أنْ تنظرَ إلى العالَم حافيَ القدميْن يعني أنّكَ تقف في الدرجة صِفْر من غير تباهٍ تواجهه وبِلا اضطراب نفسي قد يعني ذلك أنّكَ لا تعاني من عقدة التعالي وهي أخبار مُفرِحة في صباحات رمادية كهذه، لكن أن تكون حافيَ القدميْن لا يعني أنكَ اخترتَ فضيلة التواضع وأنكَ تراعي مشاعر العالَم الجريحة، ربّما أنت أكثر بؤساً منه تجرّ خيباتك كقوافل شريدة ربّما أنت حافي القدمين كَرْهاً لم تلتقِ بعد بالحذاء الذي يرضى بشقائك كيْ يتبعك طوعاً حيثما ولّيت
وأنتَ وحدكَ تعرف إنْ كان المشي حافياً اختياراً واعياً لِروحٍ تختبر النُّسْك بالعزوف عن رفاهية الأحذية إلى زُهد القَدَم العارية الراضية بوخز الحصى وغطرسة البرد
لا أحد يعرف إن كنتَ تُجاور الصفر لِرغبة دنيوية فكثيرون خدَعوا الرعية رفعوا راية المعبود عفّروا وجوههم في صِفر التراب ثم ارتفعوا بقدرة قادر
الحذاء خدعة بصرية حتى لو كان جِلده طبيعياً يحيطك بهالة من التناغم مع ذبذبة الثروة يرفعك كي تقترب من أعلى السُّلّم
الحذاء درع قدميك في معرض الأقدام اليومي وأنت الوحيد الذي يعرف لِمَ جئتَ اليوم حافياً تُحيط العالَم بذراعيك وكأنك تحمل إرث الزُّهاد على كتفيك وأقدامك تدوس على الحرير.
أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...