص في عددها الصادر يوم الأربعاء 18 يونيو 2008 ، أن القاعات السينمائية بتل أبيب بدأت بعرض فيلم ً وداعا أيها الأمهاتً بعد مشاركة الفيلم – دون حضور
مخرجه – بمهرجان ً إيلاتً ومهرجان ً تل أبيبً ، كما تم عرضه أمام ً الكنيستً
بحضور جميع أعضائه وشخصيات سياسية وعسكرية بإسرائيل !
مشاركة فيلم عربي في مهرجانات سينمائية إسرائيلية وبمباركة من مخرج عربي
، تعتبر سابقة خطيرة في تاريخ السينما العربية .نعم يتم عرض أفلام عربية بصالات
عرض إسرائيلية مدبلجة باللغة الانكليزية والعبرية ، عن طريق القرصنة وتواطئ
بعض شركات الانتاج والتوزيع العربية ، ولكن لم نسمع أبدا أن مخرجا عربيا ، شارك في مهرجان سينمائي إسرائيلي !!
مأساة بعض المخرجين السينمائيين المغاربة ، أنهم يبحثون عن العالمية والشهرة
عبر البوابة الاسرائيلية ، والسؤال الذي يفرض تفسه لدى العديد من فعاليات المجتمع
المدني المغربي ، هل إخراج أفلام عن هجرة اليهود المغاربة إلى إسرائيل خلال
مرحلة الاستعمار الفرنسي للمغرب وفترة الستينات من القرن الماضي ، يقتضي
عرض هذه الأفلام بإسرائيل وبمباركة من مخرجيها وبحضور شخصيات سياسية
وعسكرية إسرائيلية !

د/ عمر الفاتحي
كاتب صحفي وناقد سينمائي من المغرب
19/6/2008